يعكف خبراء الطاقة الأن على بحوث تستمر لبعض الوقت الهدف منها التوصل النهائي إلى استخراج نوع جديد من الوقود البديل الذي يمكن استخدامه بكفاءة عالية في الطائرات والذي سيكون بديل لوقود الطائرات من البنزين، إضافة الي انه وقود صديق للبيئة لا يسبب أي أضرار بيئية. جدير بالذكر أن أبحاثا مستمرة تجري في شركة ايرباص العملاقة للطيران علي ذلك الوقود الجديد المستخرج من الطحالب والذي سيكون إنتاجه بمثابة نقلة نوعية لإنتاج ذلك الوقود البديل الذي يتمتع بكفاءة عالية. سيتم استخلاص هذا الوقود من أنواع معينة من الطحالب لا تزيد أبعاد ها عن بضع ميكرومترات أي بضعة أجزاء من الألف من المليمتر. ويمكن تربيتها داخل أنابيب اختبار مملوءة بالماء ومعرضة لضوء الشمس مما يساعد علي سرعة تكاثرها، فخلية الطحلب الواحد بإمكانها الانقسام يومياً ، ولا يوجد نبات على سطح الأرض له نفس هذه القدرة على النمو أو التكاثر.إن المتر المربع الواحد يمكن أن ينمو عليه 25جم من الطحالب التي يمكن أن تنتج وقوداً بواقع 8 جرام ..وهذا يعني أن الفدان الواحد بإمكانه إنتاج 3 أطنان من زيت الوقود سنوياً وهي كمية تصل الي 15ضعف ما يتم الحصول عليه من الحبوب والزراعات الأخرى لاستخراج الميثانول. ويتمثل التحدي في إنتاج مثل هذا الوقود في تخفيض تكلفة استخلاصه إلى العشر، أي من 30 دولارا لكل 8 لترات إلى أقل من 3 دولارات. ميكانيكية هذا المشروع يمكن أن تمتد وتتوسع اعتماداً علي استغلال قدرة الطحالب على تحويل المركبات الكربونية المكونة من فضلات الإنسان وطحين نوى التمر وذلك بإضافة ثاني أكسيد الكربون له ثم تتم المعالجة الكيميائية ليتحول بعدها الي وقود حيوي. المراقبون يرون أن هذا الوقود الجديد سيكون مرحب به علي شكل كبير خاصة وانه سيحل مشكلة الاعتراض الكبير علي استخراج الوقود من الميثانول الذي يتم استخراجه من النباتات والمحاصيل ورغم انه من الوقود الحيوي إلا انه قد تعرض الي انتقاد كبير بالنظر الي استخدام المحاصيل الغذائية في إنتاجه وهو الأمر الذي يؤدي الي رفع أسعار الغذاء بشكل كبيرمما يجعل سؤالاً مطروحاً عن أخلاقيات العالم تجاه الاستمرار في إنتاج هذا الوقود. في ألمانيا ظلت مسألة استخراج الطاقة والطاقة البديلة هي محل اهتمام العلماء والخبراء لهذا كان هناك اهتماما غير عادي بفكرة استخراج الوقود من الطحالب خاصة بعد انتهاج ألمانيا خطاً سياسياً جديداً يتمثل في إعطاء الأولوية لإنتاج الوقود البديل بعد حادث مفاعل فوكوشيما الياباني وقرار السلطات آنذاك بإغلاق كافة المفاعلات النووية المنتجة للطاقة في البلاد . في سياق متصل دخلت شركة لوفتهانزا الألمانية العملاقة مجال ابحاث الوقود المستخرج من الطحالب ، وفي النصف الثاني من هذا العام قررت تجربة الوقود الجديد علي خط الطيران الواصل بين مدينة هامبورج ومدينة فرانكفورت وذلك لمدة نصف عام وخلال تلك التجربة سيقوم الخبراء بدراسة تأثير الوقود الجديد علي محركات الطيران ، وفي احدث الأبحاث سيكون هناك إجراء تجربة علي محرك يعمل بالوقود العادي المستخدم وآخر يعمل بالوقود الجديد المستخرج من الطحالب علي أن يتم المقارنة بينهما للوقوف علي أفضلية أي منهما من حيث الاستعمال في المستقبل . إن هناك اهتمام أوروبي وأمريكي غير مسبوق بإنتاج هذا النوع من الوقود حتي ان العلماء يعكفون الآن علي بناء خزنات عملاقة لحفظ الوقود تحت الأرض . إن أكثر من 20 شركة ومؤسسة بحثية تعمل الآن عي تفعيل مبادرة هيئة الطيران الألماني علي تحسين هذا الوفد منذ طرحها لأول مرة في معرض 2010 للطائرات في برلين . من المعروف أن شركة شل العالمية تعمل من ناحيتها هي الأخرى على إنشاء مزرعة طحالب مفتوحة تصل مساحتها الي 25 فداناُ في هاوي سيستمر العمل في توسعتها حتي تصل الي 000 100 فدان لانتاج وقود المستقبل ،وفي ذات الإطار تعمل شركة جنرال أتوميكس حاليا على إنشاء مشروع تجريبي تبلغ مساحته 1.6 هكتار .