" يا فرحة ما تمت " .. ايام مضت علي النجاح الباهر الذي حققته مبادرة حلوة يا بلدي التي تبنتها »اخبار اليوم» في تطهير معظم مناطق محافظتي القاهرة والجيزة واضفت عليها اللمسة الجمالية مابين تشجير واعمال طلاء ولكنها تحولت من واحة للجمال تبهج انظار سكانها الي منظر مقزز تشمئز منه الاعين حيث تعالت تلال القمامة وسادت الروائح الكريهة وانتشرت الحيوانات النافقة لاختفاء مسؤلي الاحياء عقب انتهاء المبادرة. اكتشفت الاخبار في جولة ميدانية داخل المناطق التي تم تطهيرها أن تلال القمامة عادت تنتشر من جديد والاشجار نزعت وعادت المشاجرات من جديد اسفل الطريق الدائري بسبب تحويله الي مقلب قمامة كبير بسبب العربات الكاروالتي تلقي مخلفات البناء،كلهامشاهد تثبت تراخي الاجهزة التنفيذية بالاحياء في تنفيذ التوصيات التي خرجت بها المبادرة وسيطرة النباشين واصحاب عربيات الرتش علي شوارع المحافظتين. بدأت الجولة من منطقة روض الفرج حيث رصدنا مشهدا متكررا لاحدي العربات الكاروتلقي شكائر مخلفات البناء بجوار احد الاسوار الذي امتلأ بالقمامة في واحدة من المناطق السكنية المكتظة بالسكان . وفي منطقة إمبابة اكتظ الشارع باكياس القمامة وقام النباشون بممارسة عملهم بتمزيقها بحثا عن المعادن والمواد البلاستيكية . اما منطقة مزلقان لعبة وسور السكة الحديد فقد عادت الرائحة الكريهة من جديد ونزعت الاشجار التي قام حي اوسيم بغرسها وعبر الاهالي عن استيائهم لعودة المنطقة الي سابق عهدها تنتشر القمامة في كل مكان. ورغم المجهود الذي بذله عمال النظافة في تطهير الانفاق واسفل الطريق الدائري فإن النباشين عادوا من جديد لاستخلاص الاسلاك النحاسية وتعالت صيحات اصحاب المصانع الذين لم يجدوا امامهم الا التشاجر مع البلطجية الذين يلقون القمامة يفرون بعرباتهم الكارو. اكد سيد عبدالله 40سنة عامل باحدي المصانع أن تلال القمامة في تزايد كل يوم تلو الاخر واوضح أن هذه المسائلة تؤثر علي صحة الجميع،كما طالب المسئولين بتشكيل دوريات متحركة لضبط الخارجين عن القانون والسيطرة علي الانفاق التي تحولت الي جدران سوداء بسبب حرق القمامة. وفي حي بولاق الدكرور بعد 30يوميا من العمل الشاق داخل شارع ترعة عبدالعال والنجاح في تطهيره عاد الباعة الجائلون اليه وتحول الي جراج للسيارات ومقلب لاطنان الرتش التي انتشرت بطول الشارع . 'يافرحة ماتمت"..كلمات عبر بها مصطفي السيد عن حزنه الشديد لعودة القمامة والبلطجية من ساسة الجراجات العشوائية الي الشارع من جديد،واكد أن الشارع بدأ يعود الي سابق عهده عقب انتهاء المبادرة بايام قليلة وارجع السبب الي عدم مواصلة رجال الحي لمهام عملهم والاكتفاء بالمرور علي فترات طويلة عكس ماكان يحدث طوال ايام المبادرة .