كاهن الكنيسة : الرئيس السيسي وافق على إنشاء كنيسة باسم الشهداء في حدائق حلوان تفاصيل حياة أبطال الظل بعد عام من الهجوم الإرهابي عام بالتمام مر على الهجوم الإرهابي الآثم الذي استهدف كنيسة مارمينا بحلوان والذي أسفر عن سقوط 7 شهداء لن ننساهم ولن ننسى البطولات الشعبية التي ظهرت خلال ذلك اليوم من أشخاص مثلنا، لم يكن أحدهم بطلا قبل ذلك اليوم ،فهم خرجوا لأكل عيشهم لم يكن في خاطرهم أن يحدث لهم ما حدث لكن عندما وقعت الواقعة، كانوا جنودا للوطن وقفوا أمام شيطان الإرهاب بصدورهم العارية ليتصدوا للهجوم الغادر مدافعين عن بيت من بيوت الله فشاهدنا صلاح وهو يجثم على الإرهابي حتى يتم إلقاء القبض عليه غير عابئ بأن يكون الإرهابي يحمل قنبلة فتنفجر فيه ويتحول إلى أشلاء متناثرة وتضيع حياته، ولم يقل هذه كنيسة فلماذا أدافع عنها وأنا مسلم ، لم يقلها ولن يقولها أحد من المصريين لأنها مصر بلد الهلال والصليب عشنا فيها آلاف السنوات متحدين ندافع عن كل شبر فيها لا فرق بين مسجد وكنيسة، وهو نفس ما فعله عبد الله الذي حمل السلاح بعد سقوط أمين الشرطة الذي يدافع عن الكنيسة شهيدا ليدافع بجسده عن مبني الكنيسة وبجانبه جرجس- شقيق إثنين من الشهداء الذين إرتقوا للسماء - يدافع معه عن مبني الكنيسة، ، كنا معهم من عام وقت الحزن والألم واليوم ذهبنا لهم لنكون بجانبهم لنقول لهم إن مصر لاتنسى وأننا لابد أن نأخذ العبرة مما حدث. ذهبنا لكنيسة مارمينا الوضع كان مختلف كثيرا عما شاهدناه عندما كنا في ذلك المكان قبل عام تقريبا فالحزن تحول لفرح فالجميع يستعد للأعياد في ذلك الوقت قابلنا القمص صليبميوس المسؤول عن الكنيسة والذي أخبرنا إنهم قد أقاموا ضريح ومزار للشهداء بعد نقل رفاتهم من مكان دفنهم في 15 مايو إلى مكان الضريح في مبني بجوار الكنيسة ثم اصطحبنا للضريح الذي كان في ذلك الوقت مليء ببعض من المواطنين الذين كانوا في زيارة للمكان والذي هو عبارة عن مبني كبير به ضريح من الرخام في أحد الجوانب الموجودة في المكان وفي الجانب الآخر هناك الملابس التي كان يرتديها الشهداء في وقت الحادث والتي وضعت داخل إطار زجاجي وفي الجانب الآخر هناك جدارية بها العديد من الصور التي تحكي عن تفاصيل الحادث كاملا وما فعله الأبطال خلال ذلك الوقت ، تحدث معنا القس بفرح كبير عن القرار الذي إتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص كنيسة تحمل اسم الشهداء في منطقة حدائق حلوان تخليدا لذكرى هؤلاء الشهداء مؤكدا شكره وشكر الأهالي لهذه المبادرة الكريمة من الرئيس حيث تم وضع حجر الاساس لهذه الكنيسة يوم 29 ديسمبر وهو اليوم الذي شهد الهجوم في حضور عدد كبير من المسؤولين ورجال الدولة وأهالي الشهداء . خلال تواجدنا في المزار لمتابعة الأحداث شاهدنا الشيخ طه رفعت وهو شيخ المسجد الذي قام خلال العام الماضي بالمناداة على الأهالي بضرورة الدفاع عن الكنيسة خلال الهجوم الإرهابي وهو يسلم على القسالمسؤول عن الكنيسة ويذهب معه لداخل المزار وكنا معهم خلال ذلك الوقت حيث شاهد الشيخ المزار ودعا للشهداء السبعة الذين كانوا ضحايا في ذلك اليوم وكان الموقف مؤثر