ينتظر السوريون فى المناطق المحررة حصاد مصحولى القمح والشعير، بعد أن مروا فى مخاض عسير، أفضى بهم إلى ولادة التحرير، ودفعوا ثمن ذلك قمحهم وزادهم وحياتهم أيضاً، فبعد عملية تحرير مدينة تل رفعت فى ريف حلب، شمال البلاد، قبل عدة أشهر، من قبضة النظام السورى، قام الطيران الحربى بقصف محصول الشعير المخزن والمخصص لأبناء المنطقة، مما أدى إلى احتراق جزء منه، حيث لايزال هناك متسع من الوقت لزرع المحصول وحصده والاستفادة من هذه المادة. وعمدت قوات النظام فى عدد من المناطق التى شهدت حراكا على حرق محاصيل المواطنين كعقاب لهم، فضلا عن قطع الأشجار، وتخريب المنشآت الخدمية قبيل الانسحاب منها، فى أعقاب الضربات القوية التى تلقتها من قبل مقاتلى المعارضة المسلحة. وأراد النظام من حرق محصول الشعير فى مدينة تل رفعت، حرمان الأهالى من استخدامه، أو الاستفادة منه فى إنتاج مادة الطحين لتشغيل الأفران والمخابز أو صنع الخبز فى البيوت. ويعانى أهالى البلدة بشكل عام من نقص فى مادة الطحين والخبز، مما دفع كثير منهم إلى تناول الخبز اليابس، أو حرمان أطفالهم من هذه المادة أصلا لعدم توافرها، رغم المساعدات التى تصل للمنطقة إلا أنها تبقى قليلة جدا. وقد بلغت الأضرار المادية من عملية القصف للمحصول بحسب مصادر محلية، بأكثر من خمسة أطنان من مادة الشعير، أى ما يقدر بمائة مليون ليرة سورية، ما يعادل 200 ألف دولار حسب السعر القديم لليرة السورية قبل الأزمة. وهذه الحادثة لا تعتبر الأولى من هذا النوع، فقد سبق لقوات النظام استهداف أفران الخبز والمواطنين المصطفين فى طوابير، حتى قارب عدد المخابز المستهدفة نحو 150 مخبزا، مما أدى إلى سقوط مئات من القتلى، وكان أبرزها قصف مخبز فى حلفايا بريف حماة، مما أدى إلى مقتل وجرح المئات، حيث خالط دماء المواطنين خبزهم، الأمر الذى استدعى ردود أفعال دولية.