عقد «البيت الفني للمسرح» ندوة ب«المجلس الأعلى للثقافة»، بعنوان «عودة الجمهور للمسرح المصري»، لمناقشة المبادرات المقترحة من قبل الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالشأن المسرحي، لعودة الجمهور للمسرح مرة أخرى، وذلك بحضور محمد أبو الخير، رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، والفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح، وعدد كبير من فناني المسرح. بدأت الندوة بكلمة قصيرة للفنانة تيتيانا، حول المسرح المصري، ثم ألقى محمد أبو الخير كلمته التي حيا خلالها فناني مصر والحضور، مؤكدًا أن هدف الندوة تحريك المياه الراكدة في المسرح المصري، لأن مصر تستحق حالة مسرحية ذات بعد داخلي وعربي وعالمي. وقال الفنان فتوح أحمد: «أعلم أن مسرح الدولة هو مسرح إهدار المال العام، لأن العروض موجودة بدون جمهور، وأعلم أيضًا أن هناك مشكلات كبيرة منها عدم صلاحية بعض المسارح، واحتياجها للإصلاح، كما أن الجمهور لم يعد يذهب للمسرح، وهذا لعدة أسباب أهمها عدم وجود نجوم تجذبه للحضور، إضافة للوضع الاقتصادي». وأضاف «فتوح»: «طبيعة أسعار التذاكر للعروض التي تحتوى على نجوم كبار تجعل من المستحيل على العائلة المصرية البسيطة الذهاب لأي مسرح، والحكومات المتعاقبة منذ زمن تعتبر الفن من الكماليات، لذا فميزانية وزارة الثقافة قليلة للغاية، ومعظمها يذهب كمرتبات للإداريين، وكل هذه المشكلات تعطل المسرح المصري في النهوض». وتابع: «مبادرة البيت الفني للمسرح لعودة الجمهور عبارة عن اشتراك سنوي قيمته خمسون جنيها للفرد، وعشرون جنيهًا للأطفال، واشتراك مجاني للأيتام والمعاقين، ويحصل المشترك على كارنيه يتيح له دخول جميع المسارح التابعة للبيت الفني للمسرح طول العام حتى انتهاء الاشتراك، وأهمية المشروع ليست في العائد المادي، ولكن الأهمية تكمن في أن ترفع المسارح لافتة كامل العدد». واستكمل: «الإمكانيات قليلة لعمل دعاية، لهذا لا توجد إعلانات تليفزيونية للمسارح، وهناك مشروع لعمل مقاصة بين التليفزيون المصري والبيت الفني للمسرح، يقوم بمقتضاها التليفزيون بتصوير المسرحيات وعرضها مقابل إعلانات لعروض أخرى، لأن التليفزيون أيضًا يعاني من أزمات مالية». وقال الفنان محمود الجندي في كلمة له: «المؤلف الجيد هو الحل، وأرى أن الكلمة الجيدة هي الباقية، والعرض الجيد يبدأ من مؤلف جيد». وقالت أمانى العاطي، مستشار وزير التربية والتعليم: «علينا أن ننحي الخلافات جانبًا، والنظر فقط إلى مصلحة المصريين، لذا يجب وضع ضوابط معقولة ومقبولة على العروض؛ حتى تتجنب الإسفاف والابتذال، ويجب أن يراعي الفنانون وصول فن المسرح إلى جميع الطبقات، , خاصة أن ذاكرة المسرح قصيرة، ويجب إعادة البحث في التراث المسرحي وإعادة عرضها مرة أخرى». من جانبه، قال كرم النجار: «يجب أن نبدأ بصناعة المسرح داخل المدرسة، ويجب أن نعود إلى فرق المسرح المدرسي داخل المدارس، ويصبح من الأساسيات، لأن عقول الأطفال بها فراغ حقيقي بسبب غياب النشاط المسرحي». وقال المخرج محمد الشرقاوي: «الوضع المالي للفنانين المعينين داخل البيت الفني للمسرح سيئ، واللائحة الداخلية للبيت الفني تحتاج إلى إعادة صياغة، وهناك ضرورة لوجود كادر خاص للفنانين كغيرهم من المهن». وقال الفنان هاني كمال، المسؤول عن النشاط المسرحي بوزارة التربية والتعليم: «لا قيمة لما نفعله الآن إلا إذا نظرنا إلى صناعة المتلقي، ومراعاة وسائل الجذب له، فهناك عوامل جذب كثيرة جدًا تجذب المتلقي إلى المسرح، والدولة مسؤولة عن دعم النشاط المسرحي داخل المدارس» وقال الفنان محمد رمضان: «أعمل حاليًا على مشروع مسرحي جديد بعنوان (الدخان) مع المخرج سامح بسيوني، من إنتاج المسرح الحديث، الذي أفخر بانتمائي إليه، وسأتبرع بأجري كاملًا من أجل إجراء الإصلاحات اللازمة لمسرح السلام». وقال الفنان أحمد عبدالعزيز: «يجب إجراء مسابقة تأليف مسرحي بجوائز مشجعة للمشاركين، لأن المسرح يفتقد النص الجيد، ويجب النظر إلى المسارح المغلقة بحجة إجراء إصلاحات، لأن عدد المسارح في تناقص مستمر، ويجب عمل وقفة احتجاجية من أجل الإسراع بأعمال الإصلاح». وقالت الفنانة عزة لبيب: «يجب الاهتمام بمسرح الطفل، والاهتمام بجذب السياحة العربية للمسارح». كما أبدى الفنان عصام الشويخ استياءه من عدم وجود عدد كبير من الفنانين بين الحضور، وأكد المخرج أحمد الألفي أنه لابد من توعية المجتمع بدور المسرح وماهيته.