جدا حيث قال الشيخ إنه حرصعلى الحضور لمشاركة إخوته المسيحيين فرحتهم بنقل الرفاة للضريح مؤكدا على إننا نسيج واحد لن يستطيع أحد أن يفرق بيننا ، وعن ما فعله خلال العام الماضي قال الشيخ طه إنه لو عاد به الزمن سيكرر ما فعله ولو لمليون مرة فمصر لنا جميعا ولا فرق بيننا ولن يستطيع الإرهاب أن يعمل الفرقة في المجتمع فما يحكمنا جميعا هو المواطنة فلا فرق بيننا وواجب على كل فرد من المجتمع أيا يكن دينه الدفاع عن بيوت الله . بعد ذلك إلتقينا بعبدالله وهو أحد المقيمين في المنطقة والذي قام وقتها بحمل سلاح أمين الشرطة الشهيد وتبادل إطلاق النيران مع الإرهابي حتى أجبره على التراجع بعيدا عن محيط الكنيسة في ذلك الوقت قبل أن يتم إلقاء القبض عليه معرضا حياته للخطر لكنه قال إنه وقتها شاهد جثث الشهداءعلى الأرض فلم يتمالك نفسه وحاول الدفاع عن بيت الله بالسلاح وأنقذ ابنة الشهيدين إيفلين شكرالله ووديع القمص من أن تكون إحدى الشهداء بعد أن حملها من المكان وسحبها حتى لايقتلها الإرهابي ،وعندما سألنا عن عائلة الشهيدين عرفنا إنهم تركوا المنطقة بعد الحادث بوقت قصير فهم لم يقدروا على العيش في المكان الذي شهد استشهاد أبويهم لذلك رحلوا لمنطقة عين شمس. وبعدها تحركنا لمنزل الشهيدة نرمين صادق والذي يقع بعد الكنيسة بعدة منازل حيث وجدنا اشقاءها والذين كانوا في منتهى السرور بعد أن تم وضع جثة شقيقتهم في الضريح لتكون فخر لهم إنها استشهدت بنيران الغدر لتكون مع الشهداء، ومن منزل نرمين ذهبنا إلى منزل صلاح الموجي الشخص الذي تمكن من إلقاء القبض على الإرهابي لم نجده في منزله في ذلك الوقت لإنه كان يعمل على التاكسي الخاص به في ذلك الوقت لكننا تحدثنا معه وقال إنه لم ينسى هذه اللحظة التي قام بها بإلقاء القبض على الإرهابي ولم يمر يوم إلا وتذكر تلك الحادثة وكان سعيدا جدا عندما علم بنقل الرفاة لمكانها الجديد . أما آخر من ذهبنا إليهم فكان جرجس الشاب الذي شاهد سقوط شقيقيه أمام عينيه لكنه لم يصدم أو ينهار بل حمل السلاح هو الآخر وكان ظهره في ظهر عبد الله وهم يدافعون عن الكنيسة ، كان تأثير الحادث ما زال ظاهرا على جرجس فترك تأثير كبير على يديه فهو ما زال يحلم بذلك الأمر حتى اليوم ولن يستطيع أن ينسى ما حدث لأشقائه وما حدث لعائلته بعد الحادث فزوجة شقيقه قد تنيحت- ماتت- بعد وفاة شقيقه بشهرين تاركة ورائهم طفل في السادسة عشرة من عمره وحيدا فيما كانت شقيقته قد تركت ورائها 4 أبناء مازالوا أطفال لكنهم قاسوا كثيرا خلال ذلك الوقت لأنهم كانوا في المكان وقت الحادث وشاهدوا استشهاد عائلتهم وهو ما ترك الكثير على شخصيتهم لكن جرجس قال إنه يحاول التخفيف عليهم وكانت فرحتهم كبيرة عندما قام جرجس مع بعض من الأقارب بإخراج جثامين الشهداء ونقلهم للضريح ليكون مزارا للجميع ليعرف ما الذي ضحى به هؤلاء الشهداء . وفي نهاية زيارتنا لحلوان توقفنا أمام الجدارية التي وضعت في مكان بارز داخل الضريح وبها صورة كبيرة للشهيد رضا عبد الرحمن أمين الشرطة المكلف بحماية الكنيسة والذي استشهد خلال دفاعه عنها لتقول لنا جميعا رسالة واضحة " الدين لله والوطن للجميع "