البحر عالم غامض من السحر والطبيعة الرائعة، التي لا يدرك قيمتها إلا من يغوصون لاكتشاف معالمه. لذلك تحولت رياضة الغطس خلال السنوات الماضية إلي صناعة وهواية ومتعة خاصة يجربها الآلاف حول العالم، ويأتي الكثير من السائحين إلي مصر خصيصا لممارستها، لما تمتلكه مصر من مواقع فريدة عالميا للغوص. البحر الأحمر كان ولايزال قبلة عشاق الغطس في العالم، ورغم تراجع معدلات السياحة بشكل كبير خلال الفترة الماضية، إلا أن سياحة الغوص لا تزال تمثل واحدة من الانشطة السياحية التي لا تقاوم حتي الرحق الأخير. ويؤكد الربان محسن مختار الجوهري خبير الغوص العالمي أن الإنسان مارس الغوص منذ آلاف السنين تحت الماء بحثا عن الغذاء واللؤلؤ والمحار والإسفنج ولم يكن الغواصون الأوائل يستخدمون أي معدات وبدأ الغواصون في استخدام أنابيب التنفس المصنوعة من القصب المجوف علي الأرجح خلال القرن الثاني الميلادي تقريبا وبحلول القرن الرابع عشر الميلادي كان الغواصون في الخليج العربي يستخدمون نظارات كبيرة واقية للعينين تصنع من ظهور السلاحف المصقولة. وقد بدأ استخدام الاجهزة الحديثة المعروفة لدينا حاليا قبل 60 عاما، وشهدت تطورا كبيرا خلال تلك الفترة. ويوضح خبير الغوص العالمي ان من الأشياء المهمة في الغوص التي لا غني لاي غواص عنها هي حزام الاثقال الذي يستخدم لزيادة ثقل الغواص ومساعدته في النزول الي قاع البحر. بالإضافة إلي سترة الطفو او ما يطلقون عليه »الجاكيت» وهو احد الاجهزة الاساسية في عملية الغوص حيث يرتبط بانبوبة الاكسجين من خلال خراطيم منظم الهواء ويستخدم في عمليات الطفو وتنظيم الوقوف علي اعماق مختلفة. وعن انواع الغوص في البحر الاحمر يؤكد حسن الطيب رئيس جمعية الانقاذ البحري وحماية البيئة ان البحر الاحمر يمتلك عددا كبيرا من مواقع الغوص المميزة وهناك انواع مختلفة لرحلات الغطس فهناك الرحلات اليومية والتي يمارس خلالها الغواص غطستين خلال اليوم ثم يعود قبل الغروب الي الميناء وهناك رحلات الغوص السفاري والتي يقضي خلالها الغواص اكثر من اسبوع في عرض البحر يمارس خلال اليوم من 3 الي 4 غطسات مع الشروق ثم اخري بعد الافطار بساعتين ثم غطسة قبل الظهيرة واخري قبل الغروب واخري ليلية. يقول محمود عبداللاه مدرب غوص ان الغواص كلما كان متمكنا ومتقدما في قدرات الغوص يستطيع ممارسة جميع انواع الغطس فهناك الغوص علي المراكب الغارقة والغوص الليلي والغوص بالكهوف مشيرا الي ان الغواص بمجرد نزوله في الماء فان درجات الحرارة تنخفض لذلك يحتاج الي ارتداء بدلة وتختلف درجة سمكها ففي فصل الصيف يلجأ الي بدل الغوص الاقل سمكا علي العكس تماما في فصل الشتاء وقد يلجأ الي بدل لاتسرب الماء حيث تجعل الجسم يحتفظ بدرجة حرارته.