اتهم كثيرون الشاعر أبو نواس، أشهر شعراء عصر الدولة العباسية؛ بالمجون، وربما لن يجد مدقق في دواوينه أي آثار لهذا المجون بعد أن تعمد ناشرون حذف الأبيات الماجنة من قصائده.. في السطور التالية؛ ننشر اعترافات للشاعر أبو نواس، وبها نفحة من جنونه: يقول الشاعر أبو نواس عند ذهابه إلي حانة الرومية العجوز "حنون" التي ذهب إليها مع أصدقاء السوء: لم يكن معنا لا درهم ولا دينار ورغم ذلك رحبت بنا صاحبة الحانة، وبعد أن أمضينا سهرتنا قلت لها أتقبلي أحدا منا رهينة لأننا ليس معنا ما ندفعه لك فقالت لأبو نواس بل أخذك أنت الرهينة عندنا. يومها صرت رهينة بالفعل ولم تذهب بي إلي السجن – رغم أن السجن كان أحب إلي مما دعتني إليه فقد ظلت عندها ثلاث ليالي أخذت مني أعصابي فيها. وقد علمني ذلك الحادث ألا أطرق باب حانة إلا ويكون معي من الدنانير ما يكفي للشراء حتي لا تتكرر مأساة حنون . ويعترف أبو نواس، أن أحب الحانات إليه هي التي تكون بالضواحي فيقول كنت أحب أغشاها ليلا، أطرق أبوابها وكأني أهاجمها لأدخلها وكأني أسطو عليها، وكان يسرني أن أري فزع أصحابها وما أثيره فيهم من الذعر أول مرة، ثم لا يلبث هذا الذعر أن ينقلب إلى دهشة وترحيب، فقد كنت أوهم صاحب الحانة بأني قاطع طريق فأطرق الباب بشدة وأثير ضجة أنا ومن معي من الخلان. أخر ساعة: 22/12/1954