الفولية والسمسمية واللوزية حلويات يتناولها المصريون هذا الموسم في أحلامهم فقط، فعيون المواطنين ظلت محدقة علي حلويات المولد من الصدمة بعد ان ارتفعت اسعارها بشكل خيالي، فالجيوب لم تعد قادرة علي تحمل المزيد من الاعباء، ولذلك رفع المواطن راية المقاطعة ضد ارتفاع اسعار الحلويات وتحولوا الي »شاهد مكلش حاجة». »الأخبار» قامت بجولة علي أشهر محال بيع حلويات المولد حيث ارتفعت الاسعار بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، حيث وصل سعر الفولية والحمصية والسمسمية الي 40 جنيها والملبن 100 جنيه، وأقراص الفسدقية واللوزية والبندقية والكاجو الي 35، وطبق البسيمة ب 36 وجوز الهند 40، بالاضافة الي ارتفاع كبير في أسعار العلب الجاهزة لحلوي المولد حيث يبدأ سعرها من 500 جنيه وحتي أكثر من 2000 جنيه !. ورغم عرض كميات كبيرة من الحلوي في الأسواق، إلا ان حركة البيع ضعيفة بسبب غلاء الاسعار وعدم قدرة المواطنين علي شراء الحلوي والاكتفاء بشراء عينات »للتذوق » فيما لجأ الغالبية الي »المقاطعة». وقف طارق أسامة أمام فاترينات حلوي المولد وانتابته حالة من الضحك بعدما شاهد الارقام الخيالية المكتوبة علي ورقة الاسعار وقال ساخراً » هو ده عدد العلبة ولا سعرها».. واكد ان الاسعار هذا العام مبالغ فيها بشكل كبير، مشيراً إلي انه سيكتفي هذا العام بالمشاهدة فقط لعل ذلك يكون سلاحاً في مواجهة جشع التجار. فيما يقول مصعب خطاب ان حلويات المولد ليست فقط السلعة الوحيدة التي ارتفعت أسعارها فكل السوق بدأ من الخضراوات والفاكهة والاسماك واللحوم، وحتي حلويات المولد التي أصبحت أسعارها » تجيب السكر». وبنظرة بائسة أمام فاترينات حلويات المولد، أكد عز الدين عبد المنعم انه مقاطع للشراء فاسعار الحلويات ارتفعت عن العام الماضي أكثر من 100%، مشيراً إلي ان لديه 4 أطفال ويعمل موظفاً حكومياً واصفاً نفسه ب»معدوم الدخل» الذي لا يستطيع ان يواجه الموجة الشرسة للاسعار التي أغرقت معها المواطنين، ليقف الان في مواجهة جنون حلويات المولد ليتخذ قراره ب »المقاطعة الجبرية».. واضاف محمد بهاء الدين موظف حكومي ان أحد اسباب غلاء الاسعار هو »لعب التجار» بالسوق بالتزامن مع غياب رقابة الدولة وعدم القيام بدورها في حماية المستهلك. وتضيف سماح عبد النبي قررت أنا وزجي اتخاذ قرار بمقاطعة شراء حلويات المولد هذا العام بعد القفزة الهائلة في أسعارها. أما ضحي جبر فتقول سأكتفي بالمشاهدة فقط و لن أشتري حلوي المولد هذا العام فبعدما وصل قرص الفولية الي 35 جنيها و قرص اللوزية الي 30 جنيها لن اتمكن حتي من شراء علبة صغيرة لانها ستمثل مبلغا كبيرا بالنسبة لي،و طالبت الجميع بمقاطعة الشراء بعد وصول الاسعار الي هذا الحد الجنوني. وتضيف عفاف محمد علي انها ستقوم بشراء عينات صغيرة من الحلوي حتي لا تحرم نفسها متعة التذوق ولأن الشراء سيكلفها كثيرل مقارنة بالاعوام الماضية و أشارت الي انه لابد من تشديد الرقابة علي الأسواق فبعض التجار يتخذون من ارتفاع سعر الدولار حجة ليقوموا بعدها برفع السعر بشكل خيالي ويدفع المواطن الثمن في النهاية. وقال فتحي محمد ان الاسعار هذا العام أصابته بالإحباط، بعد ان وصل سعر أقل علبة ل 500 جنيه، ولم يتمكن من شراء الحلوي هذا العام لآطفاله ليكتفي بشراء قرص فولية وآخر سمسمية لابنائه حتي لا تضيع فرحة المولد. فيما يؤكد ابراهيم متولي انه مضطر لشراء علبة حلوي المولد لخطيبته فهو موسم وتقاليد يجب القيام به » علشان الناس متكولش وشنا»، وقال ان عروسة وحلوي المولد وغيرها من المواسم يجب ان تذهب لمنزل العروسة حتي لو وصل سعرها آلاف الجنيهات ومن يمتنع عن ذلك يوصف بالبخيل وقد تفشل »الجوازة» في مثل تلك الاختلافات.