بصراحة زهقت من التصريحات الوردية التي تجعل من البحر طحينة كما يقول المثل ولا زلت عند رأيي ان رؤساء الاحياء هم السبب في كل كارثة وانهم بإهمالهم وتقاعسهم عن اداء دورهم بحجة الامكانيات الضعيفة سبب فساد اعمال المحليات وللحقيقة وللمرة الثانية اشفق علي المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة والذي احييه علي موقفه في الاجتماع الذي ضم رؤساء الاحياء في المحافظة وعنفهم بسبب الاهمال وهو ما كتبته كل الجرائد واوردته النشرات الاخبارية من باب المعاتبة ولكن يبقي العقاب اين المساءلة؟ الحال هو الحال رغم مرور اكثر من اسبوع علي الاجتماع دون اي اشارة وبادرة خير عن وجود تحسن يمكن ان نلحظه في اي حي. سكني بالمعادي وامر يوميا علي احياء في طريقي لعملي بالاخبار وهالني ما شاهدته وانا في طريق عودتي مساء امس الاول عن طريق سور مجري العيون الذي سمعنا عن تطهيره من احتلال ورش الجلود ومدابغها، السور من اول بدايته علي كورنيش النيل وحتي نهايته قرب السيدة نفيسة عبارة وبدون مبالغة عن موقف لعربات الكارو بالعشرات والحيوانات ترعي علي السور من الخارج والداخل برائحة روثها الذي يزكم الانوف، من الداخل لا نجد الا محلات مضاءة بآلاف المصابيح الكهربائية تحول الليل إلي نهار تختفي امامها معالم السور الاثري الجميل الذي يحكي جزءا من تاريخ مصر، اعرف ان هناك خطة لتطوير المنطقة وتحويلها لمزار سياحي عالمي ولكن حال الواقع من كثرة المحلات والمدابغ واعتداء اصحاب الكارو يقول ان ذلك لن يتم بسهولة وان ما يتم هو لفرض الامر الواقع غصبا عن يد الدولة التي من المفترض ان لها الكلمة العليا النهائية وزيارة واحدة تثبت ذلك. ما هالني هو ذلك المشهد تحت بواكي السور وبين جنباتها وهو ما دعاني للنزول من السيارة وتصويرها بكاميرا الموبايل الخاص بي عشرات بل المئات من بقايا الجلود وشعور الحيوانات ملقاة بعضها يملأ المكان دون ان يتفضل رئيس حي مصر القديمة التابع له السور الذي لا اعرف من هو بالنزول لرفعها ومنع تكرارها مرة اخري ولكنه لا يفعل تماما كما يترك رئيس الحي اللافتات التي تقع حول المنطقة الاثرية مليئة بالاتربة تخفي معالمها ويترك الطرق مليئة بمخلفات المباني التي تلقي في المساء دون رقيب كما يحدث في حي الخليفة. عزيزي المهندس عاطف عبدالحميد كلنا نريد ان نساعدك وان نقدم لك يد العون لاننا نعرف ان المسئولية جد صعبة بما تحتويه من مواجهة كاملة لمشاكل لست مسئولا عنها ولكنها تراكمات لسنوات وسنوات من الاهمال والفساد والمجاملات بوجود من لا يصلحون لادارة الاحياء علي رأسها في الوقت الذي كبر فيه حجم الفساد بين موظفيها وهو ما يلمسه الناس بقوة ويشكون منه ويرغبون في محاربته ولكنهم مع الاسف لا يجدون الا تجبرا وزيادة في حجم الفساد. الاف الشكاوي تنقلها صفحات الجرائد كل يوم وتتحدث عنها الفضائيات وللاسف هي هي نفسها تسمعها كل يوم لا يتم حل الا القليل منها لان لا احد ممن يديرون الاحياء علي قدر المسئولية وينقلون الصورة الخاطئة خلال اجتماعاتهم وهذه مسئولية الجهاز الاعلامي الذي يدير امور المحافظة. اين المشاركة المجتمعية؟.. صفر لان لا احد يثق في اي رئيس حي او من يعاونونه وللاسف لا يتم انجاز اي شيء الا بالمعلوم رصف طريق او اصلاح عمود انارة او تسليك ماسورة للصرف كانت هناك تجارب ناجحة للمشاركة المجتمعية ولكن ضاعت من حجم اللا مبالاة الذي نراه مع الاسف بداية من رؤساء الاحياء مرورا بكل الادارات. الصورة من مجري العيون والمخالفات المرورية في شارع اللاسلكي بالمعادي بالصفين والثلاثة خير دليل .. مرة واحدة عاقبوا مسئولا لينصلح الحال .