القاعدة أنه لا إجماع علي إبداع .. لذلك لا أنتظر أن يعجب الجميع بما يعجبني ،ولا أريد أن أنضم لقطيع الإعجاب لمجرد أن تعالت الأصوات تهتف باسم عمل ما ، وهذا ما عشته مع فيلم "اشتباك" فقد قرأت لمن يرى الفيلم عملاً مهماً وقرأت لمن يراه لا ينتمي لفن السينما ، وقررت أن أنتظرعرضه ليكون لي رأيي الخاص. لكني لم أفهم لماذا لم تبحث مذيعة ماسبيرو التي هاجمت الفيلم "على الريحة " - فهي لم تشاهده - عن أصحاب الرأي الذي يرى اشتباك عملاً تافهاً إن كانت تريد مهاجمة الفيلم وصناعه ، وقررت مقدمة برنامج "أنا مصر" أن تكتفي بنشر ما تقول أنه السيرة الذاتية للمخرج محمد دياب ،وهي في الحقيقة كانت تستخرج له صحيفة حالة جنائية !! تعجبت" المقدمة " من هذا الذي كان يعمل محاسبًا في أحد البنوك الأجنبية، لمدة خمس سنوات، ثم قرر فجأة أن يدرس السيناريو في الولاياتالمتحدة طبعاً هذا يستدعي الريبة بنك أجنبي وسيناريو وثالثهما أمريكا !! وزادت أن دياب قدم أفلام من نوعية الجزيرة و "768" الذي تعرض لظاهرة التحرش بالنساء طبعاً هذا يعزز الشكوك !! و طرحت صاحبتنا تساؤلات وجيهة.. كيف يستطيع محاسب أن يصبح نجما سينمائيا في زمن قصير بهذه السهولة؟ ومنذ متى يقبل الوسط السينمائي مخرجًا لم يعمل مساعد مخرج من قبل؟ ثم أطلقت السؤال القنبلة : لماذا احتفى مهرجان كان بمحمد دياب بشكل ملفت؟! وتعليقي أنه لا يقدر الإبداع إلا مبدع حتى لو اختلف معه .. فهو يدرك حجم المعاناة التي عاشها صاحب العمل ليرى النور .. لذلك لن تجد فناناً حقيقياً إلا وهو يقدر كل فن حتى لو اختلف مع ما يحمله من رسالة . وأخيرًا الفن الذي يمدح أقل عمرًا من الذي ينقد هذه قاعدة أخرى .. حاول أن تتذكر الأغنيات أو الأفلام التي أشادت بحاكم ستجدها مجرد دعاية فجة ماتت بموت الحاكم أو إزاحته .. بينما بقيت الأعمال التي انتقدت الحاكم دون غرض إلا صالح البلد والناس وصالح الحاكم نفسه !! .