عقدت بالقاهرة امس القمة المصرية السلوفينية، حيث اجري الرئيس عبدالفتاح السيسي مباحثات موسعة مع نظيره السلوفيني بورت باهور بحضور الوزراء وكبار المسئولين من كلا البلدين، بهدف دفع وتعزيز العلاقات بين البلدين الي آفاق أوسع علي كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وقد أقيمت بقصر الاتحادية مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين. وصرح السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس باهور استمرت لأكثر من الساعة ونصف الساعة، أعقبها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين. وقد استهل الرئيس المباحثات بالترحيب بالرئيس السلوفيني، مؤكداً حرص مصر علي تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ولاسيما علي الصعيد الاقتصادي الذي لا يتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع بين البلدين. وأشاد الرئيس في هذا الصدد باصطحاب رئيس سلوفينيا لعدد من رجال الأعمال المهتمين بتنشيط العلاقات الاقتصادية مع مصر، فضلاً عن عقد منتدي الأعمال المصري السلوفيني بما من شأنه أن يعطي الزخم اللازم للعلاقات الاقتصادية بين البلدين. وقال المتحدث الرسمي إن رئيس سلوفينيا أعرب من جانبه عن سعادته بكونه أول رئيس لسلوفينيا يزور مصر منذ استقلالها عام 1991، كما نوه إلي قيامه بزيارة مصر عدة مرات، منها إبان توليه منصب رئيس وزراء سلوفينيا عام 2009. وأكد رئيس سلوفينيا حرص بلاده علي تطوير العلاقات مع مصر علي جميع المستويات، خاصةً في ضوء ما تمثله مصر من شريك هام لدول الاتحاد الأوروبي والدور المحوري الذي تقوم به باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالشرق الأوسط. كما أشار الرئيس السلوفيني إلي وجود إمكانات كبيرة لتطوير التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، منوهاً إلي تطلعه لان تساهم زيارته إلي مصر في تعزيز وتنمية التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين، لاسيما من خلال عقد منتدي الأعمال المصري السلوفيني المشترك. وأعرب الرئيس باهور عن حرصه علي التشاور والتعرف من الرئيس السيسي علي رؤيته إزاء ما تشهده المنطقة من أزمات، خاصةً أنها تؤثر بشكل مباشر علي أمن واستقرار أوروبا من خلال انتشار خطر الإرهاب وتصاعد أزمة تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين. وأضاف السفيرعلاء يوسف أن الرئيس السيسي استعرض خلال المباحثات التطورات علي الساحة الداخلية، مشيراً إلي ما تحقق خلال السنوات الماضية من أمن واستقرار، وذلك بفضل وعي الشعب المصري وإدراكه لأهمية الحفاظ علي الاستقرار عقب التطورات التي شهدتها مصر خلال السنوات الخمس الماضية. كما أشار الرئيس إلي برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة من أجل التغلب علي المشكلات المزمنة التي يعاني منها الاقتصاد المصري، منوهاً إلي أن رد فعل الشعب المصري إزاء الإجراءات الاقتصادية التي تم اتخاذها هومحل تقدير واحترام كبيرين ويعكس ما يتحلي به المصريون من مسئولية ووعي. وعلي الصعيد الإقليمي، تطرق الرئيس خلال جلسة المباحثات إلي ما تشهده الأزمات التي تتعرض لها بعض دول المنطقة من تطورات، ولاسيما علي الساحتين السورية والليبية، مؤكداً أهمية تعزيز الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلي حلول سياسية لتلك الأزمات، بما يساهم في استعادة الأمن والاستقرار بتلك الدول والمنطقة بأكملها. وأشار الرئيس في هذا الإطار إلي أهمية أن تُضاعف دول الاتحاد الأوروبي من جهودها من أجل المساهمة في التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة، خاصةً في ضوء التداعيات والتأثيرات السلبية المباشرة الناتجة عنها علي الأمن الأوروبي. وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس السلوفيني أعرب عن تقديره لما شهدته المباحثات من مناقشات بناءة وثرية حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وكذا بشأن المستجدات علي الساحة الإقليمية، مؤكداً أنه سيقوم بنقل انطباعاته خلال الزيارة إلي قادة الدول الأوروبية من أجل حثهم علي الانخراط بشكل أكبر في الجهود الرامية لاستعادة السلام والاستقرار إلي الشرق الأوسط. كما وجه رئيس سلوفينيا الدعوة للرئيس لزيارة بلاده في أقرب فرصة مناسبة، مؤكداً الأهمية التي توليها سلوفينيا لتطوير العلاقات مع مصر في كافة المجالات.