حوادث أسماك القرش فى مصر خاصة فى منطقة البحر الاحمر لا تذكر بالنسبة لعدد الحوادث على المستوى العالمى فمنذ عام 2005 وحتى عام 2010 لم تحدث فى مصر سوى 3 حوادث هجوم لأسماك القرش مقابل 490 حادث غوص على مستوى العالم، كما يقول إبراهيم الشاذلى خبير الغوص وعضو الاتحاد المصرى للغوص. وأضاف فى عام 2006 كان عدد الحوادث على مستوى العالم 93، ولم تشهد مصر أى حادث للقروش وفى عام 2007 كانت الحوادث على مستوى العام 104 فيما لم تشهد مصر أى حادث كذلك فى عام 2008 كانت الحوادث الخاصة بهجوم القروش على مستوى العالم 107، وشهدت مصر حادثة واحدة بمنطقة اليفن ستون، وكانت إصابة إما فى عام 2009 فكان تلك الحوادث على مستوى العالم 105، وشهدت مصر حادثة واحدة، وكانت بمنطقة سان جون جنوب البحر الأحمر وهى الوحيدة القاتلة، أما عام 2010 فكان عدد الحوادث على مستوى العالم 81 وفى مصر حادث واحدة إصابة بشرم الشيخ، الأمر الذى يظهر أن الحوادث الخاصة بالقروش ضئيلة للغاية. ويرى الشاذلى أن هناك مبالغة من جانب وسائل الإعلام فى متابعة القضية، وأن ذلك يؤثر على السياحة المصرية بالسلب فى حين تعتبر أسماك القرش أحد أهم الموارد السياحية، التى تشكل أهمية اقتصادية نظرا لحضور الأجانب لمشاهدتها، فالعائد من كل سمكة قرش فى المنطقة يتعدى ال 50 ألف جنيه فى السنة الواحدة، وذلك فى ضوء حجم السياحة القادمة لمشاهدة القروش أو الدخل أو العائد المادى. إن القروش بالبحر الأحمر تمثل ثروة كما مصلح الشاذلى صاحب مركز غوص بمرسى علم لأنه يتم تسويق أغلب الرحلات البحرية فى البحر الأحمر بسبب وجود أسماك القرش، وهى التى تحظى باهتمام الغواصين الأجانب، والتى على أساسها يقومون برحلات الغوص ويهتمون بالبحر الأحمر. د.محمد عبدالغنى الخبير البيئى يحذر من سمك القرش المحيطى، والذى تسبب فى حادثة القرش، وهو النوع الذى تسبب فى الحادثة الأخيرة، التى وقعت بمنطقة من مناطق الغوص بجنوبسيناء، حيث هاجم بعض السياح وتسبب فى إصابتهم هذا النوع من الأسماك لها أهمية اقتصادية كبيرة. ويتغذى سمك القرش المحيطى (Oceanic white tip shark) على الأسماك مثل سمك التونة والباراكودا كذلك الحبار والسلاحف البحرية وكذلك مخلفات السفن والمراكب. كما أن أسماك القرش المحيطى مثل بقية أسماك القرش ولودة، حيث تضع من 515 سمكة صغيرة بمتوسط طول من 65 سم إلى 75 سم، ويصل الصغار إلى سن النضج الجنسى عندما يصل طولها إلى نحو 1.5 متر. توجد هذه الأسماك بعيدا عن الساحل فى المياه المفتوحة، وعلى أعماق نحو 150 مترا من سطح المياه، وهى تفضل الوجود فى المياه الدافئة فى درجة حرارة من 20 مئوية إلى 28 درجة مئوية. وتوجد فى المحيطات مثل المحيط الأطلنطى، المحيط الهادى والمحيط الهندى، كذلك توجد على المستوى العالمى بين خطى عرض 45 شمالا و43 جنوبا. وغالبا هذا النوع من أسماك القرش بطىء الحركة وتميل إلى التحرك أعلى سطح عمود المياه لمسح وتغطية مساحات شاسعة من المياه بهدف الحصول على