الحملات التي تقوم بها المحافظات والمحليات لتطهير الشوارع من الاحتلال وتحرير الأرصفة من شاغليها بالقوة والقهر تنال من الناس كل التقدير وليس أدل على ذلك إلا صيحات التأييد والاستحسان التى تقابل به تلك الحملات ... ولكن ما أن تدير الحملة ظهرها للبائعين إلا و تعود ريما لعادتها القديمة و كأنك يا ابو زيد ما غزيت . اصحاب المحلات استغاثت وضجت بمن حجب الرؤية ومنع النور عن محلاتهم وسرق الزبائن بأرخص الاسعار وأردأ البضائع وعليه أن يتحمل التكاليف وحده .. مما دعا العديد من أصحاب المحلات لاحتلال الرصيف هو والخروج بالفاترينات والمعروضات إلى عرض الشارع لينطبق عليهم المثل جحا أولى بلحم طوره ... فتلاحمت الفاترينات مع المحلات واختلط الحابل بالنابل وضاع المواطن المصرى فلم يجد رصيفاً يمشى عليه ولم يجد محلا ليشترى منه احتياجاته ولكن شلة من المنتفعين يضيقون عليه الخناق وشفطوا كل الهواء الموجود فى الشوارع وعلى المواطن أن يتعلم الاختراق للوصول لمحل عمله أو حتى محاولة الشراء لأحد المستلزمات والتى لا تحمل اسم أو مكان الصنع ولا تحظى بأى ضمان . الشو الإعلامى والتغطيات الصحفية لحملات المحليات لتطهير أرصفة مصر لم تلق من المواطنين ردود الفعل المطلوبة فهم يعرفون أن الوضع سوف يعود كما كان وليس أدل على هذا إلا الكلمات التى رصدتها احدى الفضائيات من تعليقات الباعة ذاتهم بأنهم جاهزين بكل الطرق لمواجهة حملات الداخلية وإن وصل الأمر إلى استخدام السلاح والغريب ان هؤلاء الناس كونوا لنفسهم نقابة وأصبح لديهم نقيب يتكلم باسمهم والويل كل الويل لمن يخالف كلماتهم ... فقد أصبحوا قوة تتكلم ويسمع لها وانتهت كلمة الباعة السريحة وأصبح للناس حقوقا يطالبون بها وأصبحت الدخول والتجارة العشوائية مصرح بها وطظ فى الضرائب والتراخيص والكهرباء وطظ فى مصالح المصريين طالما الملايين تدخل جيوب من استباحوا شوارع مصر وأرصفتها وقننوا تجارة غير قانونية وقاموا بايجار الأرصفة لغير ذى حق وإذا حاول أحد الاعتراض فهناك نقابة تتكلم باسمهم وإذا لم يعجبهم الإزالة فهناك السلاح والمظاهرات والاعتراض وللأسف الشديد هناك من يقف معهم ومن يقول حرام فإنهم يبحثون عن لقمة العيش الحلال ... ولا أعرف أى حلال هذا الذى يسرق الكهرباء من الأعمدة ويسرق الشارع من السيارات والأرصفة من المشاه ويحولها إلى أسواق لسلع راكدة ومستعملة وللأسف هناك من يشترى وعندما حاولت المحليات ايجاد أماكن بديلة بخدمات متكاملة رفضوها لأنها سوف تقنن الأوضاع وتضعهم تحت المنظار وتكشف حجم تلك التجارة العشوائية والأموال التى تضيع على الدولة من وراء هؤلاء السريحة والواقفين خلفهم ومن يدعم وجودهم فى الشارع المصرى . المطلوب أن نطهر أنفسنا الأول قبل أن نطلب من الناس ان تطهر الشوارع من المحتلين والباعة الجائلين ... إذا نظر كل منا داخل نفسه وطلب منها أن تتخلى عن بعض الصفات التى لا ترضى عنها الناس ولو تخلى عن صفة واحدة فلك أن تتخيل ماذا سوف يكون عليه عالمنا وماذا سوف تكون عليه مصر ارحموها من كل من التصق باسمها ولا تنله منه إلا الاهانة والبهدلة لاسم مصر .