الرئيس السيسي: زيادة معدلات تشغيل ذوي الهمم ودمجهم بسوق العمل    طريقة الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني ل مسابقة معلم مساعد فصل في 12 محافظة    منها إجازة عيد العمال وشم النسيم.. 11 يوما عطلة رسمية في شهر مايو 2024    رئيس جهاز بني سويف الجديدة يتابع مع مسئولي "المقاولون العرب" مشروعات المرافق    وزير التعليم العالي يستقبل مدير المجلس الثقافي البريطاني لبحث آليات التعاون المُشترك    برعاية «ابدأ».. إطلاق أول صندوق للاستثمار الصناعي المباشر في مصر    ختام دورات ترشيد استخدام مياه الري وترشيد استخدام الأسمدة المعدنية بالوادي الجديد    وزير الإسكان: جار تنفيذ 64 برجاً سكنياً بها 3068 وحدةو310 فيلات بالتجمع العمراني "صوارى" بالإسكندرية    البنك المركزي: تسوية 3.353 مليون عملية عبر مقاصة الشيكات ب1.127 تريليون جنيه خلال 4 أشهر    مفتي الجمهورية ينعى الشيخ طحنون آل نهيان فقيد دولة الإمارات الشقيقة    توقع بإدراج إسرائيل الشهر المقبل على القائمة السوداء للأمم المتحدة    القرم ترد على تلميح كييف بقصف جسرها: «إشارة للإرهاب»    غرق عشرات الإسرائيليين في البحر الميت وطائرات إنقاذ تبحث عن مفقودين    وزير الخارجية السعودي يدعو لوقف القتال في السودان وتغليب مصلحة الشعب    أهالي الأسرى الإسرائيليين يقطعون طريق محور أيالون بتل أبيب    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين    قمة روما ويوفنتوس تشعل الصراع الأوروبي    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    صباح الكورة.. الزمالك يفاوض ساحر دريمز وتطورات تجديد عقد نجم ريال مدريد ونجم الهلال يقتحم حسابات الأهلي    بسبب معاكسة فتاة.. نشوب مشاجرة بين طلاب داخل جامعة خاصة في أكتوبر    ارتفاع درجتين.. تفاصيل طقس الأقصر اليوم    حملات أمنية ضد محاولات التلاعب في أسعار الخبز.. وضبط 25 طن دقيق    ماس كهربائي.. تفاصيل نشوب حريق داخل مخزن ملابس في العجوزة    "فى ظروف غامضة".. أب يذبح نجلته بعزبة التحرير بمركز ديروط بأسيوط    القبض على 34 شخصا بحوزتهم مخدرات بمنطقة العصافرة بالإسكندرية    ماذا حقق فيلم السرب في أول أيام عرضه داخل مصر؟    عصام زكريا ل "الفجر": مهرجان القاهرة السينمائي أكبر من منافسة مهرجانات وليدة واسمه يكفي لإغراء صناع الأفلام    كيف تحتفل شعوب العالم بأعياد الربيع؟    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الأحد.. «أرواح في المدينة» تعيد اكتشاف قاهرة نجيب محفوظ في مركز الإبداع    على طريقة نصر وبهاء .. هل تنجح إسعاد يونس في لم شمل العوضي وياسمين عبدالعزيز؟    أول تحرك برلماني بشأن الآثار الجانبية للقاح كورونا «أسترازينيكا» (تفاصيل)    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    البصمة ب 1000 جنيه.. تفاصيل سقوط عصابة الأختام المزورة في سوهاج    المركزي يوافق مبدئيا لمصر للابتكار الرقمي لإطلاق أول بنك رقمي"وان بنك"    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    ارتفاع حصيلة قتلى انهيار جزء من طريق سريع في الصين إلى 36 شخصا    نشاط الرئيس السيسي وأخبار الشأن المحلي يتصدران اهتمامات صحف القاهرة    فاتن عبد المعبود: مؤتمر اتحاد القبائل العربية خطوة مهمة في تنمية سيناء    تشغيل 27 بئرا برفح والشيخ زويد.. تقرير حول مشاركة القوات المسلحة بتنمية سيناء    دعاء النبي بعد التشهد وقبل التسليم من الصلاة .. واظب عليه    «هونداي روتم» الكورية تخطط لإنشاء مصنع جديد لعربات المترو في مصر    الكشف على 1361 مواطنا ضمن قافلة «حياة كريمة» في البحيرة    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    طريقة عمل الآيس كريم بالبسكويت والموز.. «خلي أولادك يفرحوا»    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المضطر يركب «القشاش»
نشر في أخبار الحوادث يوم 17 - 11 - 2016

نعم.. هو أرخص وسيلة للتنقل.. وملاذ الطلبة والموظفين والعمال وبائعات الخضراوات والفاكهة.. التذكرة من أسوان إلي الإسكندرية لا تتعدي 28 جنيها.. ومن الفيوم الي الوسطي فقط 125 قرشا.. لكن قطارات الضواحي تفتقد لأي نوع من الخدمات.. فلا وجود للاضاءة وزجاج الشبابيك محطم.. والحمامات ان وجدت بدون مياه أو حتي أبواب.
