الانسان بطبيعته يكره الفقر والعوز، وأنا شخصيا مقتنعة بأن الفقر يورَّث، وأننا كأشخاص وكدولة يجب أن نسعي جاهدين لإيجاد نظم أفضل للحماية الاجتماعية ومواجهة الفقر، خاصة بين من يعاني من الحرمان والجهل، ولذلك سارعت لتلبية دعوة وصلتني من وزارة التضامن الاجتماعي مؤخرا لحضور مائدة مستديرة للإعلاميين لشرح ملخص عن برنامج »تكافل وكرامة» والذي تم الإعلان عنه، وأعجبني المسمي ولكنني في الواقع لم أكن أعلم الكثير عن تفاصيل هذا البرنامج والخدمات التي يتيحها والمناطق الجغرافية التي يشملها. دخلت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي القاعة الفسيحة وتكسو ملامح وجهها ابتسامة مشجعة ورغبة صادقة لتقبل الآراء والاقتراحات والنقد الهادف البناء. شرحت باستفاضة ملخص برنامج تكافل وكرامة الذي بدأ منذ أكثر من عام بناء علي توصية اللجنة الوزارية للعدالة الاجتماعية، وقرار رئيس مجلس الوزراء أن البرنامج يستهدف الفئات الفقيرة بجميع أشكالها التي تعيش في المناطق الريفية والحضرية الفقيرة حيث يتم تقديم ضمان اجتماعي للأسر الفقيرة وللأطفال والمسنين والمعوقين طبقا لقاعدة بيانات مما يساهم في التنمية الاقتصادية والبشرية. وقالت الوزيرة إنه من المتوقع أن يساهم هذا البرنامج الطموح الذي يضم حاليا 500 ألف أسرة في القضاء علي الفقر المدقع وكفالة احتياجات كبار السن والمعوقين وزيادة الاستثمار في اجيال المستقبل بما يكفل تحقيق الكفاءة في الخدمات والعدالة في التوزيع وتحسين نوعية الحياة في المجتمع المصري. وطوال فترة الحوار الساخن بين الإعلاميين والوزيرة تراودني المقولة المعروفة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه »لو كان الفقر رجلاً لقتلته» وتضمن الحوار مقترحات جيدة ومفيدة، وأنا أري أن جهود وزارة التضامن وخططها طموحة ولكنني أري ضرورة المشاركة المجتمعية من جميع أفراد الشعب، وخاصة القادرين منا وأيضا يجب إشراك الجمعيات الأهلية والخيرية ومنظمات العمل الاجتماعي ونزولها إلي ساحة التطوع والعطاء والأهم من ذلك مشاركة شباب الخريجين حيث يعاني العديد منهم من البطالة وعليهم الانضمام إلي طوابير الخدمة العامة وينخرطون في برامج كثيرة ومتعددة، منها محو الأمية، تنظيم الأسرة، تأهيل المرأة الريفية، المشروعات المتناهية الصغر و.. و... وأخيراً أهمس في أذن الجميع بضرورة بذل الجهود والعمل علي محاربة الفقر، فما أجمل أن نري ابتسامة علي وجه إنسان فقير، وما أقبح وأبشع الفقر ذاته.