يعتبر التعليم أحد أهم المجالات التي شهدت تطويراً ملموساً خلال العامين الماضيين وشمل هذا التطوير جميع عناصر العملية التعليمية بدءاً بالمعلم ومروراً بالطالب وصولا للمدرسة لكن ما ينقص ذلك وجود خطة قومية ذات زمن محدد حتي يكون هناك نتائج ملموسة من المواطنين. 30 ألف معلم جديد فيما يتعلق بالمعلم فإن الإنجازات شملت تعيين 30 ألف معلم وإطلاق مشروعات لرفع كفاءة المعلمين وتدريبهم، وتعد أبرز إنجازات الرئيس السيسي في مجال التربية والتعليم خلال عامين، إطلاق مسابقة لاختيار ال30 ألف معلم خلال عام 2014، لتقليل العجز الذي وصل إلي 55 ألف معلم، وتقدم نحو 750 ألف معلم ومعلمة للمسابقة، وتم اختيار نحو 30 ألف معلم للتعليم العام والتعليم والفني، وتم تعيين نحو 28 ألف معلم حتي الآن ويتبقي نحو ألفي معلم لإنهاء إجراءات التعيين. التعليم أولاً وخلال 2015 تم إطلاق مشروع "التعليم أولا"، وخلال المرحلة الأولي تم تدريب 8 آلاف و571 من الكوادر الإدارية بالمدارس من إجمالي المستهدفين 20 ألفا و122 متدربا، ويتضمن ذلك 4 آلاف و275 من مديري المدارس، والمعلمين، والأخصائيين، فضلا عن تدريب 731 من مديري المدارس الرسمية للغات، وعدد 286 من معلمي اللغة الإنجليزية بالمرحلة الثانية من مشروع "التعليم أولا" في يناير 2016. تدريب المعلمون أما عن ثالث المشروعات المتعلقة بالمعلم الذي تم إطلاقه بداية العام الجاري فكان يحمل اسم "المعلمون أولا" الذي أعده المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وشركة "إيماجين ايديوكاشين" للاستشارات التعليمية، من أجل تمكين المواطنين من أن يحققوا أقصي استفادة ممكنة من المعرفة في مجتمعات التعلم التي نعيش فيها اليوم. يهدف المشروع إلي إنشاء جيل جديد من المعلمين خبراء في موادهم الدراسية وكذلك في عملية التعليم نفسها ، قادرون علي تحليل كافة أهداف التعليم بطريقة مختلفة ومبتكرة، بيئة التعليم المثلي، وتجربة التعليم المناسبة وكذلك نمط التقييم الآن، ورفع مستوي مخرجات العملية التعليمية للطالب، وتحسين جودة التعليم والرفع من مكانة المعلمين في المجتمع، وتأسيس أول مجتمع "يتعلم" في العالم، وتأسيس قوي عاملة علي أعلي مستوي قادرة علي تحقيق النمو الاقتصادي للدولة. يعتمد المنهج العلمي للمشروع علي فرق من سفراء التعلم الذين سيتواجدون في المدارس، وسيعملون علي بناء ثقافة الابتكار، كما سيبذلون قصاري جهدهم من أجل نقل وتطبيق رسالة المشروع إلي كل الفصول الدراسية ، وسيعملون علي إحداث تأثير جذري علي كل الطلاب. وسيعمل سفراء التعلم بالتعاون مع المعلمين الآخرين، وسيتعاونون سويا علي تطوير شكل ومنظومة التعليم والتعلم داخل الفصول الدراسية. كما سيقومون بالتركيز علي السلوكيات الاحترافية والتربوية. ومن خلال تطبيق هذه السلوكيات في الحياة المدرسية اليومية ، لتطوير عادات وسلوكيات جديدة ، وهو ما سيساهم في إحداث تأثير إيجابي علي الطلاب والمعلمين علي حد سواء، وبالنسبة للفئة المستهدفة ففي المرحلة الأولي من المشروع سيتم تدريب 10.000 معلم ومعلمة من 100 مدرسة بهدف إحداث تغيير جذري يؤثر علي العملية التعليمية ل1.000.000 متعلم ومتعلمة بحلول مايو 2017. بنك المعرفة أما العنصر الثاني الذي لمسه التطوير فكان يتعلق بالطالب نفسه وكان ذلك من خلال عدة إجراءات أهمها "بنك المعرفة" وهو مشروع وطني أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي مطلع العام الجاري لتثقيف الشباب والأطفال وأولياء الأمور بأمهات الكتب والمجلات والمواد التعليمية المصورة بالفيديوهات والصور، وأكد الرئيس أنه من خلال موقع بنك المعرفة المصري، أن التعليم سيكون بالمجان في كل منزل، والهدف الأساسي من المشروع القومي هو نشر الثقافة والمعرفة لكل أفراد الأسرة. ويعتبر بنك المعرفة المصري أحد أكبر وأشمل بنوك المعرفة الموجودة علي مستوي العالم نظراً لما يحتويه من مصادر معرفية وتعليمية