حضرت من سوريا يسبقها الأمل علها تجد الفرصة للقاء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ليستمع إلي موهبتها الكبيرة، ظلت فايزة أحمد، تتصل بمنزله مرات ومرات لعله يحادثها، وتطلب إليه أن يشملها بفنه. وذات مرة رد عليها عبدالوهاب، فقدمت نفسها علي أنها مطربة جديدة وترغب في أن يسمعها، فدعاها إلي زيارة منزله علي الفور، فاستقلت سيارة أجرة وانطلقت مسرعة إلي منزل موسيقار الأجيال وكان اللقاء. وجد عبدالوهاب، أمامه سيدة يبدو عليها علامات الحمل؛ حيث كانت فايزة في شهرها الثامن، وتناول عبدالوهاب، عوده وغنت فايزة »كل ده كان ليه«، ولما انتهت طلب منها عبدالوهاب، أن تذهب حتي تضع حملها، بعدها سيكون مستعدا للاتفاق معها، فطلبت منه أن يحرر عقدا معها فرفض، فعرضت أن تتعاون معه بلا مقابل، فنبهها إلى أهمية الاهتمام بصحتها وبعد الولادة وتحسن صحتها يبدأ التلحين لها. خرجت فايزة، من بيت عبدالوهاب، خائبة الرجاء، وشعرت أن صوتها لم يعجبه لذلك تردد في التعاقد معها، وفقدت الأمل في الالتحاق بمدرسة عبدالوهاب. صادف هذا اليوم ميلاد زوجة الملحن محمد الموجي، وكان أعد لحن «أنا قلبي إليك ميال» ليهديه لزوجته فلم يعجبها، فغضب الموجي، وقرر أن يقدم اللحن لأول مطربة تصادفه، وفي اليوم التالي ذهب إلى نقابة الموسيقيين فقدموا إليه المطربة الجديدة فايزة أحمد، فغنت له «كل ده كان ليه»، فتناول الموجي، عوده وأخذ يردد «أنا قلبي إليك ميال»، وانطلق صوت فايزة، بغناء اللحن، وفي اليوم التالي اصطحبها الموجي، إلى استوديوهات الإذاعة لتسجيل الأغنية، وسافرت إلى دمشق وأنجبت طفلتها التي ماتت ولم تعرف مصير اللحن الذي سجلته لإذاعة القاهرة. آخر ساعة 21-2-1962