ومختلف الجرائم من تحرش وسرقات وبلطجة واستغلال تحدث بدون رقيب أو حسيب.
»الأخبار»‬ قامت بعدة رحلات بالقطار القشاش في الصعيد وبحري واستمعت إلي شكاوي وأمنيات الركاب.
رحلة الصباح والمساء في قطارات بحري
أم محمد بائعة »‬الخضار» : أرخص من المواصلات ب62 جنيها محمد طالب الهندسة : فرصة للحوار مع زملائي وأصدقائي
أحمد بائع الشاي : سوق ومصدر رزقي الوحيد
سلوي : أزور ابني بالمستشفي »‬ب6 جنيه» يوميا من القرية للقاهرة
قطار الضواحي او الغلابة في وجه بحري لا يختلف كثيرا عن قبلي فهو الوسيلة الارخص والأمن.. ركابه من الموظفين والطلبة والعمال من ابناء القليوبية والمنوفيه والغربية، في رحلة الصباح والمساء بين محافظتهم ومحطة مصر .. القطار عرباته قديمة تم دهانها باللون الاصفر ولا تزيد عن خمس ورغم سوء حالته ومواعيده غير المنتظمه الا ان رواده ينتظرونه بشغف وبمجرد مشاهدته يتزاحمون عليه للحصول علي موطئ قدم.
وسط الزحام علي رصيف 13 بمحطة مصر انتظرنا القطار المتجه الي المنوفية.. القطار وصل للمحطة متأخرا نصف ساعة عن موعده المحدد الرابعة مساء وقد امتلأت عرباته بالحشود حتي الطرقات ودورات المياه وتساءلنا لماذا هذا الزحام فقال احد الركاب ان المسافرين يلجأون إلي المخزن لحجز اماكنهم قبل وصول القطار الي الرصيف .
بدأ القطار في التحرك ببطء، الركاب يتبادلون الحديث فيما بينهم في كل شيء عن الرياضة والفن والسياسة حتي حياتهم الخاصة وبعد 15 دقيقة وصل الي محطتة الاولي »‬شبرا الخيمة» لتتجدد الاشتباكات والمشادات بين الركاب علي الابواب والمنتظرين قدومه علي الرصيف، تابع القطار مسيره حتي كاد ان يصل الي »‬قليوب» محطته الثانية لكن تم تخزينه انتظارا لمرور القطار المقابل القادم الي القاهرة انتظرنا اكثر من 15 دقيقة وبدأ الركاب في التذمر والنزول من القطار متجهين الي السائق وعامل البرج وتراشقوا معهما بالالفاظ بسبب التأخير وحجز القطار .
استكملنا الرحلة الي القناطر وصعد بائع الشاي يحمل ترمسا كبيرا (كولمان ) علي كتفه وينادي شاي شاي.
اقتربنا منه وسألناه عن عمله ورزقه فقال اسمي احمد اقوم ببيع الشاي في القطارات منذ صغري مع والدي وليس لي اي مهنة اخري : وظهر الترمس بعد حريق قطار الصعيد وتم منعنا من حمل اي مصدر للنار او الاشعال من قبل شرطة النقل والمواصلات واضاف: اسير وسط الزحام وبه من 70 الي 100 كوب شاي ثمن الكوب الواحد 150 قرشا للواحدة منها ويكلفني من 2 الي 3 كيلو سكر وربع كيلو شاي وهذا مصدر رزقي الوحيد.
