لاتنتهي حكايات الدولار الذي لم يترك ركنا في حياتنا إلا و بصمته عليه ويؤثر فيه،وكان للكلاب والقطط نصيب مضاعف فقد تعرض أكلهم وأدواتهم لضربة موجعة عندما اعتبروه »استفزازيا» فرفعوا عليه الجمارك،ثم تعرض لضربة أخري أشد عندما ارتفع سعر »العملة الخضراء»، لتصبح أسعار كل مايمت بصلة لهما وكأنه »قطعة من النار» تلسع جيوب أصحابها،فحالهم يقول إن إقتناءهم للكلاب والقطط لم يكن أبدا مجرد رفاهية ولا استفزاز،فهي الدفء لهم في البيوت الباردة التي يعيشون فيها،وهي الصديق الوفي،في الوقت الذي قل فيه الوفاء والصاحب في الوحدة،و زمن زاد فيه جفاء وعقوق الأبناء،وتتغير خارطة سوق الحيوانات الأليفة بين أصحاب تجارة يهددها البوار بسبب أسعار رفعت قيمة الحيوان وأكله وعيشته، وزبائن أصبحوا في حيرة،بعد أن أصبحوا في موقف عليهم أن يختاروا فيه بين أن يطعموها أويتخلوا عنها،ليستطيعوا أن يطعموا انفسهم،فيما أصر بعضهم علي الاحتفاظ بها،فيما نسي بعض الابناء والديهم بسبب أعباء الحياة! الجولة في الأسواق أوضحت ارتفاع أسعار الكلاب،ليزيد سعر» الجيرمان» عمر شهر ونصف الشهر من6الاف إلي 7200 جنيه و»الروت ولير » لأغراض الحراسة من 3 الاف إلي 3600 جنيها.. بينما »الجولدن ريتريفر» الأليف والأكثر شعبية فارتفع سعره من2000 إلي 2500 جنيه و»شي واوا » الصغير جدا فقد ارتفع من 8300 إلي 10 الاف جنيه و»الدوبرمان» من 6 الاف إلي 10 الاف جنيه و» الدلميشن» من 11 ألفا إلي 15 ألف جنيه و»البولي» من 12 ألفا إلي 15 ألف جنيه،كما شهدت مستلزمات الكلاب ارتفاعا بما يعادل 20 % ومنها سلاسل النداء والأسرة الخاصة وأحواض الاستحمام وادوات العلاج كالحقن التطعيمية وادوية الوقاية. وتسود حالة من الاستياء في كل محلات مستلزمات الحيوانات الأليفة يلخصها لنا سوق الحمام في السيدة عائشة الذي يشهد حالة من الغضب يعيشها اصحاب المحال التجارية ومعهم اصحاب القطط والكلاب،بسبب ارتفاع اسعار القطط والكلاب وكل مايتعلق بتربيتهما والتي تعتمد بشكل اساسي علي الاستيراد من الخارج، وهو سوق يمكن التعرف علي حجمه إذا علمنا أن الشركات المصرية تستورد سنويا ما يقرب من المليار جنيه أطعمة للقطط والكلاب، مع مستلزمات ادوات المعيشة،كالشامبو والفرشاة وادوات للتسلية كالعلب واطباق بلاستيكية وبعض الملابس الخاصة بهم، وخاصة الرمل الكريستال لزوم »بيت الراحة». وكما يؤكد خالد مصطفي 37 سنة صاحب محل بيع طعام القطط والكلاب فالتجار يعانون من ارتفاع أسعار بضاعتهم،بسبب ارتفاع سعر الدولار،وهو ما ادي إلي انخفاض الاقبال علي الشراء،ويوضح ان هناك بعض الزبائن الذين يقبلون علي الشراء ولكن بكميات قليلة تكفي لعدم نفوق ما لديهم من حيوانات سواء كانت القطط او الكلاب،في حين أن الزبون الذي لديه القدرة المالية لم يتأثر بهذه الزيادات،ويدلل علي تأثر نشاطه،ويقول أنه كان يبيع حوالي 10 شكائر في اسبوع واحد فقط،اما الآن فيحتاج إلي اسبوعين او ثلاثة اسابيع،لبيع نفس الكمية بعد أن قل الاقبال منذ ارتفاع سعر الدولار. كما يلفت الحاج إبراهيم السعدني 53 سنة إلي أن أسعار طعام القطط ارتفعت من 25 جنيها إلي 30 جنيها،وطعام الكلاب من 30 إلي 35 جنيها للكيلو الواحد،ويشير إلي أن طعام القطط والكلاب يعرف باسم » الدراي فود »،وغالبا ما يتم استيراده من دول إسبانيا أو إيطاليا،وهو عبارة عن خليط من اللحوم والدجاج والسمك بنكهات مختلفة، فالقطط طعامها يسمي »مياو ميكس»،وهناك نكهات عديدة منه كالتونة والجمبري بالصوص ونكهة التونة والسلمون بالصوص ونكهة الدجاج والكبد بالصوص ونكهة الكبد والديك الرومي ونكهة سي فود مشكل بالصوص،أما اطعمة الكلاب فمنها »الباربو والرويال والجيزير والهابدوج»، وهي عبارة عن شكائر مكونة من الدجاج واللحوم والارز بنكهات مختلفة،وارتفع ثمن الشكارة الواحدة من 350 إلي 600 جنيه. ولا يقتصر اقتناء الحيوانات الأليفة علي فاحشي الثراء فقط،فهناك كثيرون من طبقات متوسطة أو دون ذلك، ليست لديهم القدرة علي تحمل الزيادات في الأسعار،ولكنهم فضلوا أن يضحوا من أجل اطعام كلبهم أو قطتهم،فهي الصديق والأليف والصاحب والسكن،وقرروا أن يحرموا أنفسهم من شراء متطلبات حياتهم الأساسية، في سبيل رعاية أصدقائهم،وكما تؤكد لنا جهاد إبراهيم 33 سنة – موظفة-،فهي تفضل تربية القطط لأنها مسلية وأليفة،وتضطر إلي شراء طعام لقطتها كل أسبوع علي الرغم من قفزة الأسعار،فقد ارتفع ثمن كيلو الدراي فود من 20 إلي 30 جنيها للكيس الواحد،وتقول: لا أستطيع الاستغناء عنها فقد اصبحت جزءا مهما في حياتي.. أما سميرة حسن فلديها كلب صغير،وتشتري له شيكارة كل شهر كمكمل غذائي له،وتقول: » ثمن شكارة البربو ارتفع من 400 إلي 600 جنيه..هعمل ايه مضطرة اشتري لاني مش هرميه في الشارع»..فيما يضحي أحمد نسيم 56 سنة علي المعاش من أجل كلبه،ويوضح لنا أنه يعيش بمفرده وتؤنس وحدته الكلاب ويقول:» إنها أفضل من معاملة الناس»،مشيرا إلي أنه يقوم بخصم جزء من معاشه لإطعام الكلب.