بدأت أمس بالعاصمة السودانية "الخرطوم اجتماعات مجموعة الخبراء الفنيين بدول النيل الشرقي مصر والسودان واثيوبيا المعنية بالمفاوضات الفنية الخاصة بسد النهضة الاثيوبي والمعنية بدراسة المقترحات والرؤي الحالية من الدول الثلاث سعيا للتوصل الي نتائج مشتركة مرضية لجميع الأطراف قبل اجتماع وزراء مياه الدول الثلاث اليوم، وقد افتتح الاجتماع وزير الموارد المائية السوداني الذي تم تكليفه وزيرا للري صباح امس، ورحب بوفود خبراء الدول المعنية، حيث اكد علي اهمية الحوار بين دول الحوض لحل كل الموضوعات العالقة ودعا في كلمته الافتتاحية إلي ضرورة العمل إلي تحقيق التوافق بين دول حوض النيل الشرقي، وصولا لاتفاق متكامل يحفظ حقوق شعوب الدول الثلاث المائية والتنموية. فيما اكدت مصر في الكلمة التي ألقاها المهندس احمد بهاء الدين رئيس وفد الفنيين المصري علي الرغبة المصرية في تحقيق التنمية لجميع دول الحوض بلا ضرر او ضرار مشيرا الي ان حضور الوفد المصري بعقول وقلوب مفتوحة لاستكمال النقاش الذي بدأ الشهر الماضي متطلعا الي المضي قدما في تحقيق التعاون المستدام الذي تنتظره جميع شعوب الحوض. ورحب بهاء الدين بحضور السيد معتز موسي وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني الجديد وثمن بهاء الدين حضور الوزير الجديد بالرغم من مشاغله مؤكدا ان الوزير الجديد علي دراية كاملة بالملف الخاص بسد النهضة. ومن جانب آخر أشار رئيس الوفد الأثيوبي الي اهمية الانطلاق نحو تشكيل اللجنة الفنية الخاصة بتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين الثلاثية. كما واصل الخبراء الفنيون اجتماعاتهم المغلقة بكامل اعضائها التي استمرت اكثر من 8 ساعات متصلة تخللها عقد اجتماعات مفصلة لكل وفد علي حدة كما اتسمت بالهدوء ودون حدوث خلاف بين المشاركين يعكر صفو المناقشات. وأعرب عدد من الخبراء المشاركين بالاجتماعات الفنية ان المهندس معتز موسي عبد الله وزير الموارد المائية والكهرباء السودانية يعد من اهم الشخصيات المؤثرة في ملف المفاوضات حيث كان عضوا مؤثرا في اللجنة الفنية المعنية يتقييم آثار سد النهضة الاثيوبي ولدية خبرة واسعة بملف المفاوضات الحالية لحوض النيل. فيما حرص الوزير السوادني الجديد علي حضوره طوال اليوم ومساعدته للخبراء في تحديد أفضل الآليات لاحتواء أزمة سد النهضة الأثيوبي، وتقديم النتائج والتوصيات لعرضها علي وزراء المياه بمصر والسودان وأثيوبيا قبيل اجتماعهم المقرر اليوم لاستكمال المشاورات علي المستوي الوزاري. وتأتي أعمال لجان الخبراء الدول الثلاث، في إطار الجهود المشتركة لتقريب وجهات النظر، بشأن "سد النهضة الأثيوبي" الذي يجري بناؤه حاليا علي مجري النيل الأزرق، والذي يواجه بتحفظات من قبل مصر، باعتبارها دولة مصب مع السودان، حيث تطالب مصر، بالأخذ بتقرير اللجنة الفنية الدولية بشأن معدلات سلامة السد الفنية، وآليات التشغيل والتصريف للسد، ضمانا لعدم حدوث تأثيرات سلبية علي حصة مصر من المياه، وبما يحقق المنافع المشتركة للدول الثلاث دون تأثير أو الإضرار بمصالح الدول الثلاث أو مقدراتها المائية. وقام الخبراء خلال جولة المباحثات مع الجانبين السوداني والإثيوبي بالتأكيد علي المقترحات المصرية التي تشمل ضرورة استكمال الدراسات الخاصة بالآثار المائية والاقتصادية والبيئية للسد علي دول المصب، وأبعاده وتصميماته. وتضمن جدول أعمال اجتماع الخبراء الاتفاق علي تشكيل لجنة ثلاثية من الدول الثلاث وتحديد صلاحيات وعضوية ونسبة تمثيل كل منها يضمن مستقبل التعاون بين الدول الثلاث، واليات تنفيذ توصيات اللجنة الدولية لسد النهضة الاثيوبي ، وذلك استكمالا للمشاورات وسعيا للوصول للاتفاق حول المقترحات المصرية التي قدمت في الاجتماع الوزاري الاخير والتي تشمل برنامج ملء خزان وبحيرة سد النهضة الاثيوبي وكيفية تشغيلها وادارتها خاصة في حالات الفيضانات المنخفضة بالاضافة الي تنفيذ توصيات اللجنة الدولية حول سد النهضة.