تنوي الإمارات العربية المتحدة الالتفاف على قضية "إغلاق مضيق هرمز" باتخاذ خطوات احتياطية لنقل صادراتها النفطية عبر ميناء الفجيرة في بحر عمان في الربيع المقبل. وكان وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي، قد أعلن على هامش "منتدى الطاقة" الذي افتتح أعماله أمس الاثنين في أبو ظبي، أن خط أنابيب النفط من حقول "حبشان" في أبو ظبي سيبدأ بتصدير النفط من الإمارات عبر ميناء الفجيرة إلى الخارج خلال شهري أيار (مايو) أو حزيران (يوينو) المقبلين، من دون المرور بمضيق هرمز. وقال الهاملي: "بناء الخط اكتمل ولا بد أن يخضع لعمليات تجريبية قبيل بدء استخدامه رسمياً لتصدير النفط الخام". وأوضح الهاملي أن خط الأنابيب المستحدث يستطيع نقل ما يصل إلى 1.4 مليون برميل من النفط يومياً، وهي كميّة قابلة للزيادة بحدود 400 ألف برميل يومياً كحد أقصى، ما يعني أن حوالي 70 بالمائة من إنتاج الإمارات يمكن تصديره عبر الفجيرة، مشيراً إلى أن الإمارات، العضو في منظمة "أوبك"، والتي تنتج ما يقارب 2.5 مليون برميل يوميا، ملتزمة بتعزيز دورها كمنتج رئيس للنفط والغاز. ويأتي التصريح الإماراتي بنقل النفط عبر الفجيرة، نتيجة مخاوف من حرب محتملة، بعد تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في ختام مناورات أجرتها إيران، التي وجهت تحذيرا للبحرية الأميركية المنتشرة في منطقة الخليج. وبدوره، حذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في وقت سابق إيران من أن واشنطن "سترد" بالقوة إذا حاولت إيران إغلاق مضيق هرمز، مؤكدا أن هذا الأمر "خط أحمر". ويقول الخبير الكويتي بالشؤون النفطية موسى معرفي، إن تشييد خط الأنابيب إلى ميناء الفجيرة ليس حلاً للمشكلة، القائمة على اعتماد الدول الخليجية على مضيق هرمز، الذي ينقل عبره ما يزيد عن 35 بالمائة من الصادرات النفطية العالمية. وأوضح الخبير "أن خط الأنابيب يحل المشكلة جزئياً فقط، لأنه لا يمكن استخدامه إلا من جانب الإمارات". وأضاف معرفي: "يجب بناء خط أنابيب استراتيجي، يربط الكويت بخليج عمان مروراً بالسعودية"، لافتاً إلى أن الدول الخليجية الأخرى "ستبقى تحت رحمة" إيران. وفيما يرى الخبير الكويتي، أنه من "غير المحتمل" أن تنفذ إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز "لأن ذلك سيشعل حرباً" ليست في صالح إيران، يصف الخبير النفطي كامل الحرمي تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز ب"تهويل لن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عالمياً". ويذكر أن خط الأنابيب الذي يربط حقول "حبشان" لإنتاج النفط في أبو ظبي بميناء الفجيرة على الساحل الشرقي للإمارات يمتد على مسافة 360 كيلومتراً، وكان قد بدأ العمل فيه منذ أواخر العام 2008.