في مقالة تم نشرها سابقاً بجريدة القدس العربي تطرقت بالحديث عن الرئيس التونسي بن علي والمصري مبارك عام على الربيع العربي الذي يعُدُّ من أفصل المواسم في المنطقة العربية الحافلة بكثير من التغييرات في المنطقة العربية خلال العام المنصرم بخلع الأنظمة الدكتاتورية وما أن تهدأ ثورة تتلوها ثوره بهدف التغيير والحرية وإيجاد نظام بديل يقوم على أساس المساواة بين فئات الشعب. فاليوم بعد خلع بعض الأنظمة العربية التي مارست الذل والقمع أثناء الثورات التي انطلقت إلا أنه لم يستطع أي نظام الصمود لفترة طويلة فاليوم كان هناك إنجاز كبير في تونس بعد خلع بن علي ووصول الإسلاميون إلى الحكم. وفي مصر حقق الشعب مرادة وأهدافه بخلع مبارك وأعوانه وشهدت مصر مجلساً من كافة الأطياف يمثل الشعب المصري بقيادة الإخوان المسلمين فرحة كانت موجودة ووصف يصعب أن يتخيله البعض في ظل غياب المشهد في حكم الرئيس المخلوع هذه هي نتائج ثورة 25 يناير. وليبيا التي أنجزت ثورتها بقتل العقيد القذافي بعد شهور من الحرب الدامية بين الثوار وكتائب القذافي أدت إلى تدمير البنية التحية وسقوط أعداد كبيرة من المدنيين جراء المطالبة بالحرية والسعي لإطاحة النظام. واليمن الذي أنتعش مؤخراً برحيل علي عبد الله صالح الذي أعلن رحيله بعد أن أقفلت جميع الأبواب بوجهه وعدم استطاعته الصمود أمام الثورة التي انتشرت في جميع أنحاء اليمن. الثورة مستمرة لإسقاط الأنظمة المستعصية التي لا تزال موجود وخصوصاً ما يشهده الشارع السوري من قتل وقمع ونزيف للدم فالنظام السوري معروف بكافة أساليبه الوحشية والقمعية ضد شعبه وممارساته التي قام بها خلال الثورة وسقوط القتلى بشكل يومي فلا يخلوا يوم إلا بمئة قتيل على الأقل فهو أيضاً يطالب بالحرية كبقية الشعوب التي أنجزت ثورتها وحققت أهدافها التي سعت من أجلها رغم استمرار الأسد في الحكم وتزايد الانقسامات في صفوف الجيش السوري لذا بات النظام مهدداً بالسقوط في أي لحظة. موسم حافل بالأحداث والمشاهد التي ما زالت تعبر عن الحرية مطالبة بالتغيير الفوري والحصول على كافة الحقوق المشروعة التي من المفترض على تلك الأنظمة مراعاتها. فجميع الحكام العرب للأسف يتجاهلون التغيير وتحقيق مطالب شعوبهم في بداية الأمر يصرحون بوجود تغييرات وسن قانون جديد وعلى أرض الواقع لا يوجد هكذا حتى يطمئن نفسة بالبقاء لكن لم يدرك زعامات العرب لهذا اليوم بأن إرادة الشعب أقوى من جبروته وقوته العسكرية فلماذا الإصرار والبقاء واستخدام القوة ضد المتظاهرين. فالشعوب العربية حققت جزءاً كبيراً في هدفها التي انطلقت من أجلها ومستمرة في تحقيق العدالة في جميع المجالات والتغير جاء بناءً على رغبة الشعوب العربية. فالشرق الأوسط أصبح الاًن شرقاً جديداً بالنسبة للشعوب العربية التي أحدثت نهجاً في سياسة أنظمتها وتغيير نظام الحكم من نظام ليبرالي إلى نظام يحكمه الاسلاميون وأن كانت محاكمة الأنظمة السابقة طويلة فإن القانون سيأخذ مجراه عاجلاً أم اّجلاً. مع وصول الإسلاميون للحكم سنرى ما الإصلاحات التي سيقدمها الإخوان من أجل الشعب وكيف ستكون طبيعة السياسة المتعبة مع العالم الخارجي أو التنازل عن الرئاسة لصالح شخص أخر بما يتعارض مع قواعد ومبادئ الإخوان حتى لا يتم التضييق على الشعب. فالسياسة الحالية التي ستشهدها المنطقة العربية ستكون قوية تعمل على ترسيخ قواعدها السياسة وإيجاد نظام يقوم على النزاهة والشفافية المطلقة واحترام حرية الرأي وتحسين الأوضاع المعيشية التي كانت سبباً في خلع الانظمة الاستبدادية.