دخلت الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها روسيا من جانب واحد في مدينة حلب السورية حيز التنفيذ الساعة الثامنة صباح أمس بالتوقيت المحلي، لكنها ترافقت مع اشتباكات عند معبر محدد بموجب هذه الهدنة لإجلاء مسلحين ومدنيين من الأحياء الشرقية. جاء ذلك في وقت لوح فيه الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات علي موسكو دون أن يسميها علي خلفية تدخلها في سوريا. في الوقت نفسه، تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال ساعات جلسة خاصة غير رسمية بمبادرة من كندا و69 دولة أخري، تخصصها لبحث الأزمة الإنسانية في حلب بعد ما فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار ينهي قصف الجيش السوري وحليفته روسيا علي المدينة. وأعلن الجيش السوري أمس أنه وقفا لإطلاق النار من جانب واحد دخل حيز التنفيذ للسماح للفصائل المسلحة بمغادرة شرق حلب المحاصر في خطوة قالت المعارضة إنها جزء من حملة نفسية تهدف لدفعها للاستسلام. وحددت روسيا ثمانية ممرات لخروج الراغبين من حلب، اثنان منها للمسلحين، هما طريق الكاستيلو شمال حلب وسوق الهال في وسط المدينة. والمعبر الذي يشهد اشتباكات هو معبر سوق الهال الواقع بين حي بستان القصر من الجهة الشرقية وحي المشارقة من الجهة الغربية. ودعا الجيش السوري عبر مكبرات الصوت عند المعبر المدنيين والمسلحين إلي اغتنام الفرصة والخروج من الاحياء الشرقية. وأعلن يان إيجلاند الذي يرأس مجموعة العمل حول المساعدة الانسانية في سوريا أن الأممالمتحدة تأمل في ان تتمكن من اجلاء الدفعة الاولي من الجرحي من الاحياء المتمردة المحاصرة في شرق حلب, ابتداء من اليوم. من جانبه، اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام قمة روسية-فرنسية-المانية في برلين ان بلاده مستعدة »لتمديد وقف ضرباتها الجوية» علي حلب »قدر الامكان». ووصف الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند ما يجري في حلب في ختام لقائه مع بوتين والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ب»جريمة حرب». واكد علي ضرورة وقف القصف من قبل الحكومة السورية وداعميها». وقالت ميركل ان المباحثات مع بوتين بشأن سوريا كانت »واضحة وقاسية» واصفة الغارات الروسية والسورية علي حلب ب»غير الانسانية». يأتي ذلك قبل ساعات من قمة مرتقبة في بروكسل لقادة دول الاتحاد الاوروبي ال28 يبحثون خلالها دور روسيا في النزاع السوري. ويسعي قادة الاتحاد خلال القمة إلي تجاوز انقساماتهم واعتماد استراتيجية مشددة اكثر للتعامل مع روسيا مع تلويح بفرض عقوبات عليها بسبب دورها في سوريا. ووفقا لمسودة اتفاق حصلت عليها وكالة الانباء الفرنسية، سيبحث المجتمعون »كل الخيارات بما يشمل عقوبات اضافية» تستهدف »الجهات الداعمة لحكومة» الرئيس السوري بشار الاسد. ودعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس الاتحاد الاوروبي إلي رد »قوي وموحد» علي »الفظائع» التي ترتكبها روسيا في سوريا، وذلك لدي وصولها إلي بروكسل حيث تشارك للمرة الاولي في قمة للاتحاد. وحذر وزير الخارجية الامريكي جون كيري من انه حتي اذا اسفرت الغارات الروسية والسورية المكثفة علي شرق حلب عن سقوط الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل في ايدي القوات السورية فان هذا لا يعني ان الحرب انتهت، مطالبا مجددا موسكو بوقف غاراتها. علي جبهة اخري في سوريا، اعلن الجيش التركي ان طائراته قصفت اهدافا للمسلحين الاكراد مؤكدا انه قتل ما بين 160 و200 منهم. وذكرت وكالة الاناضول للانباء ان ما بين 16 و200 من مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية قتلوا في 26 ضربة جرت في معراتة ام حوش شمال حلب. من جهته، قال المرصد السوري ان الغارات اسفرت عن سقوط 11 قتيلا و24 مصابا من قوات سوريا الديمقراطية، التحالف العربي الكردي الذي تدعمه واشنطن. من جهة اخري، كشفت منظمة العفو الدولية صورا جديدة عبر الأقمار الصناعية لمدينة حلب تظهر إصابة 110 مواقع خلال أسبوعين من القصف المركز الروسي والسوري. وأكدت المنظمة استخدام قنابل انشطارية روسية الصنع في هذه الغارات علي أحياء شرق حلب التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة، وهي أسلحة فتاكة للمدنيين بصورة خاصة ومحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية.