كشفت مشاركة المنتخب الأردني في النسخة الثامنة لبطولة غرب آسيا عن اتساع الهوة، التي تفصل المدير الفني المصري حسام حسن عن النقاد والجماهير، وذلك بعدما فشل في ترجمة تطلعاته وأهدافه الواضحة، التي أعلنها قبيل المشاركة في هذا الاستحقاق، والمتمثلة في صعود منصة التتويج. وليس من قبيل التجني القول إن حسام حسن يعاني حالياً حملة شرسة، وغير مسبوقة من قبل وسائل الإعلام بكافة أشكالها وألوانها.. وكذلك من قبل الجماهير، التي ترى أنه لا يصلح للبقاء في منصبه، مطالبة الاتحاد الأردني بضرورة إنهاء عقده، كون الإبقاء عليه يعني انحساراً حاداً في حضور المنتخب مستقبلاً، لكن المطلع على السياسات، التي ينتهجها الاتحاد الأردني، يجزم أن حسام حسن سيبقى حتى نهاية عقده، والمقرر في شهر يونيو من العام الجاري ومن يدري فلربما تمتد مسيرته مع النشامى لأعوام أخرى قادمة، من منطلق إتاحة الفرصة كاملة أمام المدير الفني للعمل من دون معيقات أو تدخلات. وفي قراءة مقتضبة للفترة التي مضت منذ تولي حسام حسن منصب المدير الفني سنجد أنها جاءت حبلى بالصعوبات والتحديات، في حين أن قبوله مهمة تدريب النشامى هو أمر يسجل له لا عليه، لكن ما شهدته الأشهر الفائتة من تقلبات حادة في تشكيلة المنتخب إلى جانب إطاحة الأسماء الأبرز من دون مسوغات مقنعة. وكذلك الخلافات الحادة، التي شابت علاقته مع عدد من أبرز نجوم اللعبة، جعل الأغلبية العظمى من وسائل الإعلام الاردنية، تتكالب على حسام حسن، حتى إن بعضاً من المديرين الفنيين كانوا يعلنون صراحة عدم قناعتهم بما يقدمه مع النشامى، وآخرهم المدير الفني لفريق الوحدات عبد الله أبو زمع، الذي اتهم حسام حسن بالتعالي والكبر في تصريحات، أدلى به للتلفزيون الأردني الجمعة الماضي. وخاض النشامى أربع مواجهات في بطولة غرب آسيا، إذ تعادل في واحدة أمام لبنان من دون أهداف، وفاز على الكويت (2-صفر)، ثم البحرين (1-صفر)، في حين أن خسارته الوحيدة، جاءت أمام المنتخب القطري في النهائي بهدفين نظيفين. لكن عند النظر إلى منسوب المنافسة والقدرات، التي تضطلع بها هذه المنتخبات، سنجد أنها متواضعة كون أغلبيتها العظمى اعتمدت على أسماء صاعدة بعكس النشامى الذي ضمت تشكيلته معظم الأسماء التي خاضت مواجهة الأوروغواي في الملحق العالمي لتصفيات المونديال، علماً بأن حسام حسن كان قد سبق له تجربة ما يقرب من الخمسين لاعباً، خلال فترة زمنية قصيرة، ومن هنا رأى البعض أن عدم الفوز بلقب غرب آسيا هو بمثابة الفضيحة التي لا يجب السكوت عليها. ولا ينكر المتابع لمسيرة حسام حسن التدريبية القصيرة مع النشامى أن مشاهد النقد، التي يتعرض لها عادة ما يتخللها إجراء مقارنات ما بينه وبين المدير الفني العراقي السابق عدنان حمد، إذ يلاحظ أن كليهما على طرفي نقيض في الأسلوب الفني، مع الإشارة إلى أن حمد كان قد نال قسطاً وافراً من الانتقادات، خلال الفترة الطويلة التي قضاها مع الاتحاد الأردني، لكن هذه الانتقادات تعتبر متواضعة في حجمها وحدتها، مقارنة مع ما يتعرض له حسام حسن في الوقت الحالي.