الغذاء وحتى القرن السادس عشر كان هذا النوع من أسماك القرش يسمى كلاب البحر، حيث كانت تتبع حركة السفن والمراكب البحرية للتغذية على الفضلات الملاقاة منها كذلك فإن هذه الأسماك تسلك سلوك الكلاب لمصلحتها، حيث تنجذب للغذاء وتتحرك إليه بحذر وتجعل لنفسها مسافة بحيث يمكن أن تتراجع إذا وجدت خطرا عليها ولكن تنتهز الفرصة ويمكنها الاندفاع إذا أتيحت لها الفرصة، وعموما هذا النوع ليس سريع الحركة ولكن يمكن أن يكون سريعا للغاية عند التنافس على الغذاء مع أنواع أخرى من القروش، ويسبح بشكل عدوانى فى هذه الحالة. هذا النوع من الأسماك له القدرة التنافسية والقوة فى الصراع من أجل الغذاء كذلك عندما تجتمع مجموعة من هذه الأسماك على مصدر غذائى يحدث جنون غذائى عظيم بين أفراد هذه المجموعة، كذلك تتبع هذه الأسماك الجيف الطافية وتتغذى عليها. وعلى الرغم من وصف الخبير الشهير جاك كوستو هذه الأسماك بأنها أخطر أنواع أسماك القرش على الرغم من شهرة سمك القرش الابيض الكبير وأسماك القرش الأخرى، التى عادة ما تكون قريبة من الساحل، وهذا النوع من القروش مسئول عن الكثير من الهجمات القاتلة للإنسان عند حدوث حوادث للسفن أو الطائرات، حيث تهاجم هذه الأسماك الناجين والميتين على السواء بخلاف حالات الهجوم التى تعد بالآلاف على مستوى العالم. إلا أن القرش المحيطى يشكل تهديدا ضعيفا للسباحين ورواد المنطقة الساحلية الشاطئية، وذلك على حد قول محمود عبداللاه مدرب وخبير غوص، والذى أضاف أنه تزداد الخطورة على البشر كلما بعدنا عن الشاطئ، ودخلنا فى المياه المفتوحة، وأن هذه الأسماك من القروش انتهازية وعدوانية، وربما تهاجم البشر من أجل الغذاء إلا أن الغواصين يسبحون بالقرب منها دون وقوع حوادث ودائما ما ينصح الغواصون بالحذر الشديد من سلوك هذه الأسماك، حيث إنها فضولية جدا وتقترب من الإنسان وتسبح حوله من قريب ومن بعيد. وقال محمد مصطفى مرشد غوص بمرسى علم وهى مشهورة بكثرة القروش أن تلك القروش قد اعتاد الغواصون والسياح الغوص معها ولكن هناك بعض التصرفات التى تثير فزع القروش وقد تتسبب فى مهاجمتها للغواص، وتكون نادرة فنحن نغوص بصفة مستمرة مع القروش، ونكون سعداء عندما نشاهدها ونلتقط معها الصور ومعظم الغواصين يأتون لمشاهدتها، مشيرا إلى انه بسبب المعلومات الخاطئة تتسبب فى الاساءة إلى السياحة المصرية والتأثير عليها، كما أن الغواصين المصريين على خبرة بالتعامل مع القروش فهناك تعليمات للغوص الأمن نلتزم بها مثل عدم إطعام القروش أو القاء قمامة من المراكب والتى تتسب إذا لم يتم الالتزام بها فى تغيير سلوك ذلك الكائن الحى فى نوعية الطعام التى يتعود عليها، وبالتالى تكون فرص مهاجمته للغواص محتملة كذلك عدم الغوص بدون غواص معتمد وبقاء الغواصين على مسافة قريبة من الشعاب إذا امكن اما فى المناطق البعيدة خاصة الجزر البعيدة ممنوع الغوص الليلى كذلك الغوص فى مجموعات متقاربة وأن يكون هناك مرشدا غوص لمرافقة كل مجموعة. كما