أدت جموع حجاج بيت الله الحرام في عرفات صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، والاستماع لخطبة عرفة التي ألقها مفتى السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بمسجد نمرة. وكان أكثر من مليوني حاج توافدوا إلى عرفات لأداء الركن الأعظم من مناسكهم؛ حيث يبقوا هناك حتى غروب الشمس، ثم يبدؤون في النزول في وقت واحد إلى مشعر مزدلفة؛ حيث يمضون قسمًا من الليل قبل العودة مجددًا إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى. وفي خطبته بعرفات، دعا مفتي السعودية، الشيخ عبد العزيز آل شيخ، المسلمين حكامًا ومحكومين إلى تقوى الله عز وجل حق التقوى ومراقبته في السر والنجوى مصداقًا لقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون". وأوضح أن الله عز وجل شرع دين الإسلام ليكون منهج حياة للبشرية يسير وفق أحكامه وتعليماته، فلا شأن من شؤون الدنيا إلا وللإسلام فيه حكم وبيان، ليحقق الغاية التي من أجلها خلقوا، قال تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، ولتستقيم حياتهم كلها عقيدة وعبادة وسلوكًا وأحوالاً شخصيةً ومعاملات وأخلاقًا وسيادة وتعليمًا، قال الحق عز وجل "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين". وحث الحجاج على الإخلاص في العمل، وأن يتبعوا السنة النبوية المطهرة، وأن يكثروا من ذكر الله ومن الدعاء، وأن يتجنبوا ما ينقض الحج والرفث والجدل والفسق إلى جانب السكينة والرفق والشفقة والرحمن بإخوانهم الحجاج. وحذر مفتي السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، من أن يحول الحج إلى ما يتنافى مع مقاصده، فلا دعوة إلا إلى الله وحده ولا شعار إلا شعار التوحيد والسنة، مشيرًا إلى أن الحج عبادة فريدة تجمع ملايين البشر، وهذا التجمع فيه روح الإيمان العظيم وفيه اجتماع الأمة وائتلافها، وفيه تظهر أخلاقها وقيمها قيم التسامح والإخاء والعدل والأخوة والمحبة والقناعة والبساطة.