في الحلقة السابقة اتفق صديقنا مع مدير الحديقة على أن يلبس بدلة قرد ويدخل القفص بدلا من الغوريلا كان يومه الأول كقرد عصيبا جدا.. فلم يكن معتادا على هذه الشخصية الجديدة.. صحيح أنه أدى أدوارا كثيرة في مسرح الجامعة، لكنها لم تكن بهذه الواقعية الموجعة.. من يصدق؟!! قرد حاصل على مؤهل عال يتحمل سخافات البشر والحر الفظيع من أجل 1000 جنيه!!. للحظة أحس بتفاهة المبلغ ليتخلى عن آدميته مقابلا له.. لكنه قال لنفسه "قرد قرد.. ما أنا كنت بنى آدم عملت ايه؟" كان يقرأ كثيرا عن الكوميديا السوداء.. ولأول مرة أدرك معناها الحقيقى. ولكن!.. من هؤلاء؟!.. إنه يعرفهم!.. يا للكوميديا السوداء.. بل القاتمة السواد!.. إنهم أسرته الكريمة في حديقة الحيوان.. وأمام القفص مباشرة، هاهم ينظرون إليه.. ترى هل سيعرفونه؟ الأخ الأصغر يشير اليه قائلا..... الأخ : ماما..القرد ده شبه أخويا الأب : (ناهرا الولد) اخرس يا ولد.. ماتقولش كده على أخوك الكبير الأم : ماتسيبه يا راجل..والنبى كلامه صحيح..بص شبهه إزاى! ده حتى حاطط إيده على خده زيه بالظبط الأب : بس يا وليه بلاش كلام فارغ.. بقى إبنى أنا شبه القرد.. قال قرد قال الأم : وإنت زعلان قوي كده ليه ؟ ده إنت حتى مطلع عينه الأخ : عشان الناس بتقول إن أخويا شبه بابا يا ماما الأب: (ثائرا) اخرس يابن الكلب.. بينا على البيت.. إنتم أصلا مالكوش الخروج يا غجر نظر اليهم نظرة دامعة ثم قفز يداعب الأطفال.. يا لها من كوميديا قاسية، خاصة عندما يحل مكان تصفيق الجمهور (سقفه للقرد) ياللعجب لم تمهله الأيام لينسى هذا الموقف، فقد فوجئ بحبه الأول والوحيد (أمام قفصه) بصحبة شاب مفتول العضلات تبدو عليه علامات البله.. بل كان أقرب إلى القرود منه إلى البشر..ابتسم وقال لنفسه.. "الحمد لله إن المدير ماشافوش قبلي.. كانت الشغلانه طارت" جلست الفتاة أمام القفص ونظرت إليه قائله.. الفتاة : شكله ظريف القرد ده استشاط غضبا وراح يقفز في جنون وكأنه قرد حقيقى فقالت في سرور.. الفتاة : الله ده فرحان باللى أنا قلته.. ده بيفهم!! اقترب من القضبان وهو لايدرك مايفعله فقال الشاب.. الشاب : يا شيخة حرام عليكى ده باين عليه غبي قوي لم يتمكن من كبح جماح غضبه فعض على أسنانه قائلا.. هو : أنا غبي ياحيوان ارتعد الشاب خوفا وقال في دهشة.. الشاب : الصوت ده جاى منين؟ قالت ضاحكة الفتاة : صوت إيه بس؟ الشاب : الصوت اللي أنا سمعته الفتاة : مفيش حد اتكلم يا إبنى..إنت بتخرّف ولا إيه؟ استغل صديقنا موهبته في التمثيل وقال مقلدا صوت الفتاة في خفوت.. هو : شكلك أهبل قوي نظر اليها إلشاب غاضبا وقال. الشاب : أنا أهبل ..دي كلمة تقوليها؟ الفتاة : هو أنا قلت حاجة؟ قال صديقنا مقلدا صوت الشاب وقد أعجبته اللعبة هو : قليلة الأدب كشرت الفتاه عن أنيابها قائلة الفتاة : أنا قليلة الأدب؟..تصدق بقى إنك أهبل فعلا اشتعل الموقف فتركهما وذهب إلى ركن القفص وجلس في هدوء يتابعهما وقد اعتراه حزن شديد كيف قبل بهذه المهانه؟ كيف هانت عليه كرامته كآدمى؟ ثم عاد وابتسم فى مرارة قائلا "قرد بألف جنيه واللا بنى آدم شحات؟.. قرد قرد يا عم" جاء المدير ليفتح باب القفص في المساء كعادته.. لكن وجهه كان يوحى بأن هناك ما يخفيه.. تركه إلى أن ركبا السيارة معا ثم سأله في فضول هو : فيه حاجة يا افندم؟ المدير : (وهو يبتسم فى خبث) لا أبدا هو : بس أنا حاسس إن فيه حاجة المدير : لا أبدا بس الغوريلا خَفِّت الحمد لله وجايه، بكرة إن شاء الله هو : (فى حسرة وقد أسقط في يده) يعني خلاص مفيش قرد؟ المدير : لأ طبعا مين قال كده؟ هو : أمال إيه يعنى؟ المدير : كل الحكايه إننا ماعندناش أقفاص كفايه هو : (وقد فهم المغزى) أيوه وبعدين؟ المدير : يعنى .. هَنضطر ندخلها معاك في القفص لحد ما ربنا يفرجها هو : بتهرج.. شكلك بتهرج.. (صارخا) إنت مجنون يا جدع إنت؟!! لم يتمالك المدير نفسه من الضحك.. حتى أن صوته علا وأخذ يسعل بشده.. فصرخ فيه وقد انعقد حاجباه وانكمش وجهه من الغضب هو : إنت بتضحك على إيه يا جدع إنت؟ المدير : (مستمرا فى الضحك) لا ولا حاجة هو : إنت ليك خال عبيط؟ المدير : (ولا يزال يضحك) اشمعنى؟ هو : عشان بيقولوا الواد بيطلع لخاله المدير : والله دمك خفيف هو : وإنت عقلك هو اللى خفيف.. هتحطونى مع الغوريلا إزاى يا غجر!! المدير : إنت خايف ليه بس؟.. حاجة غريبة والله هو : لأ.. تصدق معنديش حق.. المفروض أرقص من الفرحة المدير : (وقد تبدلت ملامحه) بقول لك إيه ماتصدعنيش.. عاجبك عاجبك، مش عاجبك القفص يفوت جمل هو : قصدك إيه؟ المدير : يعنى مع السلامة مش عايزيين قرود هو : بقى كده.. تاخدوني قرد وترمونى بني آدم المدير : مش إنت اللى جبان؟.. ياعبيط دي مجرد أنثى غوريلا.. أنثى هو : يعني هيا هيفاء وهبي يا خي.. ياعم دي غوريلا.. يعني ممكن تفرم أهلى المدير : ما تخافش هو : برضه هايقول لي ما تخافش المدير : هَنديها حقن مُخدرة يا غبي.. ماتصدعنيش بقى خليني أسمع الشريط الجديد يقوم المدير بتشغيل أحد الشرائط البذيئة، فينطلق من الكاسيت صوت بهائمي مريع يتمايل معه المدير يمينا ويسارا في نشوة، مما يدفع صديقنا لأن يسأله هو : سيادة المدير المدير : خير هو : انت ليك خال عبيط؟ تفتكروا إيه اللي هيحصل مع صاحبنا لما تدخل عليه الغوريلا؟ يا تري إيه المفاجأة المهولة اللي هيكتشفها صاحبنا؟ لو عايزين تعرفوا.. استنوا الحلقة الرابعة والأخيرة من سقفة للقرد وعلى فكرة تقدروا تشوفوا الحلقات السابقة من هنا الحلقة الأولى.. خيبة الأمل راكبة جمل www.kelmetnamag.com/klamlek/ehky/ الحلقة الثانية.. أي مبلغ يسد، حتى لو لبسوني قرد www.kelmetnamag.com/klamlek/ehky/