يتعرض سور مجرى العيون لهجمات شرسة من معدومي الوعي والضمير الذين يستغلون الإهمال وعدم الاهتمام بالمناطق الأثرية، يكيلون الطعنات القاتلة لأثر هام وتاريخي من آثار القاهرة القديمة، ففور وصولك إلى سور مجرى العيون والذي عرف باسم قناطر المياه، والذي قام بإنشائه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، تتملكك الحيرة والدهشة وتتملكك حالة من الذعر لما وصل إليه حال السور فهو مقلب للقمامة وموقف للخيول بل ومنطقة لقص الماشية نهارًا، وليلًا يتحول إلى وكر لبيع المخدرات والتعاطي، حيث يسيطر على المنطقة المحيطة بالسور والتي تمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة وهي منطقة قريبة جدًا من قلعة صلاح الدين الأيوبي، مجموعات من البلطجية واصحاب مدابغ الجلود واصحاب "عربات الكارو" كما تؤثر مدابغ الجلود وما يخرج منها من مخلفات كيماوية على جسم السور وتجعل أي جزء منه معرض للانهيار في أي وقت، ومن المدهش أن كل هذه المخالفات تقع على بعد امتار من مستشفى سرطان الأطفال 57357 وقد طال الإهمال الحديقة المسماة بحديقة مجري العيون وهى ملاصقة لمستشفى 57357 حيث مياه الصرف التي تغرق المكان والكلاب الضالة التي تتخذ من الحديقة مقرًا لها علاوة على أكوام "روث الحيوانات" والقمامة الملقاة بما يسمى "حديقة" تطل عليها مستشفى 57 ويواجهها سور مجرى العيون الذي جاء إلينا محملًا بعراقة التاريخ ومجده ليشهد ويعاصر ما يحدث من مهازل.