سهرت مدينة سوهاج حتي صباح أمس احتفالا بالليلة الختامية لمولد العارف بالله ابن زريق. حيث توافد الآلاف عليها والتقوا حول المداحين والمنشدين الذين تنافسوا في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام وآل البيت. ويقول محمد هاني الشريف من ابناء مركز اخميم أحرص كل عام علي التواجد في الليلة الختامية لسيدي العارف بالله ومعي أصدقائي واخوتي تبركا به وبمقامه العالي نتلمس عنده البركة والسكينة وذكر الله بعيدا عن البدع والسلوك المنافي للشرع والدين، نستمع إلي القصائد الرائعة في حب النبي وآل البيت من مشاهير المداحين مثل محمود يس التهامي والشيخ امين الدشناوي ومحمد التوني والشيخ الشنشفيري وغيرهم من اصحاب الأصوات الجميلة. ويقول حسن صلاح الدين من قنا: اتيت إلي مولد العارف بالله حبا وكرامة لآل البيت واحرص كل عام علي الحضور في الليلة الختامية كما انني اذهب إلي كل موالد الاولياء والصالحين في كل محافظات مصر حبا لاولياء الله الصالحين. وكانت محافظة سوهاج قد احتفلت بالليلة الختامية لمولد العارف بالله بمدينة سوهاج مساء امس حيث توافد علي الميدان الذي يحمل اسم العارف بالله اكثر من نصف مليون مواطن وشارك في الاحتفال محافظ سوهاج الدكتور ايمن عبدالمنعم ومساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج اللواء مصطفي مقبل وعلماء ورجال الدين الاسلامي وتم تكثيف الخدمات الامنية في ميدان العارف بالله ومحيط المسجد وتنظيم حركة المرور في الميدان، ويوضح امام وخطيب المسجد الشيخ عصام ابوالطيب ان مسجد العارف بالله احمد بن زريق هو واحد من اشهر وأهم مساجد محافظة سوهاج ويقع بالقرب من محطة السكة الحديد وله ميدان كبير يعرف باسم ميدان العارف وتقع خلف المسجد قيسارية سوهاج العتيقة وقد ذاعت شهرته ليس بسبب قدمه وعراقته فقط بل بسبب صاحب المقام الذي يقصده الالاف من البشر خلال ايام مولده ويرجع تاريخ المسجد إلي القرن الثامن الهجري وقد اعيد بناؤه في عهد الرئيس جمال عبدالناصر عام 1968 وتم تجديده عام 1993 بتكلفة تصل إلي 20 مليون جنيه، ويوجد بجوار ضريح الشيخ العارف بالله قبر مراد بك حاكم الصعيد في عصر المماليك ومدافن اخري لبعض امراء المماليك ويشير إلي اصل الشيخ العارف بالله يعود إلي المغرب العربي حيث جاء إلي مصر واستقر به المقام في المسجد الذي دفن فيه، وله ابناء احدهم مدفون في جرجا واخر مدفون في قرية ادفا بسوهاج وكان عالما في الفقه والتفسير وينتهي نسبه إلي السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وفي مولده الذي يقام كل عام يتزاحم الناس داخل وخارج المسجد ويقصده بعض المريدين من ابناء المغرب العربي وقبل ثورة يناير كان بعض الاهالي يطوفون حول ضريحه والحمد لله نجحنا في وقف هذه العادة واقمنا داخل الضريح حاجزا بين الرجال والسيدات ويشهد المسجد زحاما كبيرا من المصلين والزائرين خاصة في مولده كما تعقد في ساحته حلقات الذكر لبعض الطرق الصوفية مثل الخلوتية والرفاعية بين المغرب والعشاء. وقد شهد الاحتفال هذا العام تنظيم حفلات لبعض مشاهير المنشدين والمداحين خاصة في الليلة الاخيرة واقيمت سرادقات وخدمات لكل الطرق الصوفية مثل الرفاعية والخلوتية والشاذلية الخليلية.