لم يتعرض حاكم مصري لقدر من الظلم والتشويه كما تعرض له الرئيس الراحل أنور السادات .. هذا الرجل الذي سبق عصره وحقن دماء أبناء وطنه وأستعاد أرض سيناء كاملة وغير منقوصة تعرض لأبشع حملات التشويه التي وصلت الي حد اتهامه بالخيانة والعمالة وهو الرجل الذي دفع الغالي والنفيس دفاعا عن حرية وطنه وانتهي به الحال مشردا بلا مأوي وبدون مورد رزق ثم نزيلا في سجن "قره ميدان" وتحديدا في الزنزانة 56 .. وحتي بعد عودته للجيش وضع رأسه علي كفه مرة اخري وشارك الضباط الاحرار ثورة يوليو المجيدة والتي كان فشلها يعني اعدامه رميا بالرصاص .. وبعد توليه منصب رئيس الجمهورية عقب رحيل الرئيس عبد الناصر لم يذق طعم الراحة فسيناء محتلة والجيش يحتاج الي اعادة بناء ويكفي انه وصف حالته وقتها بنفسه في كتابه البحث عن الذات قائلا " عبدالناصر مات وسابني متكتف علي شريط القطر.. مش قادر اتحرك .. ولو فضلت القطر هيهرس لحمي وعضمي"..ومع ذلك حارب وانتصر وحتي بعد نصره لم يرحموه وظلوا يهاجموه بأبشع الاتهامات التي كان اقلها الخيانة والعمالة .. وحتي الجماعات الاسلامية التي اخرجها من السجون واعادهم للحياة سرعان ما انقلبوا عليه وكفروه وفي النهاية قتلوه وحتي بعد موته لم يرحموه وامتد الظلم وتفاقم لدرجة ان الاعلام تجاهل عن عمد ولمدة 30 سنة انه بطل حرب اكتوبر وصاحب قرار العبور والنصر واختزلوا حرب اكتوبر كلها في الضربة الجوية نفاقا ومجاملة للرئيس الاسبق مبارك ..وحتي بعد ازاحة مبارك عن الحكم وبعد ان توقعنا رفع الظلم عن السادات وانصافه فوجئ الملايين بالرئيس المعزول محمد مرسي يدعو قتلة السادات عبود الزمر وابن عمه طارق ورفيقهما عاصم عبد الماجد لحضور احتفالات اكتوبر واجلسهما في المقصورة الرئيسية بين كبار رجال الدولة فيما اسماه البعض بالاغتيال الثاني للسادات .. واخيرا جاء اليوم الذي يرفع فيه الظلم عن السادات ويعود الحق لأصحابه وفعلها القائد الوطني المخلص معشوق الملايين عبد الفتاح السيسي عندما رد للرئيس الراحل اعتباره بضربة معلم وأجلس أرملته السيدة جيهان السادات في الكرسي الملاصق لرئيس الجمهورية عدلي منصور في احتفالات القوات المسلحة بنصر اكتوبر وهو ابلغ رد علي جريمة الاخوان في احتفالات العام الماضي وفي لفتة كريمة وذكية جعلتني اشعر وكأن السادات يبتسم لأول مرة من داخل قبره..