وسمعنا نداءات وتحذيرات من الركاب علي بعضهم احذروا الكوبري لان مدخله ضيق وبالتالي يحصد ارواح من يتكدسون علي الابواب.
ووصلنا الي محطة »‬دروة» أولي محطات محافظة المنوفيه نزل بعض الطلبة والموظفين وصعد اخرون ومن الارهاق والتعب من الرحلة وضعت رأسي علي ظهر الكرسي .. غلبني النوم مثل الكثيرين من الركاب وفجأة استيقظت علي مشادة بين الكمسري واحد الركاب علي قيمة التذكرة وانتهت الي خضوع الراكب للدفع وقبل الوصول لمحطة صرواه بدأت احدي السيدات في حمل الطشوت الفارغة الخاصة بها بعد ان قامت ببيع ماكان بها من جبن وسمن في القاهرة كما بدأ العديد من الركاب في الاستعداد للنزول وتوقف القطار علي المحطة وتعالت اصوات المغادرين والصاعدين للقطار خوفا من تحرك القطار وحدوث شيء ما.
التقينا بأحد الركاب ويدعي احمد خليل بائع حاصل علي دبلوم زراعة يقول انه لديه ثلاثة اولاد ولم يجد فرصة عمل فقام ببيع المياه والمناديل والحلويات والولاعات داخل القطارات ويضيف اشتري كرتونة المياه المعدنية حسب سعرها المعلن من الشركات المنتجة فهناك اسعار الزجاجة الواحدة بجنيه واحد وهناك عبوة بجنيهين جملة وابيع الواحدة بثلاثة جنيهات واشتري لوح الثلج ب 8 جنيهات ومكسبي في الكرتونة يتراوح من20 الي 30 جنيها حسب الشركة و ممكن ابيع من 2 الي 4 كراتين في اليوم واحيانا في ايام اخري لاابيع زجاجة واحدة والارزاق علي الله.
يضيف سامح من شطانوف موظف بكهرباء القاهرة انه يركب قطار منوف يوميا للذهاب الي عمله وقال: تعودت علي الزحام وسماع تحليل المباريات والمسلسلات وبرامج التوك شو والغلاء من الركاب ومعي اشتراك سنوي ولا احمل هم مصاريف مواصلات طالما الاشتراك في جيبي فالقطار ارحم من المواصلات لكثرة المطبات وعربات الكارو والصاج بالطريق.
وقالت أم محمد بائعة خضار من أشمون منوفية انها تستقل القطار يوميا الي محطة القاهرة لتقوم ببيع بضاعتها من الجبن والخبز الفلاحي وتعود مرة اخري الي بلدتها يقوم المحصل بتحميلي تذكرتين واحدة لي والاخري »‬للطشوت» لكنه وسيلة رخيصة كنت اعاني عندما توقفت حركة القطارات بعد ثورة يناير فأجرة السيارة وقتها بنفس المشوار 50 جنيها وأخذ تروسيكل داخلي ب 15 جنيها فهناك فرق كبير يعادل 62 جنيها في الرحلة الواحدة اولادي اولي بهم.
اما محمد محمود طالب بهندسة منوف فيقول انه يسافر يوميا من شلقان مركز القناطر الخيرية الي الجامعة بالقطار وركوبه متعه رغم الازدحام لأني التقي بزملائي به ونتحدث فيما بيننا عن امورنا ومشاكلنا حتي نصل وهو بالنسبه لنا افضل من السيارة لان الطرق بها مطبات كثيرة ويخفف العبء عن اسرتي فقيمة الاشتراك السنوي للطلبة بالسكك الحديدية لايتعدي 50 جنيها.
اما الطالب محمد علاء عبدالله من كفر البتانون مركز شبين الكوم منوفية بكلية آداب طنطا ينتقل الي كليته اول اسبوعين في المواصلات ينفق خلالها قيمة الاشتراك السنوي ولايعرف أي وسيلة اخري سوي القطارات.
