في محاولة جادة، لإعادة الروح للمسرح، وغياب كبار المسرحيين، نظم البيت الفني، برئاسة الفنان فتوح أحمد، ندوة بعنوان »عودة الجمهور للمسرح المصرى«، بحضر عدد من الفنانين منهم، خليل مرسى ، أحمد عبد العزيز، محمود الجندى، عزة لبيب، منال سلامه، محمد رمضان، وناقشت الندوة المبادرات المقترحة من قبل البيت الفنى، وبعض الفنانين المهتمين بشئون المسرح.. فى البداية، أكد د. محمد أبو الخير - رئيس قطاع الإنتاج الثقافى- أن المقترحات المقدمة من قبل البيت الفنى لمحاولة استقطاب الجمهور مرة أخرى هدفها تحريك المياه الراكدة فى المسرح المصرى، مشيرا إلى عبقرية الزمان والمكان فى مصر التى تستحق حالة مسرحية ذات بعد داخلى و عربى وعالمى. أضاف أبو الخير، أنه اقترح على لجنة صياغة الدستور إضافة جزء الى المادة « 49» الخاصة بدور الدولة فى الثقافة، بأنه لابد من تدعم الوزارة بشكل استثمارى. بينما قال الفنان فتوح أحمد، إنه يعلم أن مسرح الدولة هو « مسرح اهدار المال العام»، إذ إن العروض موجودة دون جمهور، وانه يعلم ايضا ان لديه مشكلات كبيرة منها عدم صلاحية بعض المسارح، واحتياجها للإصلاحات، و ايضا ان الجمهور لم يعد يذهب للمسرح، وهذا لعدة أسباب أهمها عدم وجود نجوم تجذب الجمهور، و الوضع الاقتصادى، مضيفا ان طبيعة أسعار التذاكر للعروض التى تحتوى على نجوم كبار، تجعل من المستحيل على العائلة المصرية البسيطة ان تحضرها. أضاف أن الحكومات المتعاقبة منذ زمن، تعتبر الفن من الكماليات، لذا فميزانية وزارة الثقافة قليلة للغاية، و فى معظمها تذهب كمرتبات للإداريين، وان كل هذه المشكلات تعطل المسرح المصرى عن النهوض. أكد فتوح أن مبادرة البيت الفنى للمسرح لعودة الجمهور مرة اخرى للمسارح، هى عبارة عن اشتراك سنوى قيمته 50 جنيها للفرد، و20 جنيها للأطفال، و اشتراك مجانى للأيتام و المعاقين، يحصل المشترك على كارنيه يتيح له دخول جميع المسارح التابعة للبيت الفنى للمسرح طول العام حتى انتهاء الاشتراك، مشيرا إلى أن أهمية المشروع ليست فى العائد المادى، ولكن تكمن فى ان ترفع المسارح لافتة « كامل العدد». أضاف فتوح ان الامكانيات قليلة لعمل الدعاية بالشكل المطلوب، ولهذا لا توجد فى الغالب اعلانات تلفزيونية للمسارح نظرا لتكلفتها العالية، لذلك إقترحنا مبادره على التلفزيون، حيث يقوم بتصوير العروض وعرضها مقابل الدعاية المجانية، لأن التلفزيون أيضا يعانى من ازمات مالية ، و لا يستطيع دفع ثمن تصوير العروض للبيت الفنى. وقال الفنان محمود الجندى، إن المؤلف الجيد هو الحل، لأن الكلمة الجديدة هى الباقية وتفرض نفسها بقوة، والعرض الجيد يبدأ من مؤلف جيد. طالبت أمانى العاطى، مستشار وزير التربية و التعليم، بضرورة وضع ضوابط معقولة ومقبولة على العروض حتى تتجنب الاسفاف والابتذال، و أن يراعى الفنانون، وصول فن المسرح الى جميع الطبقات، مؤكدة ان ذاكرة المسرح قصيرة، مطالبة أيضًا بالبحث فى التراث المسرحى و اعادة عرضها مرة أخرى. أضاف كرم النجار: «يجب ان نبدأ بصناعة المسرح داخل المدرسة، من خلال تفعيل فرق المسارح المدرسية، وليس فقط ان يشاهد الأطفال المسرحيات، ، بل يجب أن يصنعوها أيضا، فيوجد فى عقول الأطفال فراغ حقيقى بسبب غياب النشاط المسرحى، فالمسرحيون لم يعدوا بعد مشروعا قوميا للمسرح». أما الفنان محمد رمضان ، فقد أكد انه حاليا يعمل على مشروع عرض « الدخان « مع المخرج سامح بسيونى ، من انتاج المسرح الحديث، و الذى يفخر بانتمائه اليه، مشيرا إلى انه متبرع بأجره كاملا من اجل اجراء الاصلاحات اللازمة لمسرح السلام. فيما طرح الفنان أحمد عبد العزيز عدد من المبادرات من أجل عودة الروح للمسرح أهمها اجراء مسابقة تأليف مسرحى، بجوائز مشجعة للمشاركين، حيث ان المسرح الآن يفتقد النص الجيد، وطالب أيضا بالنظر فى المسارح المغلقة بحجة « اجراء اصلاحات» ، حيث ان عدد المسارح فى تناقص مستمر، مطالبا بالاسراع فى اعمال الإصلاح و التى بدأت منذ سنوات و لم تنته حتى الآن. الفنانة عزة لبيب أكدت على أهمية الاهتمام بمسرح الطفل، و الاهتمام ابضا بجذب السياحة العربية للمسارح.