الأراضى المقدسة – الزمان المصرى:سيف الدين السلمى يواصل حجاج بيت الله الحرام الثلاثاء أداء مناسكهم متوجهين الى مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى ونحر الهدي والحلق أو التقصير ثم أداء طواف الإفاضة. وقام الحجاج في أول أيام عيد الأضحى برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات في انتظام سلس وحركة هادئة وانسيابية في تنقل الحجيج من مواقع إقامتهم في منى ، ثم يقومون وفق خطة التفويج المعدة لذلك إذ تم توزيعهم على دفعات وعلى الأدوار بشكل متقارب إلى حد ما تمكن معه الحجيج من الرمي والعودة لمواقع إقامتهم في وقت مناسب. ويعني الحلق أو التقصير وذبح الهدي تحلل الحجاج الأصغر من الإحرام ثم يتوجهون إلى مكةالمكرمة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج يتحلل بعده الحاج تحللا أكبر ثم يسعى بين الصفا والمروة. وقامت المملكة العربية السعودية بتطوير منطقة الجمرات في مشعر منى بتكلفة قدرت بنحو أربعة مليارات ومائتي مليون ريال سعودي ، في محاولة لحل مشكلات الزحام عند رمي الجمرات التي كانت تشكل هاجسا وخوفا عند الحجاج بسبب الحوادث التي وقعت في الأعوام السابقة بسبب التدافع والتزاحم عند الرمي. ورافقت مشروع تطوير جسر الجمرات مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على ستة اتجاهات وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها. وبعد ذلك يتبقى أمام الحجاج مناسك رمي الجمرات الثلاث طوال أيام التشريق الثلاثة التي تبدأ بثاني أيام العيد، ويجوز للمتعجلين أن يكتفوا برمي الجمرات ليومين فقط حسب ما شرع الله عز جل. وكان نحو ثلاثة ملايين حاج قد باتوا في مزدلِفة. وقد أعلنت السلطات السعودية نجاحَ عملية تصعيد الحجاج بكل يسر ومن دون أية مشاكل، خاصة مع تشغيل قطار المشاعر، كما لم تسجل أي حالة وبائية. وكان ضيوف الرحمن قد نفروا مع غروب شمس أمس الاثنين الموافق للتاسع من ذي الحجة إلى مزدلفة، بعد أن قضوا نهارهم على صعيد عرفات وأدوا الركن الأعظم للحج. وأدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في مسجد نمرة بعرفات بعد أن استمعوا إلى خطبة ألقاها مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ. وقد دعا عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في خطبة عرفات المسلمين الى التمسك بقيم دينهم الحنيف ووسطية منهجه. وطالب مُفتي السعودية في هذه المناسبة الشعب العراقي المسلم إلى التآلف والتعاون والاستجابة لمبادرة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز لحل هذه المشكلة المعضلة التي تمر به العراق وذلك بحسب قوله.في حين دعا الخطيب الشعب السوداني للتنبه لما يحاك بالسودان وأهله ونصحهم بالسعي لوحدة البلاد. وتطرق لقضية الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم داعيا إلى الدفاع عن الرسول قائلا : "هبوا إلى نصرة نبيكم".كما دعا في خطبته إلى إغلاق القنوات الهابطة والفاسدة التي تساهم في إفساد المسلمين. وتميزت رحلة الحجاج من مكة إلى منى بالانسيابية بفضل الإجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية بمنع المركبات غير المصرح لها بدخول المشاعر المقدسة الى جانب تفضيل ضيوف الرحمن السير على الإقدام قاطعين مسافة تبلغ ستة كيلومترات. وتسهيلاً على حجاج بيت الله الحرام انطلق اليوم قطار المشاعر المقدسة لنقل 150 ألف حاج من منى إلى عرفات وذلك بما لا يتجاوز 35 في المائة من طاقته الإجمالية حيث انه من المنتظر انه يقوم أيضا بنقل 250 ألف حاج في أيام التشريق.