ان الصهيونية العالمية تواجه ازمات جرّاء ثورات الربيع العربى وتخشى على نفسها من الوحدة العربية التى يجمعها عاملان :اللغة والدين وهما اقوى عاملان يؤديان الى الوحدة التى تشكل خطر قائم على اسرائيل بصفة خاصة والغرب بصفة عامة وتجربة عبد الناصر مثال للعيان فى ذلك وهو قيام الجمهورية العربية المتحدة بتحالف مصر وسوريا كونفدراليا. ان ما يحدث الان فى غزة وشبه جزيرة سيناء من خروج مجموعات كانت حبيسة النظام السابق وخرجت من القمقم لتشكل خطرا على أمن مصر واسرائيل وانشغال مصر بها وفقا لاتفاقية السلام واخيرا ضرب غزة كل هذا وليد المخطط الصهيونى الذى فى مجملة ابعاد الميكرسكوب عما يجرى فى سوريا دعما لبشار الاسد الذى يمثل حليفا لاسرائيل فالنظام السورى الحالى لايمثل تهديدا لامن اسرائيل على الاطلاق ولم تحاول سوريا ان تسترد الجولان مقابل استقرار الاوضاع فى سوريا ولكن ما يحدث الان هو العمل على انغماس مصر فى دوامة الجهاديين المفتعلة وقد يكونو مرتزقة مأجورين لشغل الاعلام المصرى بما يجرى فى سيناء لتهديدها لامن اسرائيل وبالتالى تفقد مصر التفاعل مع المجتمع الدولى وخاصة كونها دولة محورية فى الشرق الاوسط لها ما لها من ضغوط ونفوذ على المستوى العربى والدولى. ان تنظيم القاعدة والجهاد فبركة اعلامية صهيونية اتت من الصعاليك المأجورين والذين ليس لهم مكان او معسكرات يعيشون فيها فهم عبارة عن افراد من عشائر او قبائل تنفذ خطط لحساب جهات اخرى والدليل عدم القدرة على الامساك بالاشباح فى منطقة تساوى سدس مساحة مصر. ان الذى بشر بوجود تنظيم قاعدة وجهاديين بسيناء هو الذى يعرف يقينا من هم واين يعيشون ومتى يخرجون وممن يأخذون الاوامر. ان الاعلام الذى يستقى معلوماته من مصادر مجهولة مبنىة على الافتراض والتخمين هو بمثابة فتوى ليس لها اساس من الصحة والشاهد قيام الاعلامى وائل الابراشى بتسليط كاميراته وتحقيقاته بجبل الحرام بشبه جزيرة سيناء ولم تسفر عن اى شىء ، ان احداث تفجير انابيب الغاز قبل الثورة واثناء الثورة لم يقم بها الا صعاليك من البدو الذين لهم مصلحة ومطالب فمطالبهم اكبر بكثير من امتلاك اراضى او تعيين ابنائهم بالقوات المسلحة او الشرطة فهم يرون ان سيناء ارضهم وارض اجدادهم وان الداخل عليهم غريب يجب محاربته. لقد عرف العدو الصهيونى ان يشغلنا بأمور ليعوقنا عن مشروع النهضة واشغالنا بسراب واشباح بسيناء وهم قد يكونوا قلة مأجورة لها مصلحة مادية مع اليهود او قلة دخلت سيناء من معبر رفح لتنفذ مخططات توقعنا مع اسرائيل فالاحتمالات قائمة ولكن ليس من مصلحة فلسطين ان تشغل العالم العربى عن سوريا الجريحة وليس من مصلحة مصر اختلاق ازمة سياسية بسبب الاستفتاء او الاعلان الدستورى ولكن من مصلحة العدو الصهيونى اذكاء نار الفتنة تارة بالاموال وتارة بالمساندة الخارجية والدليل ضخ اموال لمعارضى الاستفتاء والحيلولة بكافة الطرق دون قيامه. ان قيام العدوان الاسرائيلى بأشغال الرأى العام عن سوريا سيجعل بشار الاسد يقضى على منافسيه بكافة الاسلحة الفتاكة ، لقد ذبح شعبه وسيذبح المزيد لانشغال العالم بغزة الان. ان رجوع الهيبة لمصر سيكون من خلال الاستفتاء فدولة بدون برلمان نيابى وشورى كطيارة بدون جناحان ومن ثم يجب بناء العملية الديمقراطية من خلال الاستفتاء والانصياع لنتيجة الاستفتاء مهما كانت فالشرعية للشعب الذى يحدد مصيره. كذلك تأمين سيناء ورقابة مستمرة لمعبر رفح الحدودى وليس اغلاقه وتعمير سيناء بالمشاريع والسكان ولن يكون هناك تعمير الا بوجود مشروع عملاق يجعل المستثمرين يذهبون اليها عن حب دون مغامرة وخاصة اذا كان هناك مشروع قومى مثل اقامة قناة موازية لقناة السويس او انشاء شبكات طرق بوسط سيناء تمتد من جنوبها الى شمالها وترعة حلوة تخترق طول البلاد حتى يكون تعمير منطقى لتشجيع الهجرة اللازمة لحماية سيناء من نفسها ومن الغير فأمتزاج اللبن بالشاى سيسفر عن مزيج فى صالح الجسد المصرى..