الإعلام المرئي قوة لا يستهان بها.. وكان سبباً رئيسياً فى ثورة 30 يونيو.. بل هناك من ينسب للإعلام أنه هو من قاد الأمة للثورة وخلع الإخوان. وقبل ذلك لعب الإعلام دوراً مؤثراً طوال عاماً كاملاً لتغير الصورة التى أفرزتها انتخابات برلمانية ورئاسية لم تكن حقيقية وإنما دفع لها كثير من المصريين لسبب أو لآخر. وأيام الرئيس السابق مبارك.. كان للإعلام دوراً كبيراً فى التعامل مع الشعب وإن كان انقسم إلى قسمين الأول ما يمكن أن نطلق عليه حكومى، والثانى الخاص، وكلاهما كان بينهما تنافس.. وإن كان حرية الإعلام الخاص كانت أكثر تطوراً وتعاملاً مع معطيات الحياة السياسية فى ذلك الوقت. وبعد 30 يونيو والتوحد الإعلامى الذى عاشته القنوات وبدون ميثاق أو بروتوكول وقع لذلك.. ولكن كان الهدف الأسمى لجميع القنوات هو المحافظة على الدولة المصرية، وهو ما سعوا إلى تحقيقه دون أن يكون لأحد إنفاق مع الآخر على ذلك. وهنا لابد أن نضع فى الحساب أن هذه المنظومة الفضائية والحكومية أصبح لها تأثير كبير فى الشارع ومن ثم فإن إدارة المنظومة ووضعها فى نصابها الحقيقى سيكون له أكبر الأثر فى تأثيرها ونموها وأيضاً ازدهارها. فليس من الطبيعى أن تكون كل قناة فضائية تعمل فى اتجاه دون أن يكون لها خط واضح.. تحت زعم الحرية والثورة.. وهنا لا أقصد مطلقاً أن يكون هناك قيد أو رقيب على المحطات حتى لا يفهم كلامى بطريق الخطأ وإنما ما أقصده أن يكون هناك مايسترو لهذه المنظومة يتولى متابعتها وتوضيح الصورة لها والعكس أيضاً، ويضيف لكل من ينقصه المعلومة حتى لا يصبح المتاح من المعلومات هو الكل والحقيقة المطلقة.. وأقرب مثل لذلك حادث الفرافرة، وكيف تعاملت القنوات الفضائية مع الحادث كل بطريقته.. وأقرب للعشوائية فى تغطية حادث بهذا الحجم.. مع تصادف ندرة المعلومات المتاحة وقلة ما يمكن نقله من واقع الحدث. نحن فى حاجة إلى منظومة ناجحة وليست عشوائية.. تدار بدون خطة أو وعى كاف بمستقبل بلد بحجم مصر.