من الأيام ذات الدلالة ذلك اللقاء الحميم الذي تم بين وزير الأوقاف العالم الجليل الدكتور محمد حسين الذهبي مع الداعية الشهير الشيخ عبدالحميد كشك. الشيخ الذهبي جاء للوزارة في جو بدأ فيه التطرف الفكري يعلو صوته وهو التطرف الذي اغتال الشيخ في يوليو من عام 1977 عندما قلته جماعة شكري مصطفي في بيته في مدينة حلوان، الشيخ كشك داعية فريد (1933-1996) معروف بقدرته الفائقة علي الخطابة والجرأة في المجاهرة بالحق. مارس الدعوة بعد تخرجه من كلية أصول الدين عام 1957. وفي عام 1965 تم حبسه لنحو 30 شهرا، ثم عاد للدعوة واستقر بمسجد عين الحياة بالقاهرة. في عام 1976 كانت شهرة الشيخ كشك قد بلغت الآفاق، يتجمع حوله نحو مائة ألف مسلم في المسجد بطوابقه وشوارعه المجاورة. سمع الشيخ الذهبي عن الشيخ كشك فذهب وهو وزير ليسمع خطبته ويحادثه، ولكن الوزير لم يستطع دخول المسجد الرئيسي لشدة الزحاح فصلي ومن معه علي سلالم المسجد علي ورق احدي الصحف. بعدها استدعي الوزير الشيخ ليقابله في المسجد. يقول كشك وانا في الطريق كدت أجزم بأن أحداً قد وشي عني عنده وأن الوشاية قد تطورت الي ما هو أخطر علي وعلي الدعاة إلي الله. في مكتبه وجد الشيخ كل الترحاب من الوزير وأبدي إعجابه بحسب العبارة ووضوح الفكرة والاستشهاد . بل أرجأ الوزير ذهابه الي مجلس الوزراء اكثر من مرة حتي يكمل حديثه الودي. يقول كشك: اشهد لهذا الرجل بالشهامة وهو رجل دعوة وأمثاله قليلون حيث صارت رجولة المسؤول عملة نادرة الي حد بعيد. ولعل هذه الشهادة تؤكد إخلاص الوزير للدعوة والدعاة بعكس ما برره الذين اعتالوه!!