وثقافية وبحثية من أكبر دور النشر والإنتاج العالمية وبيوت الخبرة المتخصصة، كما يعتبر أحد المشروعات الرائدة علي مستوي العالم من حيث الإتاحة علي المستوي القومي. كما أن الباقة المعرفية المكونة "لبنك المعرفة المصري" تحتوي علي دوريات علمية في كافة مجالات المعرفة "كتب إلكترونية، مجلات إلكترونية، مناهج دراسية للتعليم الأساسي والجامعي، قواعد بيانات، محركات بحث، مكتبات رقمية للفيديو والصور، وكذلك برامج للحاسبات في مجالات الرياضيات وغيرها. وأن هذه الباقة الإلكترونية مصممة ليستفيد منها كافة أطياف المجتمع من مختلف التخصصات والاهتمامات ومختلف الأعمار، حيث يجد الباحث الأكاديمي فيها كل ما يفيده للارتقاء بالبحث العلمي، كما يجد فيها الشاب المتطلع للمعرفة أحدث ألوان المعرفة الإنسانية في كافة المجالات ويجد فيها المعلم كل ما يساعده علي تطوير طرق التدريس، ويجد فيها الطالب ما يجذبه إلي التعلم، وأن "بنك المعرفة المصري" هو طريق مصر إلي التقدم والتنافسية. ولتواكب المناهج الدراسية لذلك البنك أعطي السيسي توجيهاته في شهر فبراير الماضي بتعديل وتنقيح المناهج وتحديداً مناهج العلوم وبالفعل تم الانتهاء من تنقيح وتطوير نحو 90% من المناهج الدراسية في مختلف المناهج لجميع المراحل التعليمية "ابتدائي وإعدادي وثانوي". مدارس المتفوقين أما ثالث العناصر فيتعلق بالمدرسة والتي شهدت أيضاً عدة إنجازات سواء في فيما يتعلق بإنشاء مدارس ذات نوعية مختلفة أو فيما يتعلق بإجراءات لمواجهة مشكلات الكثافات.. من أبرز تلك الإنجازات التي أنجزها الرئيس في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني خلال العامين، ما يخص مشروع "مدارس المتفوقين"، والتي تعد نقلة نوعية في نظام التعليم، حيث تعمل وفقًا لنظام "STEM" وهو اختصار ل Science Technology Engineering Math وهو نظام تعليمي يجمع فيه الطالب بين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتعتمد فيه طريقة التعلم علي البحث والتجريب، بحيث يكون الطالب هو مصدر المعلومة. وبعد نجاح تجربة إنشاء أول مدرستين، وجه الرئيس السيسي بالتوسع في بناء هذا النوع من المدارس في كل محافظات الجمهورية، وخلال العام الدراسي 2015/ 2016، افتتحت وزارة التربية والتعليم 7 مدارس في 7 محافظات هي: "الإسكندرية - الدقهلية - أسيوط- كفر الشيخ - الإسماعيلية - البحر الأحمر- الأقصر". ونظراً لمشكلة الكثافة الطلابية التي تصل إلي 140 طالبا في الفصل الواحد في العديد من المحافظات، تم إنشاء نحو 6 آلاف و129 فصلا دراسيا بمختلف مراحل التعليم في المحافظات، كما تم الانتهاء من بناء أسوار ل222 مدرسة بكافة أنحاء الجمهورية، كما تم إنشاء 60 محطة طاقة شمسية علي أسطح المباني المدرسية من خلال مشروع طموح لتغطية 1200 مدرسة خلال 3 سنوات ، وتم تطبيق منظومة الفصل التفاعلي لعدد 5800 فصل للصف الأول الثانوي "عام / فني" بقدرة استيعاب 200 ألف طالب في 13 محافظة. معامل الحاسب الآلي وتواكب ذلك مع تجهيز 2150 معمل حاسب آلي لمدارس المرحلة الإعدادية، و434 معملا للمرحلة الابتدائية وتدريب 37 ألف معلم علي استخدام تكنولوجيا الفصل التفاعلي، واعتماد 159 مدرسة لضمان الجودة في التعليم، كما تم تأهيل 1000 مدرسة أخري للحصول علي اعتماد الجودة. ومن جانبه قال الدكتور عادل خليفة رئيس مركز البحوث التربوية سابقاً إن الانجازات التي تحققت في مجال التعليم لمست مشكلات لم يتم الاقتراب منها منذ عقود ولكن الأبرز يتعلق ببنك المعرفة الذي يضمن الاستغلال الجيد له نقلة نوعية في التعليم المصري سواء الجامعي أو قبل الجامعي. وأضاف إن تعيين 30 ألف معلم دون أي وساطة ومن خلال امتحانات إلكترونية تمت في جميع محافظات الجمهورية يعد انجازاً لم يتحقق من قبل في سبيل تحقيق العدالة بين المواطنين واختيار أفضل النماذج من المعلمين لضمان تخريج دفعات جديدة من الطلاب وفقاً لنظم تعليمية حديثة.