مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    أوستن: لا مؤشرات على نية حماس مهاجمة القوات الأمريكية في غزة    جنازة مهيبة لطالب لقى مصرعه غرقًا بالمنوفية (صور)    أوستن: لا مؤشرات على نية حماس مهاجمة القوات الأمريكية في غزة    انتهاء أزمة الشيبي والشحات؟ رئيس اتحاد الكرة يرد    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    نجم الأهلي يقترب من الرحيل عن الفريق | لهذا السبب    "الدفاع التايوانية" تعلن رصد 26 طائرة و5 سفن صينية في محيط الجزيرة    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين جائزة حرية الصحافة    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    20 لاعبًا بقائمة الاتحاد السكندري لمواجهة بلدية المحلة اليوم في الدوري    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك وبداية موسم الحج    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أول تعليق من أسرة الشهيد عدنان البرش: «ودعنا خير الرجال ونعيش صدمة كبرى»    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    انخفاض جديد مفاجئ.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالبورصة والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    بشير التابعي: من المستحيل انتقال إكرامي للزمالك.. وكولر لن يغامر أمام الترجي    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    هالة زايد مدافعة عن حسام موافي بعد مشهد تقبيل الأيادي: كفوا أيديكم عن الأستاذ الجليل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر اليساري د. رفعت سيد أحمد:أبو مصعب الزرقاوي أسس « داعش» في المنطقة بعد مبايعة بن لادن
نشر في أخبار الحوادث يوم 12 - 11 - 2016

أثارت المعركة التي تدور رحاها في الموصل بين تنظيم داعش والجيش العراقي وقوات البشمركة وقوات التحالف بقيادة أمريكا العديد من علامات الاستفهام بل والتعجب حول مقاومة التنظيم الإرهابي ومدي تمسكه بالأرض واستخدامه لأبشع أساليب القتال والتدمير.
ما هي طبيعة ذلك التنظيم؟ وما علاقته بتنظيم القاعدة؟ وكيف تطور؟ وما أهدافه؟ وما خريطة الانتشار الإقليمي للتنظيم؟ وهل هناك أجيال جديدة له؟ وماذا عن الذئاب المنفردة؟ وما هو مستقبل داعش؟
»اللواء الإسلامي»‬ حاورت المفكر اليساري الدكتور رفعت سيد أحمد الخبير السياسي والمتخصص في جماعات الإسلام السياسي، والذي أكد أن القاعدة هي أم »‬كل داعش» وأن القضاء عليها يقتضي تكاتفاً وتحالفاً استراتيجياً.
القاعدة أم داعش
سألنا: القاعدة وداعش قصة طويلة من الإرهاب باسم الإسلام.. فما هي حدود وطبيعة العلاقات بين التنظيمين تاريخياً؟ وهل هناك ثمة فوارق بينهما اليوم؟
- (القاعدة) هي التنظيم الأم الذي ولدت منه داعش كما هو معلوم في أفغانستان، تحت عنوان زائف، راج في ثمانينيات القرن الماضي اسمه »‬نصرة للشعب الأفغاني» وكانت قاعدة جذب واسعة المدي جغرافياً، واستراتيجياً، ومثلت العناصر العربية- التي شاركت في تأسيس وقيادة هذا التنظيم لاحقاً في التسعينيات والألفية الثانية قوة وإرهابا دوليا بقيادة السعودي أسامة بن لادن والفلسطيني عبدالله عزام والمصري أيمن الظواهري، وغيرهم من القيادات والعناصر الممتدة جغرافياً وعُمرياً، والتي عادت لاحقاً إلي بلادها لتنشر (الخراب) والإرهاب المنظم باسم الدين داخل البلاد الإسلامية، بل والغرب.
أمريكا ساعدت التنظيم في بداياته (والبعض يراها صنعته!!) لمقاتلة الاتحاد السوفيتي وكانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 هي قمة التراجيديا في علاقة الصانع بالمصنوع، وشنطن والقاعدة.
