للأسبوع الثاني علي التوالي تتواصل ثورة المئات من المسيحيين علي الكنيسة بسبب رفضها للزواج الثاني واعتبار الزواج المدني الذي يتم خارج الكنيسة " زنا " ، حيث يواصل المسيحيون اعتصامهم أمام المجلس الأكليريكي للمطالبة بإقالة الأنبا بولا رئيس المجلس بالوكالة عن البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، إلي جانب مطالبتهم بالاعتراف بالزواج المدني وعدم اتهام من يتزوجون بهذا الشكل أزواج عاديين ورفض تصريحات رجال الكنيسة باعتباره زنا . وتكمن المشكلة فى أن كثير من الأزواج والزوجات المسيحيين قد باءت حياتهم الأسرية بالفشل وضاق العيش بهم ، ولا يوجد حل آخر سوى الطلاق ، وهذا يعتبر ممكن فى الدين الاسلامى أما الدين المسيحي فهو من المستحيل وكان الحل للأقباط عندما يحاولون التخلص من هذا المأزق فأنهم يقومون بتغيير ملتهم حتى يستطيعون الحصول على الطلاق بحكم محكمة ، لأنه فى حالة اختلاف الملة يقتضى الأمر اللجوء إلى القضاء الذي يحتكم إلى الشريعة الإسلامية ، وهو ما فعلته الفنانة هالة صدقي – صاحبة القضية الشهيرة - حيث استطاعت الحصول على حكم من المحكمة بالطلاق من زوجها " مجدي وليم " بعد تغيير ملتها من الأرثوذكسية إلى ملة أخري " الأرمن الأرثوذكس " ,إلا أن هناك الكثيرون من الأقباط يريدون الطلاق بدون تغير الملة ، وهذا مما أدى الى أن شهد المجلس الأكليريكى العديد من التظاهرات خلال الأيام الماضية والتي من أهم مطالبها عزل الأنبا بولا المسئول عن ملف الأحوال الشخصية، والسماح بالزواج المدني، وإعادة العمل بلائحة 38، التي تتضمن الكثير من حالات السماح بالطلاق, فى حين أن الكنيسة ترد دائما بأنها لن تخالف الكتاب المقدس . وفى تصريح للمفكر القبطى كمال زاخر لجريدة 25 يناير أكد أن الأمر ينقسم إلى شقين الشق الأول هو ان التظاهر السلمي مشروع حتى فى مثل هذه الحالة لأنه يرى ان هذه القضية ليست دينية بل أنها مدنية ولا تدخل للكنيسة فى هذا الأمر ، أما الشق الثاني يرى أن المشكلة الحقيقية التى تكمن فى هذا التظاهر هو أن المجلس الإكليريكى لا يستمع إلى شكواهم في محاولة أيجاد حل بالحوار . كما يرى زاخر أن الكنيسة الأرثوذكسية لها الحق فى التمسك بمعتقداتها ولكن لا يحق لها التدخل فى الإطار المدني من حياة أبنائها . ومن جانبه أكد هانى الجزيرى المتحدث الرسمي لجبهة أقباط من أجل مصر أن التظاهرات حق شرعي لكل مصري سواء مسلم أو مسيحي , لكن ما يطالب به المسيحيون شئ لا يعقل ، لأن الدين المسيحي يؤكد على وجود زوجة واحدة وليس أكثر مثل الدين الاسلامى الذي يحلل للزوج بأن يتزوج حتى أربعة مرات فلا يجوز للمسلم الزواج خمس مرات ، وهكذا أيضا الدين المسيحي يحلل للزوج مرة واحدة وليس أكثر. وأضاف الجزيري أن الكنيسة الأرثوذكسية ليست مسئولة عن عدم حسن الاختيار للزوجين من البداية ، وهو الأمر الذي يدفع الزوجين في النهاية إلي التصادم مع الدين من أجل تصليح خطأ وقع فيه هؤلاء من البداية. وعن استمرار المتظاهرين أمام الكاتدرائية بالعباسية والذين يطالبون بإقالة الأنبا بولا قال المتحدث الرسمي لجبهة أقباط من أجل مصر أن الأنبا بولا المسئول عن هذا الملف داخل الكنيسة بتكليف من البابا شنودة يواجه ضغوطات كثيرة لأنه مسئول عن مجلس كبير هو المجلس الاكليريكى , لذا فمن الضروري تعيين أساقفة آخرين مساعدين له في عمله حتى يمكن الانتهاء من الفصل في القضايا المحفوظة في الأدراج.