والتقت »‬الأخبار» بإحدي السيدات المستقلة القطار الي طنطا أثناء عودتها من القاهرة وقالت اسمي سلوي من احد القري البعيدة عن المركز،لم اجد امامي احسن منه وسيلة للمواصلات لقرب محل اقامتي من المحطة فأنا اطلق عليه (قطار الحياة) لما رأيته من مشقة السفر بالميكروباصات والسرعة الجنونية للسائقين وشربهم المخدرات وارتفاع الاجرة . والقطار يوصلني في ساعتين وهذا مناسب لي لكي اتمكن من حجز دور لطفلي المريض للكشف الدوري وعمل التحاليل والاشاعات اللازمة بمستشفي ابوالريش، بينما الاجرة في الميكروباص والتوك توك تتعدي 40 جنيها اما القطار ستة جنيهات ذهابا وايابا وسفري متكرر لمتابعة حالة ابني المريض. واشتكي احد الكمسارية رفض ذكر اسمه من وجود عجز كبير في عدد الكمسارية قائلاً: فبعد ان كان الواحد منا مخصص له عربة ونصف او علي الاكثر اثنتان اصبح لكل واحد منا ثلاث الي خمس عربات حسب الاجازات والغيابات.. والزحام والتكدس الشديد لقلة عربات الرحلة يؤدي الي عدم تحصيل قيمة التذاكر من الركاب لصعوبة التنقل بينهم والمناوشات المستمرة مع الركاب بسبب الفرق بين ثمن التذكرة في الشباك وداخل القطار وهي الغرامة المقررة وكل المتحصلات تورد لهيئة السكة الحديد ولااضع جنيها في جيبي .. تكلم احد سائقي القطار فقال اننا نخرج من بيوتنا ولانعلم اذا كنا سنعود ام لا فقبل كل رحلة نقوم بالشهادة والتوكل علي الله . ففي احدي الرحلات تعرضت لاصابة بالغة في الرأس اثر اختراق حجر من شباك الجرار براسي .. وجرارات الضواحي معظمها الكندي والألماني القديم فمثلا استلم الجرار علي سرعة 60 كيلو مترا في الساعة وبعد ان اسير به بضع كيلو مترات افاجأ بأن احد المواتير معطلة ويعمل بثلاثة فقط مما يؤدي الي ربط الجرار علي سرعة 30 كيلو فيقوم الركاب بسبي وتوبيخي وتوجيه ابشع الالفاظ لي وهذا شيء خارج عن ارادتي فيجب الاهتمام بالصيانة الدورية كل 6 اشهر كحد اقصي.
المنوفية - سليمان محمد
يحدث في القطار المميز
مشاجرات بين الركاب.. و»‬القفف والزكايب» تسد الممرات
نادي : مقاعد غير آدمية مخلوف: الواحد بيقف علي رجل واحده
رحلة عذاب يومية يقضيها ساكنو المنيا والمحافظات المجاورة داخل قطار الدرجة الثالثة للوصول الي اعمالهم او قضاء مصالحهم ورغم سوء حالته خاصة عرباته ودورات مياهه وشبابيكه المهشمة وعدم اضاءته والسلوكيات غير المتزنة من قبل البعض الا انهم يؤكدون ان المضطر يركب الصعب لضيق ذات اليد او خوفا من ركوب سيارات الاجرة وتكاليفها الباهظة التي اصبحت تمثل عبئا كبيرا عليهم.
قامت »‬الأخبار» برحلة داخل قطار البسطاء بدأت من محطة مدينة المنيا حتي آخر مركز بالمحافظة لرصد ما يدور بداخله فمنذ اللحظات الاولي لوصوله لرصيف المحطة تسابق المئات من المنتظرين الذين اكتظ بهم الرصيف وبدأوا يفتحون الابواب والكل يهرول اما للصعود أو للنزول رغم الازدحام الشديد داخل عرباته وطرقاته املا في الحصول علي موضع حتي لو كان الوقوف علي قدم واحدة بين المشنات والقفف وزكايب المسافرين. في البداية تقول أم عيسي ربة منزل في مدينة المنيا: انها تسافر يوميا بالقطار الي مركز ملوي من اجل بيع الجبن والسمن والغلال وتضيف: حتي استطيع ان اعيش انا وأولادي ولا اجد وسيلة أخري اسافر بها بين المراكز لان سعره رخيص ولكن المعاناة الحقيقية ان القطار يكون مزدحما جدا بالركاب خاصة ايام الدراسة وحملي للقفف والمشنات يسبب لي الكثير من المتاعب خاصة عندما يسقط ما احمله ينهال علي الركاب بالسب لاني تسببت في ضيق الطرقة التي يقف بها أو يفترشها العشرات من اجل الوصول الي اشغالهم أو منازلهم فيما اضاف محمد عبدالعال موظف ان جميع وسائل المواصلات الأخري اصبحت غير آدمية بسبب المغالاة في اسعار الاجرة أو ارتكاب سائقيها مخالفات في العديد من الاحيان تؤدي بركابها الي الي النهاية المحتومة مثل الحوادث لذا اضطر الي ركوب القطار ولكن المشكلة عندما يصل القطار الي رصيف أي محطة اجد ملا يسرني حيث يكون العشرات من طلاب الجامعة والموظفين في انتظاره للركوب وهنا تحدث الكوارث حيث الجميع يتسابق علي شبابيكه من أجل الوصول الي الداخل مما يتسبب في حدوث اصابات بين الركاب.
