بصراحة أفرح كلما رأيت خدمة حضارية في أي مكان يتعامل معه الجمهور مباشرة لقضاء مصالحه وكم اتمني أن نعلن الحرب الضروس علي أي مصلحة أو إدارة تجعلك تلعن اليوم الذي دخلت فيه من بابها لانجاز ما يخصك. أحرص دائما علي أن اقوم بتجديد رخص السيارات الخاصة بزوجتي واولادي - فانا لا املك سيارة - بنفسي وتصادف هذا العام ان انتهت مدد رخص القيادة لابنتي وزوجتي وكان علي أن أسعي لتجديدها جميعا بوحده تراخيص المعادي بعد أن ساعدني المقدم عماد حماد مدير الاعلام بمرور القاهرة في الحصول علي شهادات براءة الذمة من المخالفات والحمد لله كلها كانت بدون. توجهت للوحدة التي يرأسها الرائد هيثم حمودة وهو »إداري» علي خلق لا يتأخر عن احد ولكن للاسف كان في اجازة ووجدت نائبا عنه الرائد وليد كرم القادم من وحدة مرور التبين الخاصة بسيارات النقل الرجل لا يتأخر عمن يطرق الباب مطلقا إما موجها أو منفذا أو معتمدا لرخصة وخلال تواجدي لفت نظري ما يقوم به زميله العقيد وليد أمين وهو المسئول عن الرخص الخاصة بالقيادة امسك الضابط بكمية كبيرة من الطلبات الخاصة بطالبي الرخص وامام لوحة كبيرة وقف ليأمر العسكري علي الباب بالنداء بالاسم علي كل طالب ليدخل ويبدأ العقيد في توجيه الاسئلة مشيرا إلي العلامات المرورية ليتأكد بالفعل من معرفة طالب الرخصة بمعرفتها جيدا ماذا تعني الدائرة الحمراء؟ ماذا يعني ما في داخل المثلث؟ إلي ماذا تشير تلك العلامة؟ ينجح في الاختبار النظري من يجيب لتبدأ المرحلة الثانية بالسؤال اين سيارتك أو دراجتك لتبدأ عملية الاختبار العملي علي القيادة الفعلية قبل منح الرخصة. الحقيقه اسعدتني تلك اللحظات وحرص العقيد وليد علي اداء دوره كاملا بصرامة دون مجاملة حتي عندما تلقي مكالمة من »مهم» اصر علي استكمال الاسئلة دون خوف وهو المطلوب تماما. صورة مشرفة نتمني ان تصل إلي كل اماكن خدمة الجماهير في كل مصلحة حكومية حتي لا تكون هناك شكوي أو تخاذل عن خدمة المواطنين. تلك الصورة المشرفة وجدت عكسها وهو ما دعاني إلي تكرار مطالبة وزيرة التضامن د.غادة والي بحل مشكلة المواطنة تنهيد حسين التي نشرنا شكوتها في هذا المكان منذ 3 شهور بطلبها ضم معاش والدها إليها حيث أنها لا تعمل الآن بعد أن قضت 30 عاما كاملة في العمل بالسياحة وهو ما اثبتته تقارير التضامن نفسها عن مدد عملها بحجة انها طبيبة اسنان مقيدة في نقابة الاطباء وعبثا حاولت اثبات انها مقيدة حقيقة من اجل ان توفر لنفسها العلاج ولوالدتها المريضة المسنة ولكنها لاتمارس ولم تمارس المهنة مطلقا لانها ببساطة كانت تعمل بقطاع السياحة قبل أن تتوقف عن العمل بسبب الظروف الراهنة وهو ما ادي إلي انقطاع دخلها وبدأت في البحث عن معاش والدها أو حتي الحصول علي معاش. طرقت ابواب المسئولين بتكليف من الوزيرة لحل مشكلتها واستمعت إلي وعود وإلي طلبات، عليها ان تقوم بها، بعضها يمكن ان تفعله والآخر من المستحيلات وفي النهاية وقفت عاجزة ماذا تفعل لو لا قدر الله رحلت والدتها المريضة المسنة وهي لا تملك من حطام الدنيا شيئا رغم كل سنوات الخدمة ورغم وجود معاش لوالدها لها كل الحق فيه الا أن الروتين يقف حائلا بينها وبينه. والمسئولون في التأمينات يطالبونها بفصل نفسها من النقابة وهي بين نارين فهي تسدد الاشتراك من أجل العلاج لها ولوالدتها وهي في نفس الوقت لا يمكن ان تستسلم لان نفقات الحياة صعبة. لا أعتقد أن وزيرة التضامن التي تحل مشكلات الناس وتوفر للغلابة منهم معاش كرامة وتكافل يمكنها ان تعجز عن حل مشكلة تلك المواطنة البائسة لان حقها يضيع وسط اوراق ودهاليز الوزارة ويحسن مرءوسوها الاجابة بالرفض الدائم عنها.