النائب ياسر صلاح عضو مجلس الشعب حظه »وحش« جدا أو أنه ساذج جدا ولايستفيد من أقرانه وتجاربهم.. لا أقول ذلك دفاعا عنه أو تعاطفا معه.. ولكن لسوء تصرفه في نعمة أعطاها له أهالي دائرته وهي نعمة الحصانة البرلمانية.. فهو لم يبتكر أو يبدع في الاستفادة منها في الأعمال المخالفة للقانون!! هذا النائب تم ضبطه في أحد الفنادق يلعب القمار وتم تصويره وتم فضحه باذاعة شريط الفيديو علي الفضائيات وهو يدخل الفندق.. وهو يسير في طريقه إلي صالة القمار واخيرا مشهد له علي ترابيزة القمار وينتهي هذا الفصل.. وتمر أيام قليلة حتي يتم القبض عليه قادما من دبي وبحوزته 055 موبايل في شنطة معتمدا علي حصانته البرلمانية التي كان متأكدا انها تحميه من التفتيش واكتشاف أمره.. ولكن لسوء حظه العثر يتم اكتشاف عملية التهريب التي قام بها.. ويحاول التنازل عن الموبايلات المهربة للمصالحة مع الجمارك ولتنتهي القصة بهذا المشهد.. ولكن ايضا لسوء حظه يتم رفض المصالحة ويحول إلي المحكمة الاقتصادية محبوسا بعد رفع الحصانة عنه. ياسيادة النائب المثل يقول »إن سرقت اسرق جمل« علشان لو تم اكتشاف أمرك تبقي التهمة تساوي ثمنها.. مش تروح »فطيس« علي رأي المثل.. يعني بتهرب 055 جهاز هاتف محمول يتعدي قيمتها المليون جنيه علشان تكسب فيهم نصف مليون جنيه.. هي الحصانة البرلمانية تساوي هذا المبلغ الهزيل.. يا أخي بص لمن سبقوك من نواب الشعب وشوف كيف استغلوا الحصانة في الكسب الكبير جدا والسريع واللي يساوي قيمة أهل دائرتهم.. يعني لماذا لم تتخذ من نواب القروض أو نواب العلاج علي نفقة الدولة نموذجا ومثالا يحتذي به.. أو من نواب الكيف.. ونواب القمار.. والمتهربين من التجنيد أو التهرب الضريبي.. لماذا لاتنظر إلي زملائك مثل نائب النقوط أو نواب المخدرات.. أو الرشاوي.. أو تأشيرات الحج - أو مثل النواب مهربي الآثار - أو نواب الاستيلاء علي أراضي الدولة - أو مثل نواب سميحة أو نواب قضية البترول ولا قضية اكياس الدم ولامثل نائب دشنا ولا نائب عبارة الموت ولا سوزان تميم. يا أخي النماذج أمامك.. ولكنك لامؤاخذة مش شايف الا علي قد مستواك.. فأنت نائب الشرابية والزاوية الحمراء.. الناس الغلابة مواطنين الترسو والدرجة الثالثة.. طب يا أخي شرفهم بمصيبة لها قيمتها وبتهمة مشرفة علي قدر استغلاله الحصانة.. ياتري كم مرة تمكنت من تهريب موبايلات متسترا وراء الحصانة.. طبعا مش هي المرة دي فقط؟!! الحصانة البرلمانية في حياتنا النيابة بها ثقوب كثيرة ينفذ منها أصحاب النوايا السيئة.. فالدخول لمجلس الشعب الآن أصبح ليس حبا في السياسة.. ولكن لطلب الحصانة التي تشتري بالمال واستغلالها في أعمال مخالفة ويعاقب عليها القانون.. فالحصانة البرلمانية الآن هي جواز المرور لرسم الطريق الذي يريده النواب - كل واحد حسب أهوائه الشخصية ومصلحته وليس لمصلحة أهالي دائرته.. وهذا يفسر المبالغ الضخمة التي تنفق علي الانتخابات للفوز بالمقعد الثمين. لعل دورة مجلس الشعب هذه نري فيها نهاية للنواب رجال الاعمال الذين استغلوا الحصانة بشكل يسيء لهذا المجلس الموقر وللشعب.. ونري عودة للاصالة والقيم في ظهور نواب من رجال الفكر والسياسة ورجال العلم وأساتذة الجامعات.. حتي نعيد لهذا المجلس قيمة ووقاره.