يلعب الاعلام الامريكي دورا فاعلا في توجيه الحياة السياسية وتشكيل الرأي العام في الدعاية الانتخابية للمرشح من خلال مؤسسات المجتمع المدني بالاضافة إلي مركز الاتصال والاعلام بواشنطن، ولذلك لم تشاهد اي لافتات في الشوارع، ويعتبر فوز ترامب في تصوري هزيمة للاعلام الامريكي الذي تخلي عن الحيادية، وتحيز للمرشحة السابقة هيلاري كلينتون التي قادت عملية التحريض لثورات الربيع العربي واشاعة الفوضي الخلاقة التي ادت إلي تدمير دول عربية شقيقه تاركة ثوراها وحلفاءها في مصر وليبيا وتونس واليمن وسوريا بلا رعاية. يشارك الشباب في الفئة العمرية من 18 -29 بنسبة 16 % من اجمالي عدد السكان ويلقبون بجيل الألفية ونجح ترامب في كسب اصوات الشباب وقد شاهدت في احد مراكز الاقتراع تواصلا دائما من قبل الشباب عبر شبكة الانترنت التي تلعب دورا مهما في التأثير علي الناخبين مع المرشحين لعرض قضاياهم، والمرشح يتواصل بنفسه مع الشباب ويلبي احتياجاتهم ويحل مشكلاتهم بالاضافة إلي ذلك نجح ترامب في الوصول إلي الغالبية والكتلة الحرجة وخاصة شريحة الرجال البيض من الطبقة العاملة ممن ارهقهم حالة الاقتصاد وهم من طالبوا بقيادة جديدة تنقذ الاقتصاد الامريكي. يدعم ترامب اسرائيل دعما كبيرا وقد ظهر ذلك من خلال دعم رجال الاعمال الاثرياء واليهود لحملته الانتخابية، معتمدا علي تيار المحافظين المنحاز لاسرائيل، واعلن التزامه بأمن اسرائيل الامر المقلق في عملية الحل للسعي نحو القضية الفلسطينية الا في حالة الاقتداء بما صرح به الرئيس السيسي اثناء زيارته للامم المتحدة لرعاية مصر للسلام بين البلدين. بالنسبة لملف السياسة الامريكية علي الصعيد الدولي والاقليمي ومدي قدرة ترامب علي إحداث تغيير ملموس يتمثل في التوجه نحو التقليل من التوترات والعداءات التي انتهجتها سياسة الرئيس السابق اوباما خاصة العلاقة مع روسيا، وكذلك السياسة تجاه ملف الارهاب، ورفض فكرة تسليح المعارضة السورية وتأييده لبشار كقوة تواجه داعش، وهاجم ما يحدث في العراق بعد ان اصبحت ملجأ للارهابيين. وقد أدرك الناخب الامريكي ما حدث للثورات العربية والادعاء بالديمقراطية في العالم العربي وهذا التخطيط الامريكي الذي ادي إلي الفوضي الخلاقة من قبل الادارة الامريكية السابقة وسوف ينظر ترامب إلي ملفات التنظيم الدولي للاخوان وربما يعمل علي تمرير مشروع قانون لتصنيف الاخوان جماعة ارهابية اقتداء بمصر والامارات، وفي هذا السياق كان القانون في الكونجرس واوباما رفض تمريره والتوقيع عليه، وقد يحظر ترامب عمل الجماعة ومؤتمراتها داخل امريكا، وملاحقة قادتها داخل البلاد بعيدا عن سياسات الادارة السابقة التي أوصلت الاخوان لحكم مصر. في تصوري ان العلاقات المصرية الامريكية ستكون الافضل في ظل القيادة الجديدة للبيت الابيض، خاصة أن مصر بحاجة إلي الدعم الدولي في الجانب الاقتصادي، وفي هذا السياق لابد ان نتذكر كلمة ترامب عن مصر حين قال:» ان الجيش المصري في عام 2013 ساند الشعب وأنقذ الشرق الاوسط من فوضي إقليمية بفضل الرئيس السيسي الذي يمثل قادة الإصلاح في مصر».