داعش.. وأخواتها
بعد ذلك تناسل من (القاعدة) تنظيمات أخري عديدة في أغلب البلاد الإسلامية والعربية التي عانت جميعاً من إرهاب تلك التنظيمات التي وإن اختلفت في الأسماء، إلا أنها حملت ذات الأفكار في (التكفير)، واستباحة الدماء المسلمة أو البريئة من الأديان والمذاهب الأخري، إلي أن جاء الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وبدأت مرحلة جديدة وتنظيمات جديدة، كانت هي البدايات الحقيقية لداعش وأخواتها.. إن الاحتلال من ناحية، والبيئة المدعية للتدين التي خلقها صدام (انظر إلي العلم العراقي وقتها وكيف تعمد كتابة »‬الله أكبر» عليه)!! من ناحية أخري، وتسريح البعث والجيش من ناحية ثالثة، كانت كلها عوامل رئيسة وراء ظهور داعش بعد تشظي الوطن!!

سألنا: إذن ما قصة داعش وتاريخ تطوره كتنظيم وجماعة إرهابية في بلادنا العربية؟
- يمكن التأريخ لبدايات داعش بالتسلسل الزمني والتنظيمي التالي: البدايات كانت عام 2004 علي يد أبو مصعب الزرقاوي (واسمه أحمد فاضل نزال الخلايلة) وهو أردني، تكفيري الفكر، قاعدي الاتجاه، هو من مدينة (الزرقا) بالأردن، أسس تنظيماً سماه (التوحيد والجهاد) عام 2004 لمقاتلة الشيعة والأمريكان في العراق، ولكن جهاده المزعوم انصب علي ضحايا أبرياء من العراقيين، ومارس عقيدته (الجهادية!!) بعمليات ذبح وقتل شديدة البشاعة، وفي أثناء ممارسته (جهاده!!) قام بمبايعة أسامة بن لادن وحوّل اسم تنظيمه إلي (القاعدة في بلاد الرافدين)، إلي أن قُتل عام 2006 وتلاه في القيادة كل من أبو عمر البغدادي وأبوحمزة المهاجر وأسموا تنظيمهم المسلح هذا باسم (مجلس شوري المجاهدين في العراق) وضم فيه ثمانية تنظيمات أخري صغيرة ثم لاحقاً أسموه ب(تنظيم الدولة الإسلامية في العراق).
احتلال الأرض
وفي أبريل عام 2010 قُتل كل من (أبو عمر وأبو حمزة) في عملية مشتركة للجيشين العراقي والأمريكي، وبعد عشرة أيام اختير أبوبكر البغدادي (واسمه إبراهيم عواد البدري) أميراً لهذا التنظيم، وجدد البيعة لتنظيم القاعدة ولأسامة بن لادن ومارس إرهاباً شديداً ضد الأهداف المدنية في العراق (البنك المركزي مثالاً) وضد الشيعة، وجزء من عملياته كان ضد الأمريكان ولكن علي استحياء، ويتردد أنه تم تجنيده أمريكياً عندما كان معتقلاً في سجن (بوكا) وأن العناصر القيادية في تنظيمه هم من خريجي هذا السجن، بالإضافة ل»سجن أبو غريب»!! والتمييز الرئيسي لتنظيمه عمن سبقه من تنظيمات متطرفة هو أنه بات يسيطر علي أرض وجغرافيا، ولم يعد تنظيماً عابراً للحدود بالأفكار والتنظيمات السرية كما كان تنظيم القاعدة!!
في عام 2011 بدأت المؤامرة علي سوريا وتكالبت (83 دولة مع عشرات التنظيمات الإرهابية قدرها الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلي سوريا خلال عام 2012 ب1300 تنظيم إرهابي) كان أقواها تنظيم ما سمي بجبهة النصرة التي تمولها وتدربها بعض دول الخليج وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل التي لاحقاً كانت تعالج جرحاها في مستشفياتها وقيل في نشأتها علي يد أبو محمد الجولاني أن (بكر البغدادي) هو من أرسله عام 2011 إلي سوريا وقيل العكس إن (القاعدة) بقيادة أيمن الظواهري هي من أسست فرعها في سوريا علي أيدي (الجولاني).
ذراع المخابرات الأمريكية
حاول (البغدادي) أن يستغل الأحداث ويستفيد منها ويقوي تنظيمه في العراق ويستثمر ثروات النفط المهرب ومخازن السلاح، فأسرع في 2013 لضم جبهة النصرة إلي تنظيمه ليصبح مسماه »‬الدولة الإسلامية في العراق والشام» وحروفه الأولي هي »‬داعش».. إلا أن الخلاف دب لاحقاً بين »‬النصرة» و»البغدادي» لتنفصل الأولي وتؤسس مع جماعات تكفيرية وإرهابية أخري منها »‬أحرار الشام» و»نور الدين زنكي» ما سمي ب»جيش الفتح» الذي ثبت لاحقاً وبالوثائق أنه أحد أذرع المخابرات الأمريكية في سوريا وأن تسليحه تركي/أمريكي، وكانت حلب والحدود مع العدو الصهيوني بالجولان هي أماكن تواجده الرئيسية.
إنها إذن دراما النشأة، وصراع الدم بين أخوة الجهاد المزعوم من »‬أبومصعب الزرقاوي حتي أبوبكر البغدادي» ولنتأمل هنا دلالة إصرارهم علي الكنية الإسلامية لأسمائهم والتي تعطي قداسة ولا حق لهم بممارستهم الإرهابية في أن يتسموا بها، أو أن يسموا تنظيماتهم الإرهابية بتلك الأسماء الإسلامية الرنانة!

الأهداف الخمسة
سألنا: إن تنظيم داعش منذ نشأته عام 2004 وحتي معركة الموصل 2016 وهو غامض، ومحير في أهدافه وتُقدم بشأنه عشرات التفسيرات، تري ما هي من وجهة نظركم كخبير في هذا الحقل، ولأن لك كتابين مهمين عن هذا التنظيم، ما هي الأهداف الرئيسية لهذا التنظيم في بلادنا العربية؟
وهم الخلافة!!
إن للتنظيم أهدافاً عدة ولكن يمكن إيجازها في خمسة أهداف رئيسية وهي:
1- بناء وهم الخلافة علي جثة الدول الموحدة، من خلال تفكيك بنيتها وجغرافيتها بعد الاستنزاف الممنهج لجيوشها، ومن أشهر كتب داعش التي تتحدث عن هذا الهدف يأتي كتاب (إدارة التوحش) للمدعو أبوبكر ناجي الذي يتحدث عن ذلك باستفاضة حين يقسم مراحل تطور الأهداف الاستراتيجية لداعش ويحددها في أربعة (مرحلة شوكة النكاية والإنهاك المنظم للجيوش وللدول مرحلة إدارة التوحش والتمكين مرحلة إقامة الدولة الإسلامية مرحلة إقامة الخلافة الواسعة).
2 خدمة المشروع الأمريكي والصهيوني وتحقيق أهدافه في البقاء والهيمنة والاحتلال، وكون داعش جماعة وظيفية، سواء علم جمهورها بذلك أم لا، (أي خلقت لتؤدي وظيفة لمن خلقها من أجهزة مخابرات ودول)، وأدبيات قياداتها بعلاقاتها الغامضة مع واشنطن وأنقرة والدوحة وتل أبيب، تؤكد ذلك، كونها (جماعة وظيفية) فهي الأقدر علي تحقيق أهداف واشنطن وتل أبيب في المنطقة.
إسلام آخر
3 ضرب الإسلام المحمدي وتشويهه، وتقديم إسلام آخر.
4 سرقة النفط وتهريبه وبيعه لصالح التنظيم فضلاً عن تسهيل السرقات الدولية له نظير عقد صفقات السلاح واستمرار الوجود الأمريكي والغربي في المنطقة.
داعش = إسرائيل
5 العقاب الدامي لمحور المقاومة وتأديبه علي مقاومته (وهو محور ممتد من حزب الله إلي طهران وفلسطين وصولاً إلي سوريا، وقاعدته وساحته الآن هي سوريا والعراق)، والعمل بدأب علي توجيه البوصلة بعيداً عن الصراع العربي الصهيوني وهنا تصح مقولة إن داعش هي إسرائيل العربية بامتياز لأنها حققت ما عجزت (إسرائيل العبرية) عن تحقيقه طيلة مائة عام من الصراع.

الجيل الخامس
ويستطرد المفكر السياسي قائلاً: أما إذا تحدثنا عن أجيال داعش ومراحل تطورهم الزمني في قيادة هذا التنظيم المحير والمثير للجدل، فإننا نعتقد أن كلمة الجيل هنا ليست دقيقة، لأن أعمار المؤسسين لهذا التنظيم منذ نشأته عام 2004 وحتي اليوم 2016 (أي 12 عاماً) هي أعمار متقاربة، وتمثل جيلاً واحداً بالمعني الإصلاحي للجيل، لكن إذا قصدنا بالجيل هنا نسق (فكري واستراتيجي) فإن ثمة أجيالًا داخل داعش يمكن تصنيفها ب4 أجيال ونحن الآن في استقبال الجيل الخامس ونظن أنه سيكون الأكثر دموية وعشوائية لأنه جيل من دون (قاعدة بيانات معروفة) حتي لمشغليهم من القوي الدولية والإقليمية، لذلك ستكون ردود فعلهم غير تقليدية التسلسل.
والأجيال كالتالي:
الجيل الأول هو جيل أبومصعب الزرقاوي ومن رافقه خلال عامي (2004-2006) جيل (تنظيم التوحيد والجهاد) و(القاعدة في بلاد الرافدين) أما الجيل الثاني فهو جيل أبوحمزة المهاجر وأبوعمر البغدادي (2006-2010) وهو الذي أسس (تنظيم شوري المجاهدين في العراق ثم الدولة الإسلامية في العراق) أما الجيل الثالث فهو جيل أبوبكر البغدادي الذي صار أميراً لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق عام 2010 وأدمي العراق والشيعة تحديداً في فترة ولايته، بطرق وحشية ومع وقوع الأزمة السورية (2011) تشكل الجيل الرابع الذي ضم أيضاً البغدادي ومعه أبومحمد الجولاني وأسرع بالامتداد إلي سوريا ليصبح اسم التنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام / داعش) وبعد مقتل 23 من مؤسسي هذا التنظيم آخرهم أبومحمد العدناني من أصل 31؛ ولم يتبق إلا 8 فقط، وكان أشهر القتلي أبوعمر الشيشاني، وأبومحمد العدناني وغيرهم يبدأ الجيل الخامس والأخطر (كما تنبأ نعوم تشومسكي في كتابه من يحكم العالم وأشار إلي أن أمريكي ستسعي إلي خلق تنظيماً أكثر وحشية من داعش ليحقق أهدافها في الهيمنة علي المنطقة) إن جيلًا ما بعد البغدادي والعدناني وهو جيل ينبئ بالوحشية والعشوائية والفوضي في ممارسة العنف في المنطقة والعالم.

خريطة إرهابية
سألنا: الجميع يقرأ عن عمليات لداعش في هذا البلد العربي أو ذاك دون أن يعرف تحديداً خريطة انتشار وشبكة تنظيمات داعش.. تري ما هي خريطة الانتشار الإقليمي لهذا التنظيم الإرهابي؟
- تحدثنا الوثائق والحقائق علي الأرض أنه لا تخلو دولة عربية أو إسلامية تقريباً من وجود لهذا التنظيم سواء بشكل علني أو عبر ما سمي بالخلايا النائمة لأسباب تارة سياسية استبدادية وتارة أخري سلفية متطرفة أضحت موجودة ليس في بيئتنا العربية فحسب بل موجودة حتي في أوروبا والولايات المتحدة، عبر بيئات المهاجرين المسلمين الفقراء في أحزمة الفقر حول المدن الأوروبية أو تنظيمات المقاتلين العائدين من سوريا والعراق!!
.. وإن اختلفت المسميات
أما عن الخريطة فإن إطارها العام يشمل وباختصار (1) سوريا والعراق وبهما ما لا يقل عن مائة تنظيم أبرزها داعش والنصرة وجيش الفتح وأحرار الشام وصار (داعش) يتركز في الموصل بالعراق والرقة في سوريا ومناطق أخري معروفة (2) داعش في مصر يتواجد في سيناء باسم (ولاية سيناء) (3) في ليبيا باسم أنصار الشريعة وبها جماعات أخري تناسلت من »‬الجماعة المقاتلة» و»‬فجر ليبيا» وغيرهم (4) تونس بها عشرات التنظيمات أبرزها جماعة »‬عقبة بن نافع» (5) الجزائر بها تنظيم »‬جند الخلافة» (6) المغرب: القاعدة في بلاد المغرب العربي (7) نيجيريا: جماعة بوكو حرام (8) الصومال جماعة »‬الشباب المجاهدين» (9) اليمن وتتواجد بها تنظيم القاعدة (10) السعودية: القاعدة في الجزيرة العربية.

الخلايا النائمة
سألنا: ماذا عما يسمي الخلايا النائمة لداعش في المنطقة والعالم أجمع؟
الخلايا النائمة لهذا التنظيم موجودة نتيجة البيئة السلفية التكفيرية التي تسود المنطقة لانتشار الفكر السلفي الوهابي والأموال التي صرفت عليه والتي تعدت ال 85 مليار دولار في ربع القرن الأخير، هذه البيئة تمثل حاضنة ومناخاً مفرخاً للخلايا النائمة خاصة إذا أضفنا إليها الاستبداد السياسي وانسداد أفق المجال العام للتغيير. وهذه الخلايا لا تظهر إلا عند حدوث منعطف أو أزمة داخل تلك البلدان تتطلب إيقاظ تلك الخلايا، واستدعاءها لتضرب وبقوة في مفاصل محددة للدولة المستهدفة، وبعض أهم وأشرس تلك (الخلايا) موجود الآن في (بلجيكا مجموعة هلسنكي- فرنسا- بريطانيا- ألمانيا- الشيشان- الولايات المتحدة) وغيرها من الدول الغربية التي بسياساتها وتمويلها ساهمت في خلق أو علي الأقل توظيف واستمرار نشاط واستفحال خطر هذه التنظيمات الداعشية وأخواتها.

الذئاب المنفردة
سألنا: يتحدث الإعلام عما يسمي بالذئاب المنفردة لتنظيم داعش.. ماذا عن هذا المصطلح وماذا عن مستقبل داعش؟
- ما اصطلح مؤخراً علي تسميته ب(الذئاب المنفردة) لتلك التنظيمات الداعشية فهم أفراد يعيشون حياة طبيعية ولا يمكن تمييزهم عن غيرهم داخل الإطار العام لتنظيمي داعش والقاعدة، ولكنهم عناصر فاعلة وخطرة وتستيقظ عندما يطلب منهما عملاً إرهابياً مثل الاغتيالات الفردية (نموذج لها أخير علي ما نظن هو اغتيال الكاتب السياسي المعروف ناهض حتر في الأردن)، ووفق كتاب (الذئاب المتفردة: جند الله الأخفياء والأتقياء الذي نشر في مصر عام 2015) عادة يكون الذئب وفقاً لنص كلمات الكتاب (محاسباً أو طبيباً أو عاملاً بالنهار.. وذبّاحاً لأهل الردة والكفر بالليل)!!
انهيار داعش
أما عن مستقبل داعش فهو محكوم عليه بالانهيار والضعف لأنه ليس فحسب ضد صحيح الإسلام، بل إنه ضد الحياة وسنن الله في الخلق، وضد التطور الإنساني في المجتمعات فضلاً عن أن البنية الإسلامية التي يتحرك فيها هذا التنظيم سواء في مصر أو العراق أو ليبيا أو غيرها، بيئة رافضة له.. إن التنظيم مستقبلاً سيضعف ولكنه لن يموت بشكل كامل، إلا إذا امتلكنا استراتيجية شاملة لمواجهته تتضمن العدل الاجتماعي، والحريات السياسية، والمواجهة الدعوية الجادة والمعتدلة، والمواجهة الصحيحة للأطماع الصهيونية والأمريكية، هذه هي (البيئة) التي ولد منها ويتحرك فيها التنظيم إذا استطعنا امتلاك استراتيجية شاملة لمواجهة هذه البيئة الحاضنة التي يتحرك فيها التنظيم، ساعتها سيموت وينتهي إلي الأبد.. أما غير ذلك، كما هو حاصل اليوم من حلول جزئية، ومواجهات محدودة، فإن التنظيم سيضعف لكنه لن يموت!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.