رغم انحسار حركة التدفق السياحي إلا أن البالون الطائر مازال يمثل بارقة الأمل الوحيدة القادرة علي التعبير عن مدينة المدائن الأثرية، وفيما ينخفض عدد السياح الوافدين إلي الأقصر،لايمر يوم دون أن يحلق البالون الطائر في سماء المدينة، لينشر رسالة حب وطمأنة للعالم عن مصر بلد الأمن والأمان،وكما توضح سجلات وزارة السياحة وشرطة السياحة والآثار التي لا يحلق بالون إلا من خلالها،فقد استقل 112 سائحا 6 بالونات طائرة صباح أمس الأربعاء و132 سائحا حلقت بهم 9 بالونات أول أمس الثلاثاء في سماء الأقصر الصافية،وكما يقول العقيد محمد أبوعايد رئيس مباحث السياحة والآثار بالأقصر فإن البالون هو شريان السياحة النابض في الوقت الحالي الذي يحرص زائر المدينه علي ركوبه لرؤية جمال الطبيعة وسحر الحضارة المصرية التي تحوي أقدم حضارة عرفها الإنسان،ويشاهد راكب البالون المناطق الأثرية في البر الشرقي حيث معبد الأقصر أجمل وأكمل المعابد الفرعونيه أو مجموعة معابد الكرنك التي يبلغ مساحه مبانيها مايزيد علي 202 فدان،فيما يحلق فوق 9 معابد جنائزيه في البر الغربي بالإضافة إلي آلاف المقابر والفتحات الأثرية بوادي الملوك والملكات ومقابر الأشراف،ويسمع تاريخ كل مكان من خلال قائد البالون. وكانت منطقة البر الغربي للمدينه أمس علي موعد مع تجمع للسياح في منطقة إطلاق البالون كان معظمهم من الصينيين الذين تمتلئ بهم فنادق الأقصر هذه الأيام،حيث يأتي السوق الصيني في مقدمة الأسواق الحريصة علي زيارة الأقصر،أما بقية الجنسيات فتأتي من الغردقة في اطار برنامج سياحة اليوم الواحد، ويشعر جانغ هو »مبرمج كمبيوتر» بالسعادة وهو يقضي إجازته في الأقصر ويقول إن شروق الشمس في الأقصر منظر لايمكن نسيانه وكأن المدينة قد احتكرت لنفسها كل الجمال حيث نشاهد النيل والزرع والأشجار والجبال والصحراء وهي مناظر أشك أن تجدها في أي مكان في العالم مما أضفي علي المكان سحرا ينبعث منه عبق التاريخ وآثار عظيمة لا مثيل لها أظهرت تفوق المصري القديم في مختلف مناحي الحياة،فيما يقول زميله في الفوج السياحي ليو جاو إنه كان يخشي أن تنتهي زيارته للأقصر بدون القيام بجولة »البالون الطائر»،ويصفها بأنها كانت تجربة تملؤها الإثارة والمتعة وسط السحب المنتشرة في سماء المدينة التي تخترقها أشعتها الذهبية لتضيء المعابد ذات الجمال الرائع المهيب والموجودة علي جانبي نهر النيل،كما يلفت هييوانج تانج »طالب» إلي انه قرأ كثيرا عن تاريخ مصر،وكان يحلم بزيارتها،وعندما جاء إلي الأقصر وقع في سحرها،حيث نشم رائحة التاريخ في كل شبر فيها،ويقول:أكثر ما أعجبني هو نقاء المصريين وحسن استقبالهم لضيوفهم،وكنت في قمة السعادة عندما تسلمت شهادة بأنني قد طرت بالبالون في سماء الأقصر». ويوضح علاء مدبولي مدير إحدي شركات البالون العاملة بالأقصر أنه يتلقي من الشركات السياحية قائمة بأسماء السياح الراغبين في القيام بالجولة والفنادق التي يقيمون فيها سواء ثابته أو عائمة،ويمرون عليهم وتجميعهم بمركب صغير والعبور بهم إلي الضفة الغربية للنيل حيث منطقة إطلاق البالون بحيث يتم التجمع مع بداية الفجر وتبدأ الرحلة عند ظهور أول ضوء من اليوم الجديد،ويشير شقيقه أحمد قائد البالون إلي أن الرحلة تنتهي بهبوط المنطاد بالاعتماد علي الوسادة الهوائية التي يتم فتحها وسحبها أثناء الهبوط في المكان الذي يحدده الطيار.