أثار حريق مقام الشيخ أحمد الطواب غضب محبيه، الذين يتناقلون سيرته منذ هاجر من الحجاز للمغرب انتهاء بالاستقرار، في مدينة قوص جنوب محافظة قنا، حيث أطلق عليه عمال البناء "صاحب الصنعة"، حيث عمل في صناعة الطوب ومنها اكتسب لقب الطواب. في حيز مكاني يكتظ بمقامات إسلامية عديدة في مدينة قوص العاصمة الثانية لمصر في العصور الإسلامية لمصر يوجد مقام "سيدي الطواب" وعلى بعد خطوات منه يوجد مقام قريبه عالم الحديث النبوي عبدالغفار بن نوح الذي شارك في الحروب الصليبية والذي أوصى أن يجرد من كفنه ويباع لإطعام الفقراء وبعد دفنه في مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط قام أهل بلدته بنقل رفاته إلى قوص ودفن فى منزله القريب من الشيخ أحمد الطواب الذي اقتنع بمقولته "قوص ستكون رمزك فالزم بها". وعلي بعد خطوات أخرى توجد مقامات أبوالحجر العسقلاني والعالم العلامة بن بشنس الذي علم أبوالحسن الشاذلي الذي يقام مولده في مثل هذه الأوقات بصحراء محافظة البحر الأحمر عند منطقة عيذاب. والمقام المبني علي مساحة 650 متراً يضم رفات الشيخ أحمد الطواب والذي يمثل أتباعه من المتصوفة طريق الاعتدال في المتصوفة علي غير بعض الطرق الصوفية الأخرى فالشيخ الذي عمل في بداياته طوافاً بمكة المكرمة يستقبل الوافدين لبيت الله الحرام عمل طواباً ليلتصق به هذا اللقب بعد رحلة طويلة امتدت من الرحيل من الحجاز للمغرب لقوص بقنا ليثبت جدارته كعالم من العلماء ويحتفي به بعد مماته بمولد يمتد ل45 يوما في شهر شوال من كل عام قبل أن يتم تغييره في عهد السادات ليستمر 15 يوما فقط. "ياسيد الطواب كن متوسلاً والزم حماه وناده بأحمدا" هذا ما يتردد علي ألسنة المحبين الذين يزورون مقام الشيخ أحمد الطواب الذي عمل طوافاً بمكة وعمل بمهنة صناعة الطوب فأهداه عمال قوص من صنايعيه وفلاحين أنشودة" شي الله ياطواب ياصاحب الصنعة"، وهم يهتفون فوق السقالات ويعملون في الحقول والمصانع. يقول سمير النقيب أحد نقباء الشيخ ل"بوابة الأهرام" إن الحريق الذي نشب اليوم في مقام الشيخ غريب جداً لافتاً أن الدلائل تشير إلى أن سبب الحريق ليس نتيجة ماس كهربائي مشيراً إلى أنه لا يتهم أحداً في حرق مقام الشيخ الذي يمثل رمزاً للبلدة والذي يضاهي مولده مولد سيدى أبوالحجاج الأقصري من ناحية كثافة عدد زائريه. وأضاف النقيب أن الشيخ المدفون منذ عام 687 هجريا يمثل أتباعه طريق التصوف المعتدل كما هو معروف عنهم لافتاً أن الحريق الذي طال الشيخ لم يطل مقام ابنته الست مريم المدفونة بالقرب منه مضيفاً أنه يطالب في التحقيق الجاد في المتسبب في حرق مقام الشيخ الذي مازال ينشد له محبوه وعشاقه "شي الله يا طواب يا صاحب الصنعة". كان حريق ضخم قد شب الأربعاء الماضي قبل وقفة عيد الأضحى في مقام الشيخ أحمد الطواب التهم ضريحه المدفون فيه والجوانب الأربعة من مقامه الموجود أمام مسجده العتيق المبني في العصر المملوكي علي مساحة 600 متر.