أغلب الضحايا في مثل هذه القضايا يخشون الإبلاغ خوفًا من الفضيحة، البعض منهم يستعيض الأموال التي دفعها، لكن المتهمين أخذهم الغرور في تلك القضية لأنهم ظنوا أنهم سيفلتون من العقاب لأن ضحاياهم لن يبلغون عن فضائحهم فقاموا بتوسيع نشاطهم واخذوا يستدرجون الضحايا لوكرهم وتصويرهم في مشاهد مخلة لابتزازهم والحصول على الكثير من الأموال، إلا أن احد الضحايا قرر الإبلاغ وعدم المثول لهم وكانت هذه بداية سقوط شبكة آداب مكونة من ثلاثة سوريين وثلاثة مصريين. بحذر شديد، دخل " م.ص " الى مديرية امن الجيزة حتى وصل إلى مكتب مكافحة جرائم الآداب يتضح من مظهره، انه يعمل في أحد الأماكن الهامة ، جلس مع احد الضباط، وأخبره انه يعمل مساعد مدير بأحد البنوك الاستثمارية ويريد تحرير محضر ضد مجموعة من اللصوص، وأكد في بلاغه انه كان يسهر في احد الملاهي الليلية التابعة لأحد الفنادق الشهيرة وهناك تعرف على فتاة سورية واتفق معها على قضاء ليلة حمراء مقابل ثلاثة آلاف جنيه وذهب معها الى فيلا بالشيخ زايد وبعدما انتهت تلك الليلة فوجئ بأحد الرجال يدخل عليهما ويعرفه بنفسه بأنه شقيقها وسيثأر لشرفه واخذ يهدده بالسلاح حتى خرج من الفيلا وبعدها بأيام فوجئ باتصال هاتفي من شخص آخر أخبره بأن لديه مقاطع فيديو له يحتوى على مشاهد جنسية وانه تم تصويره عاريا وانه على استعداد لتسليمه السي دي مقابل مبلغ مالي، ليؤكد انه في البداية أعطاهم المبلغ إلا انه فوجئ بعد ذلك بشخص آخر يتصل به وهكذا لم يستطع التمادي معهم في محاولات ابتزازهم لهم وقرر الإبلاغ عنهم، وكان هناك بلاغان آخران احدهما من مدير لإحدى شركات الإعلانات تم استدراجه بمثل الطريقة لكن الفتاة التي استدرجته كانت مصرية وتم تصويره في أوضاع مخلة ولم يكتف المتهمون بذلك بل قاموا بإجباره على التوقيع على شيكات وإيصالات أمانة، أما الثاني فكان يخص احد رجال الأعمال والذي أكد في أقواله أن إحدى الفتيات استدرجته وأكد لها انه يمتلك شاليه بالعين السخنة وعلى استعداد لاستضافتها فيه وفي طريق العين السخنة فوجئ بثلاثة أشخاص يقطعون عليه الطريق واخبروه بأنهم ضباط شرطة وكانوا يحملون طبنجات وأجهزة لاسلكي وان هناك بلاغا يؤكد اختطاف تلك الفتاة وبعد أن أوهموه بذلك قاموا بسرقة كافة متعلقاته من أمواله وهواتف محمولة وكذلك سيارته الفارهة بعدما أجبروه على التوقيع على بيعها. ومن هنا كان أول الخيط حيث بدأ رجال المباحث في مراقبة أفراد الشبكة وتبين أنها تتكون من 6 أفراد ثلاثة منهم سوريين وثلاثة مصريين وهم " م.م. س" سوري الجنسية ويمتلك محلا شهيرا لبيع المأكولات في المهندسين وكذلك " كوفي شوب" و " ح.م.م" مصري الجنسية وهو مساعده و "س.ص.ع " " مصرية الجنسية و الثلاث فتيات هن هبه مصرية و مقبولة وبشار وهما سوريتان، وتبين من التحريات أن المتهمين الستة قاموا باستئجار فيلا في الشيخ زايد لممارسة أعمالهم المنافية للآداب، وانهم قرروا تكوين شبكة يتزعمها الرجل السوري صاحب احد المطاعم الشهيرة مستغلين فيها جمال الفتيات الثلاث لاصطياد رجال الأعمال والمشهورين من لاعبي الكرة والفنانين وان دور الفتيات الثلاث كان ينحصر في استدراج الضحية لإقامة سهرة حمراء ثم يقومون هم إما بسرقة الضحية عن طريق إيهامها بأنهم ضباط شرطة وان الفتاة التي بصحبته مخطوفة بمعرفته او استدراج الضحية الى فيلا الشيخ زايد وتصويرها عارية ثم القيام بابتزازها. رجال المباحث قدموا تحرياتهم للنيابة العامة برئاسة المستشار احمد البقلي المحامي العام لنيابات شمال الجيزة وتم استصدار إذن من النيابة بالتفتيش وضبط المتهمين، وبالفعل تم مداهمة الفيلا وهناك تم القبض على المتهمين الستة وكذلك احد التجار بوكالة البلح وهو يمارس الرذيلة مع إحدى السوريات مقابل مبلغ مالي قدره ثلاثة آلاف جنيه، وكانت المفاجأة في الأحراز والتي ضبطها داخل الفيلا من كاميرات مراقبة بغرف النوم وكذلك طبنجات صوت وسيديهات مدمجة كشفت عن العشرات من الضحايا منهم طبيب تحاليل مشهور ولاعب كرة سلة محترف وأستاذ مساعد بإحدى الجامعات الخاصة واحد الفنانين المغمورين، وكشفت الاسطوانات مفاجآت أخرى وهي وجود مشاهد مخلة مع الفتيات وثلاثة من موظفي الحي أثناء إقامة علاقة جنسية معهم وأقرت الفتيات أمام رجال المباحث أنهم أقاموا علاقات معهم كرشوة جنسية مقابل التغاضي عن مخالفات مطعم ومقهى المتهم الأول، تمت إحالة المتهمين والمضبوطات الى النيابة العامة والتي قررت حبسهم جميعا على ذمة التحقيقات وإحالتهم الى المحاكمة الجنائية محبوسين بتهم السرقة بالإكراه وانتحال صفة ضباط شرطة وحيازتهم أسلحة نارية فضلا عن قيامهم بممارسة الدعارة والفجور وتسهيلها وأمام المستشار محمد عبد اللطيف رئيس محكمة جنايات الجيزة تمت محاكمة المتهمين والذين أنكروا الاتهامات الموجهة لهم من النيابة العامة إلا أن المحكمة لم تقتنع بدفعهم وأصدرت حكمها بالسجن المؤبد على المتهمين جميعا، كما امرت بضبط وإحضار موظفي الحي الثلاثة والمتهمين بقبول رشوة جنسية للتحقيق معهم في واقعة منفصلة طبقا لما أسفرت عنه أقواله المتهمين وكذلك الاسطوانات المدمجة التي تم ضبطها.