على هامش ما تشهده محافظة الإسماعيلية من انفلات أمني غير مسبوق بعد أحداث 25 يناير، تفشت ظاهرة انتشار "نباشين القمامة"، وهم أشخاص يقومون بتتبع صناديق القمامة على مستوى الأحياء والمراكز والمدن، ويقومون بتفريغها والتنقيب عن المواد البلاستيكية والحديدية والأوراق التي يعاد تصنيعها مرة أخرى بما يدر عليهم مكاسب جمة. وعلى الرغم من محاولات ردعهم من قبل الثورة، منذ صدور قرار بمنع مرور عربات الكارو في 2005 والتي كانوا يستقلونها لتحميل ما يظفرون به من مواد هامة بعد التنقيب، إلا أن الأحداث الأخيرة وما تشهده المحافظة من غياب أمني غير مسبق، جعلتهم يزاولون نشاطهم بحرية مطلقة وفي أي وقت يرغبون، مستخدمين عربات الكارو والتروسيكلات البخارية، ومعظمهم من الصبية صغار السن الذين يعملون لدى كبار المعلمين الذين يستغلونهم مقابل مبلغ مادي يومي، لتسريحهم في الشوارع بحثا في القمامة عن أشياء نفيسة يتم ترويجها لدى مافيا القمامة فيما بعد. وبدأت الظاهرة بعد انتشار القمامة بطريقة غير لائقة، وفي جولة بأحياء الإسماعيلية الثلاث ظهرت الظاهرة جلية في حي أول، ورغم أنها تحتاج إلى تضافر الجهود وتنظيم حملات مشتركة من الجيش والشرطة والحي، إلا أنها لا تزال متفشية، مستغلين فرصة انصراف الموظفين ويقومون بقلب صناديق القمامة في وسط الطرق بحثا عما يفيدهم. واقترح مصطفى مبروك رئيس حي أول السابق ألا يتم معاقبة من يتم القبض عليه منهم، بل يتم توفير فرصة عمل له بالتنسيق مع مكتب شباب الخريجين والمنطقة الصناعية عن طريق المستثمرين، مؤكدا أن الزج بهم في المجتمع المدني السوي، ربما يخلق هذا الفعل منه مواطنا صالحا، ويكون أداة لجذب غيره من زملائه النباشين، وبذلك تنجح الأجهزة في تحويل النباشين إلى أعضاء فاعلين في المجتمع المدني، مشددا على أنه في حالة استمرار المخالفات يتم معاقبتهم بأشد العقاب، وينتشر النباشون على نطاق حي أول في حي الافرنج، المحطة الجديدة، الملاح، وبمجرد توافر صناديق القمامة، يقومون بأعمالهم. ويقول المهندس محمد الصافي، بحي ثاني، إن الظاهرة تشكل 30% من أزمة انتشار القمامة، مؤكدا أن الأوقات المناسبة لقيامهم بأعمالهم تنحصر بين عقب صلاة الفجر وعصرا من الرابعة وحتى السادسة مساء، ويقومون بفض صناديق القمامة المنتشرة على مستوى الحي، ويبحثون عن المواد الحديدية والبلاستيكية والورقية والصفائح، ولا سيما المشغولات الذهبية التي تمثل لهم قيمة كبرى، وطالب رئيس الحي بإعادة الأمن وتتنظيم حملات مكبرة من الشرطة والجيش والحي، مؤكدا أن موظفي الحي لا يحملون الصفة الضبطية بما يعرقل من أعمالهم، مشيرا إلى انتشار الظاهرة بعد الأحداث الأخيرة والانفلات الأمني غير المسبق، وأنه قبل 25 يناير كان النباشون يمارسون أعمالهم بعيدا عن الشوارع والطرق العمومية وإلا أصبح الأمر مختلفا ونشاطهم أوسع انتشارا، وأصبحوا مسلحين بأسلحة بيضاء يعتدون بها ضد من يعترضهم، مستغلين حالة الغياب الأمني، وتنتشر الظاهرة في منطقة الإزارة في البلابسة "الساحة الشعبية" على مستوى الحي. وفي حي ثالث لم يكن الأمر بالأرفق حالا؛ حيث تنتشر الظاهرة في الشارع التجاري وطريق صبري مبدي، وأغلبية النباشين من منطقة الكيلو 2 وحي العبور، ويستقلون عربات كارو وتروسيكلات. وطالب التنفيذيين بديوان عام المحافظة، بأن يتم معاقبة التنفيذيين بالتنسيق مع الشرطة بمصادرة العربات وإلقاء القبض عليهم، وخاصة مع تفاقم أزمة القمامة بعد انتشارهم بشكل كبير، مستغلين حالة الانفلات الأمني بالمحافظة، وأن عربات "الرتش"، هي الأخرى تشكل عاملا إضافيا لما يعانيه الحي من تدهور أمور النظافة، حيث تقوم العربات بسكب مخلفات الرتش بالطريق الدائري بالمحافظة. من جانبه، أعلن اللواء جمال امبابي عن تعاون المحافظة مع مديرية الامن في تنظيم حملات مكبرة للحد من ظاهرة انتشار القمامة، وتقدم 5 شركات تعمل في مجال تدوير القمامة، لإقامة مشروعات كبرى في هذا المجال.