مذكرة تضم 28 اسما لطلاب تقدموا لكلية الشرطة وهم من أبناء وأقارب النواب.. المذكرة تم تزكيتها من د.علي عبد العال رئيس مجلس النواب وإرسالها لوزير الداخلية وتم قبولهم جميعًا.. وهناك ضغوط حاليا من نواب آخرين لرفع مذكرة مماثلة لأبنائهم وأقاربهم الذين رفضتهم كلية الشرطة لتحمل توقيع رئيس البرلمان لإلحاق هؤلاء » الراسبين » من باب التظلمات والالتماسات.. هذا الخبر لم ينفه أحد بالبرلمان.. إذن فالأمر حقيقي. فأي رسالة نريد توصيلها من هذا التصرف الغريب.. إنه تحرك منظم لإسقاط دولة القانون والمساواة لصالح دولة الواسطة والكوسة والمحسوبية.. كيف يقبل رئيس البرلمان أن يوقع بيده علي اغتيال أحلام 28 من ابناء الشعب الذي استأمنه علي مقدراته.. فبكل تأكيد الذين قبل وزير الداخلية مذكرتهم حلوا محل آخرين ممن لم يسعد الحظ آباءهم أو أعمامهم ليقبعوا تحت قبة البرلمان حاملين حصانته وساعين لمصالحهم الشخصية بدعم ومباركة من رئيس البرلمان الذي هو بالأساس مؤتمن علي مصالح الشعب وأبنائه وليس النواب وذويهم.. ثم كيف لوزير الداخلية أن يقبل مثل هذه المذكرة ويعين من حملته من المحظيين.. وبالتأكيد سيقبل تظلمات والتماسات أقارب النواب في المذكرة الجديدة التي كشفت الصحف أنه يجري إعدادها.. وبكل تأكيد وبلا أدني شك تكرر هذا الأمر في وزارات ومسابقات أخري غير كلية الشرطة.. إنها كارثة.. إنها دولة المحسوبية والعنصرية التي لم يكف ثورتين عظيمتين ودماء شهداء وزلزلة أركان نظام للقضاء علي تلك الدولة البغيضة.. الآن وقد وقعت الواقعة.. من سيحاسب المسئولين عنها.. فإذا كان المجلس سيد قراره وسيد » كوسته وقرعه ومذكراته العنصرية ».. إذن من يحصل علي حق الشعب ليس فقط في أبنائه الذين تم استبعادهم ليحل محلهم أبناء أسيادنا النواب.. إنما حق المجتمع في إهدار دولة القانون والمساواة وعودة شبح الماضي رغم الثورات ودماء الشهداء.. إنه الله وحده الذي نتضرع إليه لأخذ حقوقنا ممن أهدرها. كتبت الأسبوع الماضي عن قناة »الحقيرة» أقصد الجزيرة وفيلمها السافل المشبوه مثل كل اعمالها »العساكر».. وقد تم عرض الفيلم وجاء كما توقعته يعكس غياب مفهوم الشرف العسكري عمن أعده ومن موله وشجعه.. بل عكس أيضا غياب مفهوم صناعة الرجال في بلد كل مفهومه عن العسكرية وشرفها اللجوء إلي القاعدة الأمريكية عند الشعور بأي خطر والتمسح بأحذية جنود المارينز والتوسل لسادة البيت الأبيض أن تحفظهم أكبر قاعدة عسكرية من أي سوء.. اليوم لا أنوي العودة للكتابة عن الفيلم..لكن عما تم نشره الأسبوع الماضي عن الوحدات المختلفة بقواتنا المسلحة الباسلة مصنع الرجال.. لسنا ضد ما نشر لكن ضد أن يحركنا فيلم مشبوه في قناة عميلة وخائنة لننشر تلك الموضوعات..وهنا أهمس في أذن المسئولين بإدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة باعتباري أحد المحررين العسكريين لسنوات بجريدتنا الأخباروأعلم كم الأفكار التي يقدمها الزملاء من كل الصحف للشئون المعنوية لإعداد مثل تلك الموضوعات.. حتي يتعايش الشعب مع أبنائه بعرين الأبطال وكيف يتم صناعة الشهداء وإعداد الرجال..كل تلك الأفكار محلها الأدراج ولا أدري لماذا.. لابد من تسهيل إجراء مثل تلك المعايشات لجنودنا ونشرها علي مدار العام بالطبع بالتنسيق مع الشئون المعنوية والمخابرات الحربية حفاظا علي أمننا القومي ومعلوماتنا المهمة.. يجب أن نكون نحن الفعل وليس رد فعل لذرات تراب عابرة وهوامش مهملة في تاريخ أمتنا العربية. جميل أن نتحدث عن تطوير الخطاب الديني ودعم جهود الأزهر الشريف في هذا المجال.. لكن هذا الكلام يظل بلا معني والأزهر يتعرض لحرب ممنهجة من مدعي الثقافة وكان أحدهم لن يحمل لقب مثقف إلا إذا سب ولعن في الأزهر ومشايخه.. ناهيك عن الحرب الخفية بين الأزهر والأوقاف في هذا الملف.. ياسادة احموا ظهر الأزهر الشريف داخليا قبل ان تعلنوا مسادنته في معركة خارجية ستكون بكل تأكيد خاسرة.