بعد ثلاثة اسابيع من الخلافات، استأنفت الولاياتالمتحدة وروسيا في مدينة لوزان السويسرية لقاءاتهما حول سوريا بدون آمال كبيرة في تحقيق اختراق بينما يتواصل قصف الطائرات الروسية والسورية للاحياء الشرقية لمدينة حلب. يأتي هذا الاجتماع بينما يتحدث عدد من الدبلوماسيين والخبراء عن احتمال استعادة الحكومة السورية ثاني مدن سوريا، مما سيشكل انتصارا رمزيا واستراتيجيا حاسما لها منذ بدء النزاع في 2011. وفي واشنطن، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما التقي أمس الاول مع فريقه للأمن القومي لبحث القتال ضد تنظيم داعش والحرب في سوريا. وأضاف إن أوباما أصدر تعليمات لفريقه بمواصلة المحادثات المتعددة الأطراف مع»الدول الرئيسية» سعيا للتوصل إلي حل دبلوماسي للحرب الأهلية. وصرح مسئول امريكي يرافق وزير الخارجية جون كيري إلي لوزان بأن اللقاء لا يهدف إلي تحقيق نتيجة فورية بل إلي دراسة افكار للتوصل إلي وقف الاعمال القتالية. واضاف المسئول الذي طلب عدم كشف هويته ان الولاياتالمتحدة التي لم تعد تريد بحث القضية السورية في لقاءات علي انفراد مع موسكو، ترغب في حضور دول المنطقة »الاكثر تأثيرا علي الوقائع علي الارض» إلي مائدة المفاوضات. واشار إلي انه لا يتوقع اعلانا مهما في ختام هذا اللقاء و»ستكون العملية بالغة الصعوبة». من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انه لا يتوقع شيئا محددا من هذا الاجتماع». اما مكتب نظيره الامريكي جون كيري، فقد اعلن ان »الموضوع الرئيسي للاجتماع سيكون الوحشية المتواصلة في حصار حلب». ولم تتوقف الاتصالات الهاتفية بين كيري ولافروف، لكنها المرة الاولي منذ نهاية سبتمبر الماضي التي يجتمعان فيها للتفاوض بحضور تركيا والسعودية وقطر الدول الداعمة للمعارضة. كما اعلنت ايران التي تشارك عسكريا إلي جانب الجيش السوري، مشاركتها في الاجتماع. وسيشارك المبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان دي ميستورا في اللقاء وكذلك ممثلون عن مصر والعراق والاردن. ولم تدع الدول الغربية ولا سيما فرنسا وبريطانيا اللتان تبنتا مؤخرا موقفا متشددا حيال موسكو. من جهة اخري، دعت اربع منظمات غير حكومية دولية بينها »سيف ذي تشيلدرن» في بيان مشترك، المفاوضين في لوزان إلي اعلان وقف لإطلاق النار »لمدة 72 ساعة علي الاقل» في حلب لإتاحة إجلاء الجرحي وايصال مساعدات انسانية. في الوقت نفسه تعرضت عدة احياء تحت سيطرة الفصائل المسلحة في حلب أمس لغارات كثيفة تزامنت مع استمرار الاشتباكات علي عدة محاور، في حين انتقدت المعارضة السياسية تغييبها عن لقاء لوزان قبل ساعات من بدئه، محملة الروس والامريكيين مسئولية تدهور الوضع في سوريا. وقالت ان »هذه المحادثات لن تؤدي سوي إلي تضييع الوقت والمماطلة وسفك المزيد من الدم السوري». علي صعيد اخر أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان الفصائل السورية التي تدعمها تركيا تقدمت أمس للهجوم علي بلدة دابق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي الشرقي. وقال اردوغان في تصريحات نقلتها محطات التلفزيون انه »بعد جرابلس والراعي.. نحن نتقدم. إلي اين؟.. إلي دابق».