منذ اللحظة الأولي لمولد ثورة 25 يناير المجيدة .. كانت روابط مشجعي الألتراس التابعة لأندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي بمثابة الوقود للثورة فالأمر كان مفاجأة للنظام البائد وفي مقدمته الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بوجود مجموعة من الشباب المتحمس لإسقاطه بشكل كبير ومن الوسط الكروي الذي كان يحظي دائماً باهتمام النظام ومجاملة نجومه وتدليلهم بشكل فائق لدرجة أن الرئيس المخلوع كان حريصاً علي استقبال نجوم المنتخب عقب الفوز علي بطولات كأس الأمم الأفريقية 2006 ، 2008 ، 2010 وسافر نجلاه علاء وجمال إلي السودان لمؤازرة المنتخب في لقائه الفاصل مع الجزائر بتصفيات كأس العالم 2010 وصرف مكافآت مالية للاعبين رغم خروجهم من دور المجموعات لبطولة كأس العالم للقارات 2009. الألتراس خرج من النور في عهد النظام البائد وبالتحديد عام 2007 علي غرار روابط المشجعين الموجودة في أغلب بلدان أوربا وخاصة إيطاليا فالألتراس» Ultras» كلمة لاتينية تعني «الزائد عن الحد» ونشأت أول رابطة لها في البرازيل، بمجموعات الألتراس المسماة ب»التورسيدا» في أربعينيات القرن الماضي ، وانتقلت إلى أوروبا في نادي «هايدوك سبليت» اليوغوسلافي عام 1950، وظهرت في العالم العربي بنادي الأفريقي التونسي الذي شهد تأسيس أول ألتراس تحت مسمى «الأفريكان وينرز» في عام 1995، وتتلخص مبادئ الألتراس في بعض الأمور أبرزها عدم التوقف عن التشجيع والغناء طوال المباراة أيا كانت النتيجة بقيادة من أحد المشجعين وعدم الجلوس أثناء المباريات نهائيا. لم يكن غريباً أن يتحول الألتراس ضد النظام ويرحب بالثورة منذ الوهلة الأولي بعد أن شنت وسائل الإعلام الرياضية هجوما حاداً عليهم بالتعصب والصدام المستمر مع أجهزة الامن والتي كانت تقوم بالتضييق عليهم بدون مبرر لدرجة أن الألتراس أطلقت عليهم لقب موحد لقوات الأمن وهو (ACAB) أيAll Cops Are Bastards أي رجال الأمن أوغاد. ولم يكن للألتراس دور واضح في الحياة السياسية حتي ثورة 25 يناير بعد أن حرص أعضاء الألتراس علي التعبير عن غضبهم ضد ممارسات الشرطة القمعية واحتلوا الصفوف الأولى في مواجهة قوات الشرطة. وظلت الاشتباكات بين الشرطة والألتراس مستمرة حتي بعد قيام ثورة يناير والتغييرات الكبيرة في قيادات الداخلية واشتبك مشجعو الألتراس مع رجال الأمن خلال مباراة الأهلي وكيما أسوان ببطولة كأس مصر يوم 6 سبتمبر الماضي ، وظهرت مجموعات الألتراس لحماية أسر الشهداء أثناء محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك إلي جانب مليونية 9 سبتمبر التي انتهت باقتحام لمقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة. الألتراس كان بمثابة الوقود للثورة إلا أنه تم إتهامهم بمعاداة الثورة والعمل علي إثارة الشغب خلال مظاهرات يوم 19 نوفمبر الجاري واحتلوا الصفوف الأمامية في مواجهة قوات الشرطة والأمن المركزي في شارع «محمد محمود» بالقصر العيني حتي سقط أول شهيد للرابطة في هذه الأحداث وهو « محمد مصطفي» الطالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة والذي يحرص الألتراس في جميع مباريات الأهلي علي رفع صوره والتزم الحداد في مباراة الأهلي والمقاصة بالدوري باستاد القاهرة وارتدي الملابس السوداء حتي أنهم رفعوا لافتة خلال اللقاء الأخير للفريق الأحمر أمام الشرطة بالدوري بعد قرار وزارة الداخلية بفتح الأبواب مجاناً أمام الجماهير الأهلاوية أكدوا خلالها أن تذاكر الداخلية المجانية لن تطفئ دماء الشهداء. من جانبه، أكد عمار فؤاد أحد أعضاء الرابطة أن الألتراس يترك الحرية لأعضائه بالنسبة للرؤي والتوجهات السياسية وتجمعهم مبادئ الانتماء للفريق الذي يشجعونه ولن يقبلوا أي قمع من جانب الشرطة خلال اللقاءات في المرحلة القادمة. شاهد مشاركة الألتراس في مظاهرات "محمد محمود":