أتمني أن يسارع وزراء المجموعة الاقتصادية في وضع برنامج وخطة عاجلة لحماية الفقراء وأصحاب الدخل المحدود تواكب القرارات والإجراءات التي ستقوم بها الحكومة لإعادة هيكلة الدعم والتي سوف تؤدي بطريقة أو أخري إلي زيادة في الأسعار وارتفاع ترمومتر الغلاء. فمنذ ثورة يوليو 52 سارت كل الحكومات في طريق واحد عندما كانت تقدم علي اتخاذ بعض القرارات التي تتعلق بمحدودي الدخل وهو أن تكون الإجراءات الخاصة بحمايتهم لاحقة لأي قرارات تؤدي لزيادة الأسعار وليست إجراءات سابقة وهو ما لا أتمني أن تقوم به حكومة المهندس شريف إسماعيل. مصارحة الناس بالحقائق هي أولي الخطوات التي يجب القيام بها وأعني هنا الشرح التفصيلي للحقائق وعدم الاكتفاء بكلمات إنشائية جعلت الناس تعيش قلق وتوتر الترقب والانتظار. وفي أحيان كثيرة بدأ الناس يتخذون إجراءات وقائية لما قد تأتي به الأيام. الناس يشترون اليوم كميات كبيرة من كل السلع الغذائية ويقومون بتخزينها وهو الأسلوب الذي لجأ إليه التجار أيضا حيث يتم تخزين كميات كبيرة من هذه السلع انتظاراً لفارق الأسعار الذي سوف يحدث. كلما تأخرت الحكومة في اتخاذ قراراتها ووضع حزمة من إجراءات تأمين الفقراء ازدادت الأزمة والتي بدأت تشمل سلعاً عديدة وليت الأمر قد اقتصر علي زيادة أسعارها لكنه أدي للاختفاء الكامل لها. إن سلوك تخزين السلع والاحتياجات الأساسية يرتبط بالثقافة المصرية حيث كانت البيوت قديما خاصة في القري تخصص غرفة للخزين، لكن الفارق ان هذا »الخزين» كان من ناتج وعرق وجهد الناس وليس سلعاً جاهزة تستوردها أو تنتجها الدولة. إن الاحتياطي الآمن من السلع الغذائية يمثل صمام أمان في اقتصاد أي دولة شريطة أن يكون المتحكم فيه هو الدولة وليس الأفراد وهو سلوك يؤدي في حد ذاته لزيادات متوالية في الأسعار. أتمني أن تسارع الحكومة بإعلان منظومة حماية الفقراء ثم بعدها سرعة إعلان القرارات أو الإجراءات الجديدة لأن تأخيرها قد يؤدي لأزمة قد يصعب مواجهتها أو التعامل معها فيما بعد.