أما نادي جلال طالب من مغاغة يقول: ان القطار المميز هو الوسيلة التي نجد فيها بعض الامان في الوصول في الموعد لكن نري الكثير من التجاوزات داخله التي تتنوع بين حالة القطار السيئة والمقاعد غير الأدمية ناهيك عن التكدس الشديد داخل العربة الواحدة سواء من الفتيات او الرجال مما يتسبب في حدوث مشاجرات هذا الي جانب تحطم زجاج شبابيك العربات ولم يتم اصلاحها دون النظر الي قدوم فصل الشتاء والبرد القارس وخاصة ان جميع من يستقلون ذلك القطار من الفقراء والغلابة.
اما الحاج مخلوف ابوالعلا يقول: اعمل في مغاغة واركب كل يوم القطار المميز وأري العجب العجاب يوميا من زحام شديد ومن الطلاب والباعة الجائلين واهالي القري الذين يملؤن القطار بالبضاعة الي جانب الركاب، واضاف قائلا: الواحد بيقف علي رجل واحدة وعندما اصل الي العمل أكون قد فقدت كثيرا جدا من المجهود الذهني هذا بالاضافة الي الاعمال المنافية للأداب مثل التحرش بالفتيات داخل القطار وخاصة في ايام المدارس واضاف حمادة اسماعيل طالب بالجامعة انه بالاضافة الي الحالة السيئة وغير الآدمية للقطارات هناك ماهو اشد من ذلك وهو المواعيد فقد يتأخر القطار كثيرا عن المحطة وقد يتجاوز التأخر النصف ساعة مما يتسبب في تأخرنا عن دروسنا بالجامعة بالاضافة الي عدم توافر رجال الأمن بشكل كبير داخل القطار المميز الامر الذي يتسبب في حدوث حالات كثيرة من التحرش بالفتيات ويؤدي ذلك الي مصادمات ومشاجرات بين الركاب.
المنيا - وفاء صلاح
الحياة في »‬وابور الصعيد» شكل تاني
الركاب يقضون يوماً بليلة بلا دورات مياه أو إضاءة
فاطمة: أبواب الحمامات مفتوحة أم عبدالله: القطار لايعرف النظافة
»‬وابور الصعيد» هكذا أطلق عليه أهل الجنوب.. حال قطارهم لا يختلف عن حالهم.. فهو فقير في كل شيء.. وخدماته شبه منعدمة.. ركابه معظمهم هاربون من استغلال الميكروباص.. فسعر تذكرته من أسوان إلي القاهرة لا تتعدي 28 جنيها.
»‬الأخبار» قامت برحلة قصيرة من أسوان إلي أدفو.. قطعت خلالها 120 كيلو مترا للتعرف علي حال القطار.. وحال ركابه.
بمجرد دخولك قطار الساعة الواحدة ظهرا المتجه الي الإسكندرية تصاب بحالة اكتئاب لا تعرف مصدرها.. هل من سوء وقذارة القطار أم حالة الاجهاد والبؤس الممزوج بالرضا علي وجوه ركابه. لم تشجعني حالة العبوس علي وجه ركابه لبدء الحديث معهم وبعد تردد أقتربت من شابين في العقد الثالث من العمر عرفتهم بنفسي تردد أحدهم وتحدث معي الأخر هو رمضان حسنين من أسيوط عامل زراعي قال دي ثاني مرة أركب فيها القطار ده .الأولي كانت من القاهرة لأسوان واليوم ذاهب لأسيوط .. دورات المياه »‬بايظة» ولا يوجد بها حنفيات ولا أنارة استكمل رفيقه رمضان محمد عبد الحافظ من مركز القوصية بأسيوط .قائلا: نوافذ دورات المياه مفتوحة علي البحري أو محطمة والابواب لا تغلق وغالبا ما يحتلها باعة المشروبات الساخنة (الشاي والقهوة) وهذا ايضا حال النوافذ.
خلال الحديث مع »‬الرمضانين». تحرك القطار في تمام الواحدة وخمس دقائق دون تحذيرأو مناداة في ميكرفون المحطة عن بدء التحرك . وأكمل رمضان عبد الحافظ كلامه قائلا: القطار يقف في كل محطة في طريقه ويصعد الباعة الجائلون حتي في منتصف الليل يزعجون الركاب أثناء نومهم لأجبارهم علي الشراء ويحمل بعضهم أسلحة بيضاء لأرهاب الركاب.وقبل ان نصل لمحطة دراو علي بعد 40 كيلو مترا من اسوان فوجئت بعدم وجود اضاءة فجميع الفتحات مغلقة ومغطاة بقطعة حديد غلب عليها الصدأ. ولا توجد بها لمبة واحدة. التفت حولي فانتبهت لسيدة بصحبة أطفالها الصغارتتابع حديثي مع الشباب .وتدعي أم أشرف متجهة الي مدينة قوص فبادرت بسؤالها عن رأيها في القطار فصمتت لبرهة ثم قالت أهو حيوصلنا وخلاص.. وأستطردت هوالأن أحسن من الأول برضه وأرخص واكثر أمانا من الميكروباص إلا أن السرقات به كثيرة ومتكررة خاصة وأن الظلام يحيط بعربات القطار وصعود الباعة الجائلين دون رقيب أو حسيب. وبخجل قالت أم أشرف لا نستطيع أستخدام دورات المياه خاصة وأنها بدون أنارة والشبابيك محطمة أو تالفة وبعض الباعة الجائلين يتحرشون بالسيدات في ظل الظلام.. شاركنا في الحديث - صابر صلاة النبي - في الخمسين من عمره من أبناء النوبة. عائدا من أجازته بأسوان لعمله بالأسكندرية وقال: أستقل القطار مرتين كل عام من والي أسوان مع الزحام يجلس الركاب فوق بعضهم ويتزاحمون في الطرقات ويستخدمون أرفف الأمتعة والشنط في النوم والجلوس وتقضي بالقطار 24 ساعة بدون مياه أو أضاءة -صلاة النبي - وأثناء الحديث مع -صلاة النبي - بدء القطار يخفض من سرعته أستعدادا لدخول محطة كوم أمبو في (الساعة الثانية و10 دقائق) التي تبعد 50 كيلوعن أسوان وفور وقوفه بالمحطة أندفع الركاب يزاحمهم الباعة الجائلون ولفت نظري بعض الباعة يعرضون مياهاً مثلجة معبأة في زجاجات مياه معدنية فتساءلت عن ذلك.. فبادرني أحمد يوسف في العقد الرابع متجه لمدينة قوص قائلا: يستغل الباعة أرتفاع درجة الحرارة وعدم وجود مياه بالقطار ويقومون ببيع المياه المثلجة مجهولة المصدر وتباع الزجاجة بأسعار تتراوح مابين 3و5 جنيهات وتأكدت من ذلك عندما سألت الحاج عبد الله في العقد الخامس من العمر الذي أشتري زجاجة لوالدته المسنة قال أشتريتها بثلاثة جنيهات لأروي ظمأ والدتي . وقال أنه متجه لمحطة نجع حمادي والقطار غير آدمي.فالنظافة سيئة ومنعدمة ودورات المياه لا تصلح للأستخدام ورائحة العفن تفوح منها وتزكم الانوف بالأضافة لعدم وجود أمن حقيقي فبعض الركاب يستولي علي أربع مقاعد (الكنبتين المواجهتين لبعض)أحدهما ينام عليها والأخري يمدد عليها قدميه. وقالت أم عبد الله انطلاق القطار دون أخطار بميكرفون المحطة يهدد حياة الركاب لتدافعهم مرة واحدة بسرعة تجاه ابوابه لأننا غلابة وفقراء فلا يشعر بنا ولايسمعنا أحد فقطار الغلابة لا تعرف النظافة طريقها اليه ونوافذه لا تحمي الركاب من برد الشتاء ولاتقيهم حرارة الصيف لأنها أما مهشمة وأما مفتوحة. وتدخلت في الحديث الحاجة فاطمة حسنين متجهة لمحطة البلينا بسوهاج وقالت: أن دورات المياه لا يستخدمها سوي المريض المضطر لقذارتها وعدم وجود مياه بها فكيف تقضي السيدات حاجتهن في دورات نوافذها مفتوحة وأبوابها لا تغلق . وفور وقوف القطار بمحطة أدفو تنفست الصعداء وقاومت الصاعدين المندفعين تجاه القطار من ركاب وباعة للخروج من قطار المهمشين.
