حدث جميل شهدته الأقصر فجر أمس،فقد طارت في سمائها 6 رحلات بالون،وعلي متنها 115 سائحا،كان معظمهم صينيين وبينهم جنسيات من مواقع متعددة من الكرة الأرضية.. الألماني والأسباني والإنجليزي والفرنسي..وفيهم برازيليون وأستراليون وهولنديون بالإضافة إلي سياح من كولومبيا وتايلاند،وتأتي أهمية هذه الرحلات أنها تتم وسط إنحسار حركة التدفق السياحي إلي الأقصر التي وصلت إلي أقل من 6% بالنسبة للفنادق العامة و14% في الفنادق الثابتة،وفقا لإحصاءات وزارة السياحة ومدينة الأقصر،كما يبقي العائد الكبير منها،حيث سيعود كل سائح من هذه السياحة الطائرة إلي بلاده ليحكي قصة أجمل رحلة عاشها في حياته. ويؤكد المرشد السياحي محسن السيد عبد الرحيم أهمية ذلك الحدث،ويقول: «يكفي أن هؤلاء السياح حرصوا علي المجيء إلي الأقصر مدينة الشمس والتاريخ،وسط ذلك الكم الهائل من التحذيرات التي توجهها الدول والإعلام االغربي ضد مصر،إضافة إلي الارتفاع الشديد في درجة الحرارة الذي لا يستطيع المصريون أنفسهم تحمله» ولا يمكن أن يتخيل أحد المنظر البديع لشروق شمس الأقصر الذي لامثيل له في كل العالم كله،خاصة عند التحليق في سمائها بالبالون الطائر، فالشمس ترسل أشعتها الذهبية علي صفحات النيل الخالد فتشع سحرا وجمالا،ويزداد سحرها كلما ارتفع بالبالون إلي السماء،حيث تتشكل ملامح صورة يعجز أعظم فناني العالم عن محاكاتها،وينسج تفاصيلها وادي الملك ومعبد الدير البحري المنحوت بالكامل داخل الجبل علي اليمين، بالإضافة إلي 9 معابد فرعونية علي اليسار،تمثل آية من آيات الفن المصري القديم، وإذا ما مد أحدهم بصره،فسوف يري معبد الأقصر، وعلي مقربة منه مجموعة معابد الكرنك التي تعد أكبر وأضخم أثر في العالم حيث يؤرخ لأكبر حقبة زمنية متصلة تزيد عن ثلاثة آلاف عام،أما إذا التفت خلفه، فسيري منطقة جبل القرنة وخلفها الصحراء الغربية،وفي منتصفها المروج الخضراء والبساتين، ومن لا يعرف ذلك التاريخ من الركاب،فهو يسمعه من قائد البالون الذي يجلس ومن حوله الزوار يتسابقون إلي تسجيل الرحله بكاميراتهم الفوتوغرافية والفيديو بالإضافه إلي تليفوناتهم المحمولة في تجربة تملؤها الإثارة والمتعة. وتبدأ جولة البالون عادة في ساعة مبكرة من الفجر كما يقول لنا علاء مدبولي مدير إحدي شركات البالون العامله بالأقصر، حيث يتلقي من الشركات السياحية قائمة بأسماء السياح الراغبين في القيام بالجولة ويتم بعد ذلك المرور عليهم وتجميعهم بمركب صغير ثم العبور بهم إلي الضفة الغربية للنيل حيث منطقة إطلاق البالون،و يبدأ في الطيران مع بداية وولادة اليوم الجديد. ويشير علاء مدبولي مدير إحدي شركات البالون إلي أن البالون موجود في عدة أماكن،ومنها لندن وإسبانيا وتركيا وكينيا ومصر، إلا أن الأقصر تعد المكان الوحيد الذي يصلح لمزاولة هذا النشاط معظم أوقات العام، وذلك لطبيعة جوها، بالإضافة إلي المناظر الخلابة الموجودة بالمدينة، ويوضح أن أفضل أوقات للطيران في الشتاء، أما في الصيف فيتم تقليل عدد الركاب في الرحله التي تتأثر نوعا ما بارتفاع درجة الحرارة، ويوضح شقيقه أحمد،وهو قائد بالون مثله،أن دور الربان أو قائد البالون أو الطيار يتمثل في قيامه بعملية المراجعه الشاملة لسلامة البالون،سواء الباسكت أو السلة التي تقل السياح، ثم الكرابين وهي أقفال الإغلاق الممتدة من البالون إلي الباسكت،بالاضافة التأكد من المحابس والفواني وولاعات المحابس وكمية الغاز،كما يقوم بشرح وسائل الأمان وعملية الطيران للركاب قبل صعودهم. وكما يقول محافظ الأقصر محمد سيد بدر،فإن البالون الطائر يعد أحد أهم معالم المدينة السياحية،ويتم حاليا الإعداد لإقامة أول مهرجان دولي لعروض « البالون الطائر» فوق معابد الفراعنة، في ديسمبر القادم،ويشير إلي أن عدد الدول التي أعلنت موافقتها علي المشاركة بالمهرجان هي 30 دولة عربية وأمريكية وأوروبية، حيث سيحلق في سماء مدينة الأقصر، وفوق معابدها الفرعونية، ونهر النيل الخالد وزروعها ونخيلها وطبيعتها الخلابة قرابة 90 منطادا وبالونا،وستنطلق من محطات اختيرت لتكون قرب معبد الملكة حتشبسوت، ومعبد الملك رمسيس الثاني ومعابد هابو الفرعونية الشهيرة، ومقابر ملوك الفراعنة بمنطقة وادي الملوك،في محاولة لربط الماضي بالحاضر. محسن جود