أن الغواصين يجب أن يغادروا المياه فور مشاهدتهم علامة تدل على حالة عدائية لأسماك القرش مثل دفع أو إحاطة الغواصين أو التحرك بسرعة نحوهم، محمد عادل صاحب مركز غوص بمدينة سفاجا قال إن الغواصين ليس عليهم أى خطر خاصة أنهم يسيرون فى مجموعات، كما أن الغواص عند شعوره بخطر أسماك القرش يذهب إلى الشعاب المرجانية فتهرب أسماك القرش خوفا من إصابتها من الشعاب، أما الخطر فيقع على من يمارسون رياضة السباحة والشراع، وعند تراجع نسبة الحاجزين لرحلات الغوص، قال: بالتأكيد تراجعت نسبة الإقبال وفى شرم الشيخ توقفت تماما. أما حسن الطيب رئيس جمعية الإنقاذ البحرى وحماية البيئة فقال إن الجمعية أرسلت احتجاجا لدى المسئولين لاستعانتهم بخبرات أجنبية فى حادث بسيط وقع فى شرم الشيخ وهى ظاهرة موجودة فى العالم كله، ورفضت الجمعية استقدام هؤلاء الأجانب، وقال بشدة: يجب محاكمة المسئولين عن أجهزة البيئة والمستشارين، الذين يحصلون على رواتب ومكافآت خرافية واستعانوا بخبراء أجانب، وقال: لو أن الجمعية لديها القرار لألقت بهم فى البحر عند القروش لتلتهمهم، وأضاف أن الجمعية أبلغت مستشار البيئة بالمحافظة من تكرار تسمم الأسماك عند صيدها بإضافة مواد مسممة الأمر اتضح أنها أمريكية، الذى أدى إلى نفوق آلاف الأطنان الأسماك، وبالتالى اندفعت أسماك القرش لعدم وجود مخزون كافٍ. واستغرب من رد المسئولين عن البيئة التى تعاملت مع الأمر بسلبية، وعقب حادث القروش فى شرم الشيخ قال الطيب إنه تقدم باستقالته من الجمعية لعامل وزارة البيئة بشكل مخالف للقوانين البيئية على مستوى العالم وقامت بقتل القروش وتحنيطها، وأضاف الجمعية أرسلت احتجاجا على هذا التصرف وقالت فى مذكرة لمحافظ البحر الاحمر اللواء مجدى قبيصى إن أسراب القروش الموجودة بمنطقة سيناء فى طريق عودتها للهجرة المعروفة سوف تمر بمناطق قريبة من الغردقة، وقال الطيب إن جمعية الانقاذ البحرى قامت بارسال خطة متكاملة لمكافحة هذه الظاهرة ومن أبرز نقاطها كما يقول ضرورة وضع شباك على الشواطئ، التى يرتادها السياح وتمنع مرور القروش وتسمح فقط بمرور المياه والأسماك الصغيرة، والتنبيه على أصحاب الفنادق والقرى السياحية تدريب عمالة متخصصة فى عمليات الإنقاذ البحرى مع مدها بلنشات سريعة وموتوسيكلات بحرية للإبلاغ عند ظهور أى اسماك قروش. والتنبيه على اصحاب رحلات الغوص اخبار السياح والمصريين الذين يمارسون رياضة الغوص أو المركب الشراعية بأن يكونوا فى مجموعات لأن القرش صعب عليه مهاجمة المجموعات، أما محمود حنفى مستشار المحافظ لشئون البيئة فرض التحدث ولكنه اكتفى بقوله إن جميع المياه على مستوى العالم آمنة، والدليل انه وبعد 9 ملايين غطسة الحوادث لا تتعدى ال 3 و4 حوادث مقارنة بحوادث السير فهى لا تمثل شيئا، أما عن وجود أسماك القرش ام انه تم القضاء عليها، فقال: أسماك القرش حرة طليقة وما زالت موجودة فى مياه البحر الاحمر، وطالب بضرورة عمل دراسة علمية لوضع آليات واجراءات عملية.