أسوان - مصطفي وحيش
ادفع 125 قرشا.. وافعل ما شئت
»‬الفيوم.. الواسطي» ملاذ الطلبة والموظفين وبائعات الخضر
جمال : بنموت من البرد في الشتاء سعد: يحتاج شرطة لحماية الطالبات
نشأت : أرحم من النصف نقل فتحي: لو قلت لحد »‬متدخنش» يشتمني
عند دخولك محطة قطار الفيوم تصاب بحالة أنبهار.. تشعر انك في قطعة من أوروبا.. الحوائط مرصعة بالطوب الناري.. رجال الشرطة يقومون بتفتيش الركاب بطريقة محترمة.. وباستخدام بوابات الكترونية للشنط والرقابة.. والاستراحة حدث ولا حرج.
في الواحدة الا عشر دقائق ظهرا بدأ قطار »‬الوسطي» في الظهور في موعده المحدد.. ومع دقات الواحدة تحرك.. قلت في نفسي ياه وصلنا الي هذه الدقة في المواعيد.. ومع بدء تحرك القطار تحولت الصورة الجميلة الي واقع مرير تارة للاهمال ومرة أخري لسلوك الركاب.
45 كيلو مترا يقطعها قطار الفيوم الي الوسطي في ساعة و10 دقائق واذا قطعت التذكرة من الشباك قيمتها 125 قرشا.. يابلاش.. أما في القطار فتضاف غرامة 50 قرشا لتبلغ تكلفة رحلتك كاملة 175 قرشا ويمكن ان تحصل علي تخفيض 25 قرشا اذا نزلت في احدي المحطات السبع التي يمر عليها وهي العدوة وسيلا والناصرية وبلوك الناصرية والروس والورش وكوم ابوراضي.
جلست علي مقعد القطار وهو أشبه بالصاج تكوينه يعطيك احساسا بانه مريح.. بدأت اتفقد عربات القطار وجدت عجب العجاب فالقطار بحالة جيدة لكن يفتقد الي كل وسائل الأمن والسلامة فكل ابوابه مفتوحة علي مصراعيها، ونوافذه بدون زجاج.. وطوال الرحلة تسمع صوت أحتكاك العجلات بالقضبان حتي تكاد ان تفقد أذنيك فلا تستطيع اجراء مكالمة هاتفية وتتحدث الي من يجالسك.
لعب عيال
قطار الواسطي مكون من 6 عربات بالاضافة الي الجرار.. وجلست في إحدي عرباته بجوار شاب يدعي حسن ابراهيم يعمل في المستلزمات الطبية وعرفت منه انه يستقل القطار 3 مرات شهريا في رحلة من المفترض ان تستغرق 50 دقيقة ولكن في معظم الاوقات تصل الي ساعة ونصف قال القطار افضل وسيلة لكن يفتقد الي الاهتمام فالابواب دائما مفتوحة والشبابيك تم تحطيم زجاجها من قبل بعض الصبية الذين يلقون الحجارة والطوب فور مرور القطار ففي احدي المرات كدت اتعرض لضربة قوية في رأسي بعدما القي طفل حجرا كبيرا اسقط الزجاج وكاد ان يسقط علي رأسي لولا ستر الله واضاف ان القطار يحتاج الي نظافة وتغيير المقاعد وليس هناك ما يمنع من زيادة سعر التذكرة مقابل تحسين الخدمة.
انتقلت الي راكب آخر يجلس علي مقعد منفرد يرتدي جلبابه يبدو انه من الصعيد اقتربت منه وسألته عن اسمه فقال سعد شكري فيصل 31 سنة »‬قلاح» من مركز العدوة بمحافظة المنيا، وقال: القطار وسيلة مريحة بالنسبة لي ومن غيره »‬بتشحطط» في المواصلات لكنه يحتاج الي وجود أفراد من الشرطة طوال الرحلة وكثيرا ما يحدث مشاجرات يكون ابطالها طلبة وطالبات وفي أغلب الأحيان نسطير عليها نحن الركاب لان الطلاب يعتبرونه ملاذا لمعاكساتهم للفتيات بالاضافة الي الصوت العالي الذي يصم الآذان نتيجة ترك الابواب والشبابيك مفتوحة بالاضافة الي الحمامات غير الآدمية والتي لا يتم استخدامها.
الانتظام في المواعيد
اشاهد رجلاً مسناً يرتدي جلبابا ويضع فوق رأسه طاقية بيضاء ويجلس مستمتعا برحلته التي تستغرق 15 دقيقة من الفيوم الي العامرية يدعي عم نشأت مصطفي أسأله.. فيقول لي رأيا مغايرا فهو يري ان مستوي الخدمات افضل من السابق لكن الاهم الانتظام في المواعيد ويضيف: انا استقل القطار منذ عام 1971 وهو مريح وأرحم من سيارات الأجرة الصندوق وأرخص.
حمامات سيئة
في الشتاء اللي بيركب بيموت من البرد.. بهذه العبارة بدأ جمال علي محمد »‬موظف» كلماته واستكمل: اللي بيركب في الشتاء بيموت من البرد بسبب الشبابيك والأبواب بالاضافة الي ان الحمامات سيئة .. كل ما نحتاجه هو فقط الاهتمام البسيط بالاضافة الي تغيير سلوك الراكب الذي يجلس ويرمي قمامته داخل القطار ويقوم بالتدخين رغم منعه لعدم وجود رقابة لو تم الاهتمام بهذه النقاط البسيطة تأكد ان القطار هو افضل وسيلة من الممكن ان تستقلها في حياتك.
داخل القطار تنعدم الرقابة فمن الممكن ان تفعل ما يحلو لك دون ان تجد من يردعك معظم الركاب يدخنون بطريقة طبيعية للغاية وتري البعض منهم يضع قدميه فوق المقاعد والبعض الآخر يتناول اللب ويلقي القشر علي الارض انتقد هذه المخالفات العديد من الركاب ومنهم فتحي محمود سيد 67 سنة »‬بالمعاش» من قرية الناصرية قائلا: هاتقول لمين يا أبني هو حد بيسمع لحد ده انا راجل كبير ولو قلت لواحد مدخنش ممكن يشتمني احنا عايزين بس عسكري في القطار يعمل محاضر ضد المخالفين.
هزار طلبة
يفجر عبدالقوي مصطفي عبدالقوي صاحب ال54 عاما ابن قرية العدوة وهو البائع الوحيد للب والبسكويت والعسلية الذي يستقل القطار طوال رحلته من الفيوم الي الواسطي، مفاجأة حينما قال لنا أن الطلاب الذين يستقلون القطار يقومون بالضغط علي العلبة الصغيرة الموجودة في كل عربة قطار وبها »‬الفرامل» مما يتسبب في توقف القطار لمدة 5 دقائق وهو ما يعرض حياة المواطنين للخطر المحقق، مشيرا الي انه من الممكن ان يحدث تصادم للقطارات بسبب ما اسماه »‬هزار الطلبة» دون أن يجدوا من يردعهم.
نام براحتك
في قطار الواسطي يمكنك ان تنام براحتك فمعظم مستقلي القطار من الطلاب والموظفين والبائعين بعضهم يعود منهكا فيضطر الي النوم من التعب والارهاق وهو ما يحدث مع العديد خاصة البائعات ومنهم الحاجة جميلة والتي ألقت بجسدها فوق كرسي القطار مستغرقة في النوم وقالت اقوم مع دقات الرابعة فجرا من قريتي بني صالح بمدينة الفيوم واستقل سيارة أجرة حتي الفيوم ببضاعتي من الخضراوات ثم القطار الي الواسطي لبيع بضاعتي واعود مع دقات السادسة مساء والقطار وسيلتي للراحة عندما يكون خاليا أخلد الي النوم لمدة ساعة حتي اصل الي الفيوم.
الفيوم - محمود عمر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.