اشتعلت حرب الشائعات والمنشورات بين مرشحى التيارات الإسلامية والقوى الليبرالية والمدنية حتى الساعات الأخيرة قبيل فتح صناديق الانتخابات صباح اليوم، حيث بدأت معركة تكسير العظام بين المرشحين قام فيها مرشحو التيارات الإسلامية بالترويج الى تكفير منافسيهم من مرشحى القوى المدنية ممثلين فى تحالف أحزاب «الكتلة المصرية» و«الثورة مستمرة» والمستقلين ايضا، خاصة بعد تصريحات نجيب ساويرس المطالبة بدعم بلدان أوروبا وأمريكا للتيارات الليبرالية المدنية فى مواجهة القوى الإسلامية التى بدأ نفوذها يتعاظم داخل مصر التى ظهرت فى نتائج انتخابات المرحلة الاولى.. الامر الذى دفع القوى المدنية لاتباع نفس منهج الدعاية الدينية كما فعلت الاحزاب الإسلامية طمعا فى استقطاب الناخبين.. فضلا عن الصراع بين المرشحين الاسلاميين انفسهم. وكانت الكتلة المصرية فى محاولة منها للعب على وتر الواعز الدينى لدى المسلمين من الناخبين فى مواجهة التيار الإسلامى قد قامت باستخدام الشعارات الدينية التى تساهم فى استقطاب الاصوات الانتخابية كما يفعل مرشحو التيارات الإسلامية حيث بدأ مرشحو الكتلة فى بعض الدوائر باطلاق لحيتهم على الملصقات الدعائية الخاصة بمرشحيهم كمحاولة منهم لتغيير صورتهم التى يحاول الإسلاميون ترسيخها داخل الأذهان أن الكتلة دعاة تبرج وانحلال فضلا عن المخاوف من تغيير المادة الثانية من الدستور. واستمرارا لمحاولات تحسين صورتهم بالشارع قبل بدء المرحلة الثانية للانتخابات عدلت الكتلة من طريقتها الدعائية بالتليفزيون الذى رددت من خلاله دعايتها «مش عاوزينها امريكية ولا عاوزينها افغانية» فى اشارة الى الدولة المصرية الوسطية بعيدا عن التشدد الدينى بجانب كون ذلك محاولة لتوجيه ضربة للإسلاميين بزيادة مخاوف المواطن البسيط من تحول مصر لدولة اسلامية. من ناحية أخرى يبدو أن محاولات التنسيق التى تبنتها الكتلة المصرية لتوحيد جهود القوى المدنية فى المعركة الانتخابية قد باءت بالفشل الكامل بسبب اعلان الكتلة من جانب منفرد عن أسماء المرشحين على المقاعد الفردية الذين سيتم دعمهم واخلاء الدوائر لهم لمواجهة مرشحى التيار الإسلامى وقد تبرأ أعضاء «تحالف الثورة مستمرة» و«ائتلاف شباب الثورة» من هذه القوائم التى اعلنتها الكتلة بسبب ما قالوه عنها من انها تضم عناصر من الفلول . كان قيادات »الثورة مستمرة« و»ائتلاف شباب الثورة« قد اتهموا »الكتلة« بأانها تسعى الى محاولة فرض رأيها على باقى القوى المدنية باعتبارها تملك القدرات المالية التى تمكنها من الظهور على شاشات التليفزيون ووسائل الاعلام . من جانبه قال فريد زهران عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى احد احزاب الكتلة المصرية إنه لا يمكن تقبل أن تكون قيادات الإخوان والنور السلفى هم المحركون للمنشورات التى توجه الاتهامات بالكفر والعمالة للقوى السياسية غير التيار الإسلامى .. غير أن هذه المنشورات المجهولة المصدر قد تكون صادرة عن اشخاص لا يمكنهم أن يفرقوا بين الخطأ والصواب، وقال يجب على من يقف وراء هذه الدعاية السوداء التى تثير الفتن أن يتوقف عن ذلك حتى لا يثير الفتن والفرقة داخل الشارع المصرى . وشدد زهران على ضرورة عدم استخدام منابر المساجد فى الدعاية الانتخابية لمصلحة الإسلام السياسى، واتهام التيارات الأخرى بالتكفير، مشيرا إلى أن هذا لا يجوز شرعا.