أقام بيت الشعر، الأحد الماضي، حفل تأبين للشاعر الراحل فاروق شوشة، الحاصل علي جائزة النيل 2016 . حضر الحفل عدد من الشعراء والمثقفين وقراء الشاعر الراحل، من بينهم: الشاعر محمد سليمان، الدكتور محمد عبد المطلب، الدكتور حسن طلب، الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي. أدار اللقاء الشاعر السماح عبد الله الذي طلب من الحضور الوقوف دقيقة حداد علي روح فاروق شوشة، ثم قال: "في الرابع عشر من أكتوبر 2016 فقدت مصر شاعراً كبيرًا وإنسانًا نبيلاً هو الشاعر فاروق شوشة، ولكن يبقي المهتمون بالشعر ومريدوه هم أكثر من يعانون لافتقاده ورحيله الأليم الذي خلف خسارة كبيرة، فقد كان مجرد وجوده في بيت الشعر أو وقوفه علي المنصة ملقيًا لبعض أشعاره داعياً للبهجة والسرور. لم يكن فاروق شوشة مجرد شاعرًا عابرًا وإنما جامعة التف حولها الشعراء واللغويون وطالبو المعرفة. سيظل فاروق شوشة في ذاكرتنا وذاكرة الثقافة الشعرية بما تركه من تراث ثقافي زاخر". الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، الذي عرف بنبأ وفاة فاروق شوشة وهو في باريس، قال إن الخسارة فادحة للشعر وللحركة الشعرية المصرية، كما أن رحيله يعد بمثابة خسارة للجيل كله، وكذلك الخسارة تمتد لكل من عرفوه وعاملوه، فقد كان فاروق شوشة يتحرك في أوسع الدوائر، فكان شاعرًا، مذيعًا، كاتبًا، إعلاميًا، لغويًا، وناقدًا. تابع حجازي: "عرفت فاروق شوشة منذ ستين عامًا عندما كان طالبًا بالجامعة وتوثقت علاقتنا عن طريق الشعر والاهتمامات المشتركة وكذلك الأصدقاء المشتركين. لم يتأخر فاروق شوشة عن أي واجب دعي إليه للمشاركة في أي محفل شعري. علي الرغم من وفرة وغزارة ما أبدع فاروق شوشة حيث ترك عشرين مجموعة شعرية، فضلاً عن مجموعات أخري للأطفال ومؤلفات نقدية ولغوية، ألا أنه لم ينل حقه الجدير به من النقد والمتابعة والتعريف، فعندما أقرأ الآن ما كُتب عنه أجده قليلاً جدًا مقارنةً بما كتب شوشة". أنهي حجازي كلمته بإلقاء قصيدة "رؤيا" من ديوان "الجميلة تنزل إلي النهر" لفاروق شوشة. الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة أعرب عن حزنه لرحيل فاروق شوشة فقال أن هذه لحظة حزينة دامعة ذلك لأن الموت لا يستأذن أحدًا وإنما يختطف من الشجرة أعلاها. استطرد أبو سنة في أسف: "كان يوم الرابع عشر من أكتوبر موعدي معه. كنت قد انتويت أن أهاتفه لأطمئن علي صحته بعد ما علمت منه بألم يضرب رأسه ويوجعه كما قال لي مرات كثيرة بخصوص هذا المرض الغامض الذي يحس به في رأسه، وفي آخر لقاء لي معه، استأذن وقام بسرعة بعدما اشتد عليه الألم وكان هذا قبل وفاته بأيام. في التاسعة من صباح يوم الجمعة، يوم وفاته، أنبأتني ابنتي بخبر وفاته". تابع : "كان فاروق شوشة أقرب الناس وأقرب الشعراء إلي قلبي منذ أن تعارفنا في عام 1959 عندما سجلت عنده في إذاعة البرنامج الثاني، الثقافي حاليًا، بعضًا من مختاراتي الشعرية. التقيت به فتًي وسيم يطالعك كأنه يعرفك وتعرفه منذ زمن. منذ ذلك اليوم لم نفترق وعرفته صديقاً وأخًا حميمًا حبيبًا، وقد أهديته قصيدتي "قلبي وغازلة الثوب الأزرق" قبل أن أنشرها في ديوان حمل اسمها. زاملته في الإذاعة وكان هو من يجمعنا أصدقاء وشعراء نلتف حوله في محبة، فكان له صوت جميل كأنه يغرد لا يقرأ كمذيع مما جذب إليه عدداً لا بأس به من المعجبات والمعجبين. كان فاروق شوشة شاعرًا فريدًا وإنسانًا نبيلًا لا مثيل له"