الحمد لله أن الرئيس السيسي لم يذهب للمشاركة في عزاء "شيمون بيريز".. صحيح أن "سامح شكري" وزير الخارجية شارك في العزاء ممثلا لمصر(السياسة والاتفاقات والمعاهدات والدبلوماسية الباردة).. لكن الرئيس هو الرمز والمعني والتعبير الحقيقي عن موقف ومشاعر المصريين.. لن أتوقف كثيرا عند بكائيات الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" ورؤيته لشيمون بيريز (كشريك في صنع سلام الشجعان) واعتبار خبر وفاته هو (الأشد ألما بعد خبر رحيل ياسر عرفات)!!.. لن أتوقف أيضا أمام تغريدة وزيرالخارجية البحريني "خالد بن أحمد آل خليفة" حول بيريز رجل الحرب والسلام (رغم عدم فهمي أي حرب هذه التي يحييها الوزير البحريني)!!.. لا تهم كثيرا هذه الكلمات الهراء.. ما يعنينا دائما هو ذاكرة الشعوب الحية النابضة، لا تنسي قاتليها.. ولعلها المفارقة أن يكون يوم وفاة بيريز، هو الذكري 16 للشهيد "محمد الدرة"...!! شيمون بيريز الذي يقدم دائما كرجل سلام بدعم حصوله علي نوبل للسلام 1994 بعد اتفاقية أوسلو، مع إسحاق رابين والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات... هل هو حقا "رجل سلام" كما يبكي أبو مازن؟ لا نوبل للسلام، ولا أي جائزة أخري يمكنها أن تخفي وجه شيمون بيريز المتطرف منذ تأسيس إسرائيل.. هو المسئول عن عصابات الهاجانا الصهيونية المسلحة.. والمشرف علي البرنامج النووي الإسرائيلي، وصاحب فكرة بناء مفاعل "ديمونة".. وهو راعي الاستيطان اليهودي، وأول من أصدر تصاريح بناء المستوطنات، وهدم بيوت الفلسطينيين.. وهو مهندس المجازر وسفاح مذبحة قانا 1996 التي مات فيها أكثر من 100 طفل داخل معسكر بقرية (قانا) في الجنوب اللبناني... كتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك في "الإندبندنت" فور وفاة شيمون بيريز(في كل مرة أسمع أن بيريز رجل سلام، أتذكر الدماء والنار والمذبحة.. أتذكر